-

بعد زوبعة "كليوباترا" وزيارة المتحف المصري.. من

بعد زوبعة
(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

تعرضت زيارة مجموعة من الأفروسنتريك إلى

المتحف المصري لانتقادات واسعة من قبل علماء المصريات، الذين اعتبروا أن المعلومات التي قدمها مرشد المجموعة خاطئة ومضللة.

وتبين من الصور، أن مجموعة يشرح لها مرشد سياحي من الأفروسنتريك أيضا، مما أثار غضب محبي الآثار والحضارة المصرية القديمة، وتوضح الصور أن البروفيسور كابا، وهو مرشد سياحي ينتمي إلى حركة أفروسنتريك، يشرح تفاصيل الحضارة المصرية القديمة لمجموعة من أتباع الحركة، مدعيا أن الأفارقة هم أصحاب الحضارة الحقيقيين، وليس قدماء المصريين.

وسبق أن تعرضت منصة نتفليكس إلى الانتقادات، خلال العام الماضي، جراء المسلسل الوثائقي حول "الملكة كليوبترا"، تبعه رد رسمي من قبل وزارة الآثار المصرية.

يشار إلى أن النقد طال إنتاج نتفلكس لـ "كليوبترا"، بعد أن ظهرت صورة الممثلة الرئيسية لدور الملكة الفرعونية سمراء اللون، ما دفع العديد من المصريين إلى التساؤل حول السبب لاسيما أن العمل ليس مجرد فيلم سينمائي عادي، إنما وثائقي، وبالتالي يفترض أن يستند إلى وقائع علمية تاريخية.

وتدور بعض أفكار حركة المركزية الإفريقية "الأفروسنتريك" حول الحضارة المصرية القديمة، فالحركة التي تعود جذورها إلى القرن الـ19، وتروج في العقود الأربعة الأخيرة لمزاعم "الأصل