هل تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة يضيق الرزق؟..

هل تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة يضيق الرزق؟..
(اخر تعديل 2024-05-14 06:42:33 )

لعل ما يطرح السؤال عن هل تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة يضيق الرزق ؟، واهتمام الكثيرين به إن لم يكن الجميع هو ارتباط خسارته بثلاث بركات ، وهي أن فضل صلاة الفجر العظيم والذي يتضاعف أكثر في ذي القعدة لأنه من الأشهر الحُرم، فضلاً عن الرزق الذي لا ينقطع الإنسان عن طلبه والسعي إليه ما دامت الحياة الدنيا بتنوع صوره وأشكاله من مال وبنين وعافية وستر وما نحوها، من هنا ينبغي الوقوف على حقيقة هل تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة يضيق الرزق ؟، حيث مر الأسبوع الأول من الشهر الفضيل على عجالة، ولايزال هناك من يتساهلون في الفرائض ويستهينون بالمعاصي، وحيث إن الصلاة تعد ثاني أركان الإسلام الخمسة، ولا ينبغي التفريط فيها بأي حال من الأحوال، وورد الحث بالمحافظة عليها في القرآن الكريم، فقال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة، ولعل معرفة هل تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة يضيق الرزق ؟ أحد المسائل التي تجعل من يؤخرونها يعيدون حساباتهم.

هل تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، عن هل تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة يضيق الرزق ؟ ، إن تأخير الصلاة المكتوبة عامة يخالف السُنة ، منوهًا بأن ذلك من الأعمال المنكرة المخالفة لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، التي يأثم فاعلها، لذا فإن على من قام بذلك لغير سبب أو علة شرعية المبادرة في طلب المغفرة والعفو من الله تعالى، مع المداومة على أداء الصلاة في وقتها بعد ذلك.

وأوضح “ شلبي ” في مسألة هل تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة يضيق الرزق ؟ ، أن صلاة الفجر لا بد أن تؤدى في وقتها، فالله سبحانه وتعالى يقول: (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) ومن يؤخرها عن قصد آثم، وهنا ينبغي العلم أن سعة الرزق أحد فضائل صلاة الفجر في ذي الحجة والتي تكون أضعافًا مضاعفة، ومن ثم قد يُحرم من يؤخرها هذا الفضل.

وبين أن صلاة الفجر تخرج عن وقتها إذا طلعت الشمس - عند الشروق- ويكون عليه أن يصليها قضاءً، فإذا كانت صلاته قبل الشروق فهي أداء، ولو بعد الشروق تكون قضاء، وتسمى صلاة الصبح وليس الفجر، حيث إن وقت صلاة الفجر يَبْدَأ من طلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس، لحديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «وَوَقْتُ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ»، أخرجه مسلم.

عقوبة تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة

وتابع: وعن عقوبة تأخير الصلاة المكتوبة في ذي القعدة ، فقد ورد فيها أنه يحرم تأخير الصلاة المكتوبة عن وقتها إلا من عذر شرعي كالنوم والنسيان ، وينبغي على من فاتته صلاة بعذر صلاها النائم إذا استيقظ والناس إذا تذكر، فإن كان الفوت بغير عذر شرعي كان آثمًا وعليه القضاء والتوبة من ذنب تضييع وقت الصلاة، وتكون التوبة بالندم والعزم على عدم تأخير الصلاة عن وقتها.

وأضاف أنه تأتي الصلاة في وقتها من أحب الأعمال إلى الله تعالى ويزيد فضلها في شهر ذي القعدة باعتباره أحد الأشهر الحُرم، التي هي خير الأيام إلى الله تعالى، والتي يتضاعف فيها ثواب الأعمال، وبناء عليه فإن من عقوبة تأخير الصلاة المكتوبة في شهر ذي القعدة الحرمان من فضلها المضاعف، فإذا كانت للصلاة المكتوبة عشرون فضل فإنها مضاعفة في شهر ذي القعدة كبقية الأشهر الحُرم، وبالتالي فالحرمان من فضلها مضاعف.

فضل صلاة الفجر في ذي القعدة

ورد عن فضل صلاة الفجر في ذي القعدة ، أن فضل صلاة الفجر عامة عظيم فهي الصلاة الوسطى التي خصها الله تعالى بمزيد من الفضل، إلا أنه يتضاعف في شهر ذي القعدة ، لأنه من الأشهر الحُرم، ومن فضل صلاة الفجر في ذي القعدة المضاعف ، ما يلي:

1. تجلب الرزق الواسع يقول عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا بعثهم أولَ النهارِ، قال : وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعثُ في تجارتِه أولَ النهارِ فأثْرَى وكثُرَ مالُه».

2. تطرح البركة في الرزق.

3. طيب النفس وصفائها.

4. حصد الحسنات صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم كما أنها من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم.

5. الحفظ في ذمّة الله، فهو ضمان الله -سبحانه وتعالى- وأمانه وعهده، وليس لأحدٍ أن يتعرّض للمصلّي بسوء.

6. شهادة الملائكة له وتشريف من الملائكة برفع أسماء من صلّى الفجر لله عز وجل.

7. دعاء الملائكة واستغفارها لمن يصلي الفجر.

8. أجر قيام الليل فصلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة.

9. دخول الجنة لمن يصلّي الفجر، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).

10. أجر حجة وعمرة .

11. صلاة الفجر تجعل الإنسان فى ذمه لله طوال اليوم.

12. رؤية الله سبحانه وتعالى فصلاة الفجر لها في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، فـ صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة الفجر .

13. هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد وَرَدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها ».

14. صلاة الفجر في جماعة أنها النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة».

15. صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: «مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله».

16. صلاة الفجر من أسباب النّجاة من النّار.

17. فيها البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال:«مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة.

18. أنها ضمانُ للمسلم -بالتزامه بـ صلاة الفجر - بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق.

19. تقي من عذاب الله وغضبه وعقابه.

20. الدعاء بعدها مستجاب ، لأنها في أفضل الأزمنة ، كما أنها من الصلوات المكتوبة التي يستجاب بعدها الدعاء.

فضل صلاة الفجر في وقتها

ورد من فضل صلاة الفجر في وقتها على حياة العبد، أنها سبب نجاحه وفلاحه، وصلة العبد بربه، فمن تمسّك بها نال رضى الرحمن ورحماته، فالصلاة هي قرّة عيون المحبّين، ولذة أرواح الموحّدين، ومحكّ أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين، ورحمة الله المهداة إلى عبيده، هداهم إليها وعرّفهم إياها رحمة بهم، وإكراماً لهم، لينالوا بها شرف كرامته، والفوز بقربه، لا حاجة منه إليهم، بل منة وفضلاً منه عليهم، وتعبّد بها القلب والجوارح جميعاً.

وقد جعل الله تعالى حظ القلب ونصيبه منها أكمل الحظين وأعظم النصيبين، إقبالا على ربه، وفرحاً وتلذذاً بقربه، وتنعماً بحبه وابتهاجاً بالقيام بين يديه، قال تعالى « وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ، وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذين يظنّون أَنَّهم ملاقو ربّهم وأَنَّهم إلَيه راجعون»، والرسول صلى الله عليه وسلم، قال : وجعلت قرة عيني في الصلاة. فكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، ولما امتحن سبحانه عبده بالشهوات وأسبابها، اقتضت تمام رحمته به وإحسانه إليه أن هيأ له مأدبة قد جمعت من الألوان والأحوال تحفاً وِخِلَعاً وعطايا، ودعاه إليها كل يوم خمس مرات، وجعل في كل لون وحال لذة ومنفعة لتكمل عبوديته، وتعظم كرامته، وتكفَّر خطيئته، فلكل لون نوره، ولكل حال سروره، يجده المصلي قوة في قلبه، وعونا في جوارحه، وثوابا يخص كل فعل يوم لقاء ربه.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «أَرأَيتْم لو أَّن نَهرا بَباب أَحِدكْم َيْغتَسل منه كَّل يَوم َخْمس مَّرات، هْل َيْبقَى ِمن دَرِنِه شيء؟ قالوا : لا َيْبقَى من دَرِنِه شيء، قاَل: فَذلَك َمثَلا للصلَوات الَخْمِس ، يْمحو اللَه بِهَّن الَخَطاَيا»، وقال صلى الله عليه وسلم الصلاةَ يوماً فقاَل: «من حافَظ علَيها كانت لَه نوراً وبرهاناً ونَجاة يوم القيامة»، ولما كان جدب الأرواح متتابعاً، وقحط النفوس متوالياً جدّد الله الدعوة إلى هذه المأدبة حيناً بعد حين، رحمة منه وفضلاً فلا يزال العبد مستسقياً من بيده غيث القلوب وسقيها، مستمطراً سحائب رحمته وريها، لأن لا ييبس ما أنبتته له من كلأ الإيمان وثمار الإيقان “، و َالله عز وجَّل أمَر يَحَيى بن زكِريا بَخمس كِلمات أن يعَمَلِ بها و يأمَرَ بني إسرائيَل أنَ يعملوا ِبها الحديث، وكان من ذلك أن قال: وإ َّن َالله أمركم بالصلاة فإذا َصلَّيتم فلا تَلتَفتوا فإن َالله ينِصب وجَهه لَوجِه َعبِدِه في َصلاِتِه ما لَمَ يلتَفْت.

كما جاء عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إنما يُكتب للعبد من صلاته ما عقل منها، فسرّ الصلاة وروحها ولبّها إقبال العبد على الله بكلِّيّته، فكما أنه لا ينبغي له أن يصرف وجهه عن قبلة الصلاة، فكذلك لا ينبغي له أن يصرف قلبه عن سيده ومولاه، فبيت الله قبلة وجهه، ورب البيت قبلة قلبه، فإذا أقبل على الله أقبل الله عليه، وإذا أعرض أعرض الله عنه.