تعتبر السياحة العلاجية واحدة من أبرز أنواع السياحة على مستوى العالم، حيث يتوجه الأفراد إلى دول مختلفة بهدف البحث عن العلاج أو الاستجمام في المستشفيات والمنتجعات الصحية. يُظهر سوق السياحة العلاجية نموًا ملحوظًا، حيث بلغ حجمه 104.68 مليارات دولار أمريكي في عام 2019، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 273.72 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.8% وفقًا لتقرير نشرته منصة "بي آر نيوز واير" (PR News Wire).
تعتمد السياحة العلاجية على المراكز الطبية المتخصصة والمستشفيات الحديثة التي توفر تجهيزات طبية متطورة وكوادر طبية عالية الكفاءة. على الرغم من انتشار هذه المراكز في جميع أنحاء العالم، إلا أن بعض الدول تميزت في هذا المجال، مثل تركيا وتايلند وسنغافورة، بالإضافة إلى بعض الدول العربية مثل الأردن وتونس.
فيما يلي، نستعرض أفضل خمس وجهات للسياحة العلاجية وفقًا لتصنيف مجلة "ترافيل ماغازين" (Travel Magazine) العالمية.
تايلند: الوجهة الرائدة في السياحة العلاجية
تُعتبر تايلند من أبرز الوجهات السياحية العلاجية، حيث تستقطب سنويًا نحو 2.4 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم. يُعتبر انخفاض تكاليف العلاج مقارنةً بالدول الغربية من أبرز الأسباب التي تجعل السياح يختارون تايلند، حيث يمكن أن تصل تكلفة العلاج هناك إلى 50-70% أقل من التكلفة في الدول الأوروبية.
يسمح هذا الانخفاض في التكاليف للسياح بالحصول على خدمات طبية عالية الجودة في أفضل المستشفيات والمراكز الصحية، حيث يشرف على علاجهم أطباء تايلنديون مؤهلون، حصلوا على تعليمهم في أرقى الجامعات العالمية ويتمتعون بكفاءة عالية في اللغة الإنجليزية.
علاوة على ذلك، تتوفر أيضًا كوادر طبية تتحدث عدة لغات، بما في ذلك العربية، مما يسهل التواصل بين المرضى والأطباء. لم تعد تايلند معروفة فقط بعمليات التجميل، بل أصبحت وجهة لعلاج مختلف الأمراض بجودة عالية، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لإجراء عمليات جراحية آمنة وبأسعار معقولة، مع إمكانية الاستمتاع بفترة التعافي في منتجعاتها الفاخرة.
سنغافورة: رائدة في سياحة الخلايا الجذعية
في عام 2019، صنفت منظمة الصحة العالمية (WHO) سنغافورة في المرتبة السادسة على مستوى العالم من حيث جودة الرعاية الصحية. على الرغم من تكلفة العلاج المرتفعة، إلا أن السياح يفضلون التوجه إلى سنغافورة نظرًا لما تقدمه من خدمات طبية متميزة.
تشتهر سنغافورة بتخصصها في استخدام الخلايا الجذعية في العلاج، مما أدى إلى ظهور مفهوم "سياحة الخلايا الجذعية" الذي يجذب الكثير من المرضى من مختلف الدول. تتخصص سنغافورة أيضًا في مجالات علاجية أخرى مثل الأورام وأمراض القلب والأعصاب وجراحة العظام، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة والمنتجعات الطبية الفاخرة التي تجعل تجربة العلاج ممتعة.
تركيا: وجهة متميزة لجراحة العيون وزراعة الشعر
تتمتع تركيا بشهرة واسعة في مجال السياحة العلاجية، حيث تُعدّ تكاليف العلاج فيها منخفضة مقارنة بالدول الأخرى، وتضم العديد من المستشفيات المعتمدة دوليًا. تشير الإحصائيات إلى أن نحو 32% من المرضى في تركيا هم من السياح الذين يسعون للحصول على العلاج. تتميز تركيا بشكل خاص في مجالات جراحة العيون بالليزر وزراعة الشعر.
تحتضن إسطنبول العديد من مراكز علاج البصر المتقدمة، مما يجعلها وجهة شهيرة لجراحة العيون والعلاجات المرتبطة بها. كما توجد في المدينة أكثر من 600 عيادة متخصصة في علاج تساقط الشعر، مما يجعلها الخيار الأمثل لمن يعانون من مشاكل في الرؤية أو تساقط الشعر.
الهند: وجهة زراعة الأعضاء والخصوبة
تُعتبر الهند من الوجهات البارزة في مجال السياحة العلاجية، حيث تقدم تأشيرة سياحة طبية تسمح للمرضى بالبقاء لمدة تصل إلى 60 يومًا مع إمكانية إحضار مرافق. كما توفر الحكومة الهندية موقعًا إلكترونيًا يوفر معلومات شاملة حول المستشفيات والمنتجعات، مما يساعد المرضى على اختيار الأنسب لهم.
تتميز الهند بوجود أطباء مؤهلين وقادرين على إجراء عمليات جراحية معقدة بأسعار معقولة، مما يجعلها وجهة مفضلة للعديد من السياح. تشمل مجالات العلاج الأكثر شيوعًا أمراض القلب والأورام وزراعة الأعضاء والخصوبة.
كوريا الجنوبية: رائدة في عمليات التجميل
تُعتبر كوريا الجنوبية من الدول الرائدة في مجال السياحة العلاجية، حيث تمتلك أعلى معدلات لعمليات التجميل على مستوى الفرد. تشهد البلاد زيادة مستمرة في عدد السياح الذين يسعون للخضوع لجراحات تجميلية، بالإضافة إلى علاجات العمود الفقري وزراعة الأعضاء.
تُشير التقديرات إلى أن أكثر من 379 ألف مريض يزورون كوريا الجنوبية سنويًا بغرض العلاج، لكن يجب على الراغبين في العلاج أن يكونوا مستعدين لدفع تكاليف مرتفعة نظرًا للطلب المتزايد على الخدمات الطبية هناك.