أسباب النوم

أسباب النوم
(اخر تعديل 2023-06-21 03:45:45 )

تتعدد الأسباب المؤدية إلى النوم المتقطع، وفيما يأتي بيان كلٍ منها بشيء من التفصيل:


العمر

قد يصبح النوم متقطعًا أكثر مع التقدم في العمر، وفي الحقيقة لا يعزى ذلك للاستيقاظ المتكرر من النوم؛ وإنما يعزى للتغير الكبير والملحوظ الذي قد يطرأ على دورة النوم والاستيقاظ أو ساعة الجسم البيولوجية مع التقدم في العمر؛ لذا فقد يميل كبار السن للشعور بالتعب والنعاس في وقت أبكر مما ينعكس بدوره على وقت الاستيقاظ من النوم والذي يكون مبكرًا كذلك، ومع مواصلة النوم في الوقت ذاته دائمًا فقد يجد الشخص نفسه يستيقظ أبكر مع تقدم العمر، والذي بدوره يعكس الجدول الزمني للنوم والاستيقاظ لدى الفرد.


العوامل المرتبطة بنمط الحياة

يعد نمط الحياة أحد الأسباب الشائعة للنوم المتقطع، والذي يتضمن أي من العادات الآتية:

  • شرب الكحول: يعد شرب الكحول وخاصة خلال فترة قريبة تقدر بأربع ساعات قبل وقت النوم من أحد العوامل التي قد تؤدي إلى النوم المتقطع؛ فبالرغم أنه قد يساعد على الشعور بالنعاس والدخول في مرحلة النوم؛ إلّا أنّ شرب الكحول قد يتسبب بتقطع النوم في وقت لاحق من الليل؛ إذ يمكن أن يتسبب بزيادة الحاجة إلى الدخول للحمام خلال فترة الليل.
  • الإكثار من شرب الكافيين: يُنصح بالحد وعدم الإكثار من تناول الأطعمة أو شرب المشروبات التي تحتوي الكافيين بعد فترة الظهيرة، مثل: القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، إذ إنّ الكافيين يمنع الدماغ من إفراز مادة كيميائية تعرف بالأدينوسين (Adenosine) والتي يشار إلى أنها تساعد الجسم على النوم.
  • وقت تناول الطعام: إنّ تناول الطعام في غضون ساعات قليلة قبل النوم ثم الاستلقاء بمعدة ممتلئة قد يرفع فرصة حدوث حرقة المعدة؛ مما يصعب عملية الخلود إلى النوم والاستمرار في النوم.
  • النوم لفترة طويلة أثناء النهار: إذ إنّ أخذ قيلولة طويلة في فترة ما بعد الظهيرة أو بعد ذلك، قد يجعل من الصعب الاستمرار في النوم ليلًا.
  • بيئة النوم غير المريحة: قد تؤثر البيئة المحيطة بالفرد والمتمثلة بغرفة نومه في استمرار عملية النوم خلال الليل؛ فمثلًا ارتفاع درجة حرارة الغرفة، أو شدة الإضاءة، أو الضوضاء، أو حتى استخدام وسادة قديمة أو غير داعمة قد يتسبب بالاستيقاظ بشكل متكرر والنوم المتقطع.
  • مشاركة السرير: قد تتسبب مشاركة السرير مع شخص أو حيوان أليف بالنوم المتقطع، خاصةً الذين يصدرون أصواتًا كالشخير، أو الذين يتحركون بكثرة، وقد لوحظ أنّ النساء اللواتي يتشاركن السرير مع شخص يصدر أصوات الشخير خلال النوم هنّ أكثر عرضة للإصابة بالأرق مقارنة بالنساء الأخريات.
  • ممارسة الرياضة خلال فترة متأخرة من الليل: يختلف التأثير الناجم عن ممارسة الرياضة في وقت متأخر من الليل من شخص إلى آخر؛ إذ إنّ الرياضة ترفع من درجة حرارة الجسم وتمنح الجسم الطاقة والنشاط؛ لذا فإن ممارسة الرياضة قد تجعل من الصعب على بعض الأشخاص الاستقرار في النوم أو الاستمرار فيه ليلًا، ولكن في الواقع وجد أيضًا أنّ بعض الأشخاص لا يتأثر نومهم بممارسة الرياضة خلال فترة الليل.
  • استخدام الأجهزة الرقمية: إنّ التعرض للكثير من الضوء الأزرق الناجم عن الأجهزة الرقمية كالهاتف المحمول، وأجهزة الحاسوب بعد غروب الشمس قد يؤثر بشكلٍ سلبيّ في عملية النوم؛ ويُعزى السبب في ذلك لقدرته في التقليل من مستوى مادة الميلاتونين (Melatonin) في الجسم، مما يؤدي إلى النوم المتقطع، وتجدر الإشارة إنه لتقليل الأثر السلبيّ للأجهزة الرقمية ينصح بارتداء نظارات خاصة أو وضع شاشات متخصصة لتصفية الضوء، ومع ذلك فإن ترك الأجهزة الإلكترونية جانبًا في وقت مبكر من المساء قدر الإمكان يُعدّ الحل الأفضل للحصول على نوم جيد وليلة مريحة.


الإجهاد والتوتر اليومي

يندرج تحت الإجهاد والتوتر اليومي كل أنواع القلق والمخاوف اليومية، مثل: الأمور المادية؛ كدفع الفواتير وغيرها أو المواقف العصيبة في العمل، ويشار إلى أن التوتر اليومي والمتكرر الناجم عن هذه الأمور يُعد أكبر العوامل المساهمة في حدوث الأرق والاستيقاظ ليلًا، ولتقليل هذا الأثر السلبي يُنصح بوضع قائمة بالمهام المطلوب إنجازها؛ إذ قد يساعد على تقليل التوتر والحصول على نوم أفضل ليلًا.


مرحلة انقطاع الطمث

تعاني العديد من النساء من مشاكل في النوم بعد انقطاع الدورة الشهرية والدخول في مرحلة سن اليأس وذلك وفقًا لمؤسسة النوم الوطنية (National Sleep Foundation)، ويُعتقد أن ذلك نتيجة انخفاض مستوى هرمون البروجسترون خلال مرحلة انقطاع الطمث؛ ففي الواقع يُعد هرمون البروجسترون أحد الهرمونات التي تلعب دورًا مهمًا في تحفيز النوم، كما يشار إلى أن تغير مستويات هرمون الإستروجين أثناء مرحلة انقطاع الطمث قد يؤدي أيضًا إلى حدوث اضطرابات في النوم، وذلك عبر مساهمته في زيادة التعرق وحدوث الهبات الساخنة التي تتمثل بنوبات مفاجئة من الارتفاع الشديد في حرارة الجسم.


الأدوية

توجد العديد من الأدوية التي تؤدي إلى النوم المتقطع كأحد الآثار الجانبية، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال المعاناة من النوم المتقطع بالتزامن مع أخذ أي من الأدوية مراجعة الطبيب للحصول على المشورة الطبية حول تعديل أو تغيير الدواء في حال الاعتقاد أو الشك أنه يؤثر في استمرار النوم ليلًا، وفيما يأتي بيانها:

  • الأدوية المنبهة أو المنشطة (Stimulants)؛ كدواء سودوإفدرين (Pseudoephedrine) الموجود في العديد من مزيلات الاحتقان التي تُصرف بدون وصفة طبية.
  • الأدوية المستخدمة لعلاج الحساسية.
  • أدوية أمراض القلب.
  • أدوية ارتفاع ضغط الدم.
  • أدوية مرض باركنسون (Parkinson s disease).
  • أدوية اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (Attention deficit hyperactivity disorder) واختصارًا ADHD.


