-

لماذا أباح الله لنا الزواج؟.. علي جمعة: لسبب

لماذا أباح الله لنا الزواج؟.. علي جمعة: لسبب
(اخر تعديل 2024-06-25 08:56:28 )

لاشك أن معرفة لماذا أباح الله لنا الزواج ؟ يفتح إحدى بوابات الأسرار الخاصة بصورة من صور الرزق ، التي لا ينقطع الإنسان عن طلبه ما ذامت الحياة الدنيا؟، ورغم ذلك هناك الكثيرون لا يعرفون لماذا أباح الله لنا الزواج ؟، فكل ما يعرفونه هو أن الزواج سنة الحياة ، كما أن الزوج الصالح رجلاً كان أو امرأة هي من الأرزاق الدنيوية ، التي لا ينفك الإنسان عن طلبها مادامت الحياة، ومع ذلك تظل الحكمة من لماذا أباح الله لنا الزواج ؟، أحد أسرار هذا الرزق خفية عنهم ، ولعل أهمية معرفة لماذا أباح الله لنا الزواج تنبع من أنها تضمن استقرار الحياة الزوجية ، والفوز بسعادة الدارين الدنيا والآخرة.

لماذا أباح الله لنا الزواج

قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى أباح لنا الزواج وجعل هذا النظام بين الذكر والأنثى لإنشاء أسرة ، منوهًا بأن الأسرة غرضها في النهاية هو عمارة الأرض.

وأوضح “ جمعة ” في إجابته عن سؤال : ( لماذا أباح الله لنا الزواج ؟) ، أن عمارة الأرض تحتاج إلى النسل ، مشيرًا إلى أن الله عز وجل خلق الأنثى ومكنها من الحمل والولادة وأعطى لها الرضاعة للرعاية والعناية بالأطفال ليبلغوا مبلغ العاملين في الأرض بناتًا أو أولادًا، فإذن الزواج صنع لضبط هذه العلاقة.

ونبه إلى أن الغريب أنه لم يقف عند هذا الحد بل حرم الزنا، أي حرم تلك العلاقة خارج نطاق مؤسسة الزواج، فالأمر إذن أن هناك كبيرة من الكبائر وحتى لا ترتكب فإنه تنشأ هذه العلاقة ، هذه المظلة ، هذا العقد الزواج ، إنشاءً يتيح للبشرية أن تتكاثر ويتيح للبشرية السعادة والأدب واللياقة ، ثم شرع بعد ذلك بر الوالدين وصلة الأرحام ووجوب النفقة وما نحوها من الأحكام التي تنظم حياة البشر.

الحياة الزوجية

وأشار إلى أن الحياة الزوجية ليست شركة تجارية ، لتجارة المياه الغازية وإنما هي حياة ينبغي أن تقوم على أسس أولها المودة والرحمة، مستشهدًا بما قال الله عز وجل : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الآية 21 من سورة الروم.

وأفاد بأنه إذا ذهبت المودة والرحمة سيذهب معها الأدب واللياقة واللباقة سيذهب معها الحب لأن الحب وليد الرحمة، كما سيذهب معها معاني كثيرة جدًا وتصبح الحياة بدلاً من أن تكون حياة مستقرة سعيدة وهو الذي نسعى إليه جميعًا سعادة الدارين دار الدنيا ودار الآخرة ، تصبح مرفوضة ونكد وكدر .

الزواج

يعد الزواج هو علاقة مقدسة تجمع بين الرجل والمرأة، ويجب أن تبنى هذه العلاقة على أساس متين وقوي، ويسوده المحبة والتفاهم والترابط بينهم، ويجب أن يفهم كلّ منهما الطرف الآخر، وذلك لتكون الحياة الزوجية حياة سعيدة وخالية من المشاكل التي تنتج عادة من اختلاف في وجهات النظر، أو عدم قدرة أحد الأطراف على فهم الآخر.

الغاية من الزواج

حث الدين الإسلامي الإنسان على الزواج، لكي يتمّ تحقيق الاستقرار في الحياة، وحفظاً للجنس البشري من الانقراض، ولكي يعمر الإنسان الأرض ويستقرّ فيها، ولإشباع الرغبات والشهوات بطرق شرعية، ولتجنّب اللجوء إلى الفاحشة والمحرمات والزنا، وإنجاب الأطفال ورعايتهم في ظل والديهم، وحتى يكون كلا الطرفين سنداً ومكملاً للآخر في جميع شؤون الحياة.

الاختيار الصحيح للزوجة

عندما يقدم أي شاب على خطوة الزواج يجب عليه أن يختار وفقاً لعدّة أمور، حتى يتكلل الزواج النجاح والسعادة وهي: الخطوة الأولى والأساسية لإقامة علاقة زواج ناجحة، هي اختيار المرأة والتي يجب أن تتصف بالعديد من الصفات ومن أهمها التمسك بالدين والعقيدة، وقد بين لنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الصفات التي يجب أن تتوافر في المرأة المقبلة على الزواج، وذلك من خلال الحديث الشريف الذي ينص على قول الرسول الكريم :" تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فيجب أن تكون المرأة صالحة، لكي تستطيع إنشاء جيل صالح. اختيار شريك يتحلى بالأخلاق العالية. التكافؤ بين الزوجين في جميع الجوانب كالتعليم والمستوى الاجتماعي وغيرها من الأمور.

أركان الزواج

ورد أن للزواج العديد من الأركان التي يقوم عليها وهي: وجود طرفين للزواج ويجب أن لا يوجد فيهما أي مانع من موانع الزواج، ومن هذه الموانع وجود نسب بين الطرفين كالرضاعة، أو أن يكون الرجل من ديانة أخرى كالمسيحية والمرأة مسلمة وغيرها من الأمور. الجواب الصريح والذي يكون من قبل ولي الأمر أو من ينوب مكانه. التلفظ الصريح والذي يكون من قبل الزوج أو من ينوب مكانه.

سن الزواج

لا يشترط سن معين في الزواج، بل يجب أن يكون الزوجان بالغين، ويجب أن يكون الطرفان مؤهلين للزواج من جميع الجوانب، كالوعي والثقافة والإدراك لمعنى الحياة الزوجية، والقدرة على تحمّل المسئولية الناتجة عن هذا الزواج، فالشخص الذي يرى نفسه غير قادر على القيام بهذه الخطوة المصيرية، يجب الانتظار لحين وجود الجاهزية، لكي يتجنب فشل هذا الزواج.