أسباب حكة الجسم عند النوم

أسباب حكة الجسم عند النوم
(اخر تعديل 2023-06-07 19:42:24 )

تُعد حكة الجسم عند النوم من المشكلات الشائعة بين الأفراد، وغالبًا ما تنتج عن التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجسم، ولكنّها قد تحدث أيضًا لأسباب وحالات صحية، نُجمل مجموعة من أبرزها فيما يأتي:


النظم اليومي

النَّظْم اليوماوي أو النظم الليلي النهاري أو النظم اليومي أو التواتر اليومي (Circadian rhythm)؛ وهو مجموعة من التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجسم خلال اليوم، وقد تكون السبب في إثارة الحكة خلال ساعات الليل، وذلك بتغيير بعض وظائف الجلد، مثل تنظيم درجة حرارة الجسم وحمايته كونه الطبقة الخارجية، وكذلك توازن السوائل، حيث يضم النظم اليومي مجموعة من التغيرات على مستوى هذه الوظائف مُسببة الحكة مساءً، منها:

  • زيادة فقدان الماء من الجلد خلال الليل، لتصبح البشرة أكثر جفافًا، فيشعر الشخص بالحكة كما هو الحال مع الحكة التي تحدث في فصل الشتاء.
  • زيادة إفراز مركب السيتوكين (Cytokine) ليلًا، وهي مادة لها دور في زيادة الالتهاب، وبالمقابل خفض إفراز الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)؛ التي تعرف بأنها الهرمونات المسؤولة عن تخفيف الالتهاب.
  • زيادة التروية الدموية إلى الجلد، وارتفاع درجة حرارة الجسم والجلد، مما قد يسبب الشعور بالحكة.
  • تغير مستويات البروستاغلاندين (Prostaglandin) أو اختصارًا PG، وهو هرمون مسؤول عن توسع الأوعية الدموية.


الحمل وانقطاع الطمث

تشعر المرأة الحامل أحيانًا بحكة في جسمها نتيجة وجود أسباب مختلفة، منها:

  • حدوث تغير في مستويات الهرمونات في جسمها؛ إذْ يمكن أن تعاني بعض الحوامل من الحكة في جميع أجزاء الجسم، والتي تتحسن في معظم الأحيان بعد الولادة، وتكون هذه الحكة غير شديدة وغير مستمرة.
  • وجود مشكلة صحية كظهور طفح جلدي أو المعاناة من مرض جلدي كالصدفية (Psoriasis)، أو حتى حب الشباب.


أمّا بالنسبة للحكة التي تحدث للنساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause) وانقطاع الطمث (Menopause)، فهي قد تنجم عن تغيرات البشرة لدى بعض النساء نتيجة انخفاض إنتاج هرمون الإستروجين (Estrogen)، المسؤول عن إنتاج الكولاجين (Collagen)؛ الذي يبطِّىء فرصة الشعور بحكة في الجلد، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج الزيوت الطبيعية التي تحتاجها البشرة، وقد تظهر هذه الحكة في منطقة الوجه، والذراعين، والساقين، والصدر، والظهر، والرقبة، أو الأكواع، أو الجبين والأنف والذقن.


جفاف الجلد

عادةً لا يكون جفاف الجلد مشكلة خطرة، فهو قد ينجم عن التعرُّض لعوامل الجوّ المختلفة؛ كالرطوبة، وغمر الجسم في الماء الساخن، والتعرض للطقس الحار أو البارد، لذلك غالبًا ما يكون جفاف الجلد مؤقتًا، ولكنّه قد يكون في بعض الحالات مشكلة مزمنة تلازِم الشخص مدى الحياة، وبشكلٍ عام، تختلف أعراض وعلامات جفاف الجلد باختلاف بعض العوامل، منها:

  • العمر.
  • الحالة الصحية.
  • المدة التي يقضيها الشخص خارج المنزل.
  • المكان الذي يعيش فيه الشخص.
  • السبب المؤدي لجفاف الجلد.


ويسبب جفاف الجلد ظهور واحدة أو أكثر من الأعراض والعلامات، منها ما يأتي:

  • الحكة.
  • احمرار الجلد.
  • خشونة الجلد مظهرًا وإحساسًا.
  • الشعور بشدّ الجلد، خاصةً بعد الاستحمام، أو السباحة.
  • ظهور تشقّقات عميقة في الجلد، والتي قد تسبِّب النزيف.
  • تقشر الجلد، والذي يتراوح بين الخفيف والشديد.
  • ظهور الخطوط أو التشققات الرفيعة.
  • تغير لون الجلد إلى الرمادي.


حساسية الطعام

يمكن أن يسبِّب تناول بعض الأطعمة حدوث تفاعل تحسسي تُصاحبه حكّة جلدية قد تظهر أحيانًا في جميع أنحاء الجسم، وتعدّ المأكولات المحتوية على الفستق، والمأكولات البحرية، والبيض، والصويا، والقمح، من الأطعمة التي قد تُثير الحساسية والحكّة في الجسم، والتي ربما تظهر في ساعات الليل، خاصةً عند تناول طبق يحتوي على واحدة أو أكثر من الأطعمة المُثيرة للحساسية على وجبة العشاء.


مواد كيميائية موجودة في مستحضرات العناية بالبشرة

قد تحتوي بعض مستحضرات العناية بالبشرة مواد كيميائية تحفّز الشعور بالحكة أو الحساسية عند بعض الأشخاص، ومن الأمثلة على المستحضرات التي قد تحتوي مثل هذه المواد ما يأتي:

  • الكريمات الطاردة للبعوض.
  • مزيلات العرق.
  • المنظفات، مثل الصابون.


استخدام بعض الأدوية

قد يتسبّب استخدام بعض أنواع الأدوية في إثارة حكة الجلد كعرض جانبيّ للدواء، ومن هذه الأدوية ما يأتي:

  • بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
  • مدرات البول.
  • الإستروجين.
  • الأدوية المستخدمة لتقليل الغازات والانتفاخ.
  • بعض مضادات الفطريات.
  • الستاتينات (Statins)؛ وهي الأدوية الخافضة لمستوى الكوليسترول في الدم.
  • بعض المضادات الحيوية.
  • المسكنات الأفيونية (Opioid) أو الناركوتية (Narcotics).


لدغات الحشرات

عادةً ما تسبِّب لدغات وقرصات أنواع معينة من الحشرات ظهور انتفاخ أحمر في الجلد، والذي قد يكون مصحوبًا في بعض الحالات بألم وحكة شديدة، وعادةً ما تزول هذه الأعراض خلال ساعات أو أيام وربما أكثر من ذلك، ومن جانبٍ آخر، قد تسبِّب هذه اللدغات حدوث رد فعل تحسّسي خفيف عند بعض الأشخاص، ممَّا يؤدي إلى احمرار الجلد وانتفاخه والشعور بألم في مساحة أوسع حول مكان اللدغة، وفي الحالة الطبيعية يجب أنْ تزول هذه الأعراض خلال أسبوع.


ونذكر فيما يأتي أمثلة على أنواع الحشرات التي يمكن للدغاتها أن تسبِّب حكة الجلد:

  • حشرة الفراش (Bed bug).
  • بعض أنواع الذباب
  • القمل.
  • البراغيث.


وجود مشكلة صحية

يمكن لبعض الحالات الصحية الكامنة أن تسبّب حكة في الجلد تسوء خلال ساعات الليل، وتشمل هذه الحالات الصحية ما يأتي:

  • أمراض الكلى والكبد.
  • متلازمة تململ الساقين (Restless legs syndrome).
  • فقر الدم بسبب نقص الحديد.
  • بعض الاضطرابات العصبية؛ مثل التصلّب اللويحي (Multiple sclerosis)، والحزام الناري (Shingles)، والسكري.
  • بعض الاضطرابات النفسية؛ كالتوتر، والاكتئاب، والفصام.
  • بعض أنواع السرطان، مثل اللوكيميا، وسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الجلد.
  • الشرية (Hives).
  • الصدفية.
  • جدري الماء (Chickenpox).
  • عادة العصبية.
  • التعرق المفرط.
  • الإكزيما (Eczema) وهي حالة طبية تسبب الحكة والطفح الجلدي لمدة طويلة.
  • الإصابة بعدوى فطرية في الجلد، كالقدم الرياضي (Athlete s foot)، والدودة الدبوسية (Pinworm).
  • الحالات المتعلقة بالغدة الدرقية، لا سيما فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري (Human immunodeficiency virus)، أو اختصارًا HIV.


تجب مراجعة الطبيب عند المعاناة من حكة الجلد عند النوم التي تظهر كالآتي:

  • استمرارها لمدة طويلة، أو ظهورها مزمنة، خاصةً إنْ لم تكنْ ناتجة عن حالة صحية يعانيها الشخص مسبقًا.
  • الشعور بالانزعاج في الليل بسبب الحكة وجفاف البشرة.
  • تعارُض الحكة مع أنشطة الحياة اليوميّة للشخص.


ومن الأسباب التي تستدعي طلب الرعاية الطبية مباشرة عند المعاناة من الحكة وجفاف البشرة في الليل ما يأتي:

  • حدوث حكة مفاجئة وغير مبررة لمدة تزيد عن 2 أسبوع.
  • جفاف الجلد أو الحكة التي تؤثر في كافة أجزاء الجسم.
  • عدم تجاوب جفاف البشرة ليلًا مع التدابير المنزلية أو التغييرات في نمط الحياة.
  • تأثير جفاف الجلد في جودة النوم.
  • ظهور أعراض أخرى؛ كحدوث تغيرات في الجلد، أو الإصابة بحمى، أو الشعور بالتعب، أو فقدان الوزن.


تتعدد أسباب الحكة عند النوم، فقد يعود ذلك إلى التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجسم ليلًا، أو بسبب جفاف الجلد، أو إصابته بالحساسية، أو التعرض للدغات بعض أنواع الحشرات، كما يمكن أن تنتج الحكة عن تعرض الجلد لبعض المواد المهيجة الموجودة في مستحضرات العناية بالبشرة أو بسبب أخذ بعض الأدوية، ويمكن أن تسبب الإصابة ببعض الأمراض والحالات الصحية هذه الحكة، وبالنسبة للنساء يمكن أن ترجع هذه الحكة إلى الحمل أو دخولهن في سن اليأس، وبشكلٍ عام، يُنصح بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الحكة عند النوم بشكل مستمر لتقييم الحالة ومعرفة أسباب حدوثها.