المعاناة من بعض المشاكل الصحية

يوجد العديد من الأمراض والمشاكل الصحية المزمنة التي يمكن أن تؤثر بشكلٍ سلبي في استمرار النوم ليلًا وقد تؤدي إلى المعاناة من النوم المتقطع، ومن أبرزها ما يأتي علمًا أنها تعد أكثر شيوعًا بين كبار السن:

  • القلق أو الاكتئاب: قد يعيق القلق أو الاكتئاب من استمرار النوم ليلًا وقد يؤدي حتى إلى صعوبة الخلود إلى النوم.
  • اعتلال الأعصاب: قد يتسبب الاعتلال العصبي (Neuropathy) بالشعور بالوخز، أو الخدران، أو الألم في اليدين والقدمين، والذي يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر ليلًا.
  • انقطاع النفس النومي: يتمثل انقطاع النفس النومي (Sleep apnea) بتوقف التنفس لفترة قصيرة أثناء النوم ليلًا مما يؤدي إلى الشعور بالنعاس أثناء النهار، وبعض الأعراض والعلامات الأخرى التي قد تدل على الإصابة بانقطاع النفس النومي، مثل:
    • الشخير بصوت عالٍ أثناء النوم.
    • والنوم المتقطع أو الاستيقاظ لفترات قصيرة أثناء الليل.
  • مرض باركنسون: إذ قد يتسبب مرض باركنسون بإحداث حركات على مستوى الجسم تعيق عملية النوم.
  • مرض ألزهايمر: قد تؤدي إصابة بعض الأشخاص بمرض ألزهايمر إلى الإصابة بالهياج أثناء ساعات النوم الاعتيادية.
  • الحساسية ومشاكل الجهاز التنفسي: قد تؤدي الإصابة بالحساسية، ونزلات البرد، وأنواع العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي إلى صعوبة في التنفس ليلًا، والذي قد يتسبب بدوره بصعوبة النوم أو الاستمرار فيه.
  • كثرة التبول: قد يعيق التبول الليلي أو التبول المتكرر من استمرار النوم ليلًا، وذلك عبر تسببه بالاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، ويشار إلى أن كلًا من الاختلالات الهرمونية وأمراض المسالك البولية قد يساهم في حدوث وتطور حالة كثرة التبول، كما أن العديد من المشاكل الصحية قد تؤدي إلى المعاناة من كثرة التبوّل، مثل: مرض السكري، وتضخم غدة البروستاتا.
  • الألم المزمن: قد يتسبب الألم المستمر بصعوبة الخلود إلى النوم كما قد يؤدي حتى إلى الاستيقاظ من النوم ليلًا، وفيما يأتي بعض الأسباب الأكثر شيوعًا للألم المزمن:
    • التهاب المفاصل.
    • متلازمة التعب المزمن (Chronic fatigue syndrome).
    • الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia).
    • داء الأمعاء الالتهابي (Inflammatory bowel disease) واختصارًا IBD.
    • الصداع المستمر.
    • ألم أسفل الظهر المستمر.
  • حرقة المعدة أو داء الارتداد المعدي المريئي: يحدث كل منهما نتيجة رجوع العصارة الحامضية من المعدة باتجاه المريء مما يسبب تهيجًا وإحساسًا مؤلمًا بالحرقة، والذي بدوره قد يؤدي إلى صعوبة الخلود إلى النوم وقد يعيق كذلك استمرار النوم ليلًا.
  • اضطرابات الأكل: قد تتسبب اضطرابات الأكل بالنوم المتقطع، ومن هذه الاضطرابات ما يأتي:
    • فقدان الشهية: (Anorexia) تؤدي الإصابة بها إلى إعاقة نمط النوم الطبيعيّ، ويعزى ذلك إلى سوء التغذية الحاصل والفقدان المفرط في الوزن.
    • الشره العصبي أو النهام العصابي أو البوليما: يُعدّ الشره العصبيّ(Bulimia) أحد اضطرابات الأكل التي تتمثل غالبًا بالأكل بشراهةٍ أثناء النهار ثم التخلص مما تم تناوله أثناء الليل، الذي يؤدي بالمحصلة إلى إعاقة النوم جيدًا ليلًا.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: قد تُسبب بعض أمراض القلب والأوعية الدموية النوم المتقطع، ويمكن بيانها كالآتي:
    • مرض الشريان التاجي: تؤدي الإصابة بمرض الشريان التاجي (Coronary artery disease) إلى حدوث تقلبات في الساعة البيولوجية، مما يؤدي إلى معاناة الشخص المعنيّ من ألم في الصدر، أو عدم انتظام في ضربات القلب، أو حتى نوبة قلبية أثناء النوم.
    • فشل القلب الاحتقاني: يمنع فشل القلب الاحتقاني (Congestive heart failure) القلب من ضخ ما يكفي من الدم للوصول إلى جميع أجزاء الجسم، وكنتيجة لذلك تتراكم السوائل الزائدة حول الرئتين أثناء الاستلقاء مما يجعل المُصاب يستيقظ بشكلٍ متكرر أثناء الليل.
  • أمراض الكلى: تتمثل وظيفة الكلى بتصفية الدم من الفضلات، وفي حال الإصابة بأحد أمراض الكلى فإن هذه الوظيفة تضطرب وتختل، والذي يؤدي إلى المعاناة من أعراض ومشاكل صحية تؤثر في حياة الشخص المصاب؛ كالأرق أو الإصابة بمتلازمة تململ الساقين (Restless legs syndrome) واختصارًا RLS.
  • أمراض الغدة الدرقية: تؤثر الاختلالات التي تصيب الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) في النوم بشكل كبير؛ وفي الحقيقة يمكن تشخيص هذه الاختلالات من خلال إجراء فحص دم بسيط كما يشار إلى إمكانية السيطرة عليها عبر أخذ الأدوية التي يتم وصفها من قبل الطبيب، وفيما يأتي بيان تأثير اختلالات الغدة الدرقية في النوم:
    • فرط نشاط الغدة الدرقية: يُسبب فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) بزيادة التعرق الليلي والذي بدوره قد يعيق استمرار النوم ليلًا.
    • قصور الغدة الدرقية: تؤدي الإصابة بقصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism) إلى الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار والذي أيضًا قد يعيق النوم ليلًا.


تجدر استشارة الطبيب في حال المعاناة من النوم المتقطع لفترة طويلة أو استمرار حدوثه أو تفاقمه، كما يجب استشارة الطبيب في حال ظهور أي من المشاكل أو الأعراض الآتية بالتزامن مع النوم المتقطع:

  • الشعور بنعاس شديد أثناء النهار.
  • حدوث تغيرات في المزاج خلال النهار.
  • الشخير بصوت عالٍ وقد يرافقه في بعض الأحيان أصوات اللهاث أو الاختناق أو أي أصوات أخرى تدل على التنفس بشكل غير طبيعي أثناء النوم.


مما سبق ذكره يتضح وجود العديد من الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى النوم المتقطع، ومنها: العوامل المرتبطة بنمط الحياة، مثل: شرب الكحول وتناول الطعام بوقت قريب من موعد النوم، والإكثار من شرب الكافيين، ويشار إلى إمكانية التحكم بهذه العوامل عن طريق إجراء تغييرات على نمط الحياة المتبع، وتشمل أسباب النوم المتقطع الأخرى العمر والمعاناة من بعض المشاكل الصحية، ومرحلة انقطاع الطمث، بالإضافة إلى أخذ بعض أنواع الأدوية، وغيرها من العوامل، ويشار إلى ضرورة استشارة الطبيب في حال استمرار النوم المتقطع لفترة طويلة أو تفاقمه أو المعاناة من بعض الأعراض والمشاكل الصحية بالتزامن مع النوم المتقطع؛ كالشخير بصوت عال والشعور بالنعاس الشديد أثناء النهار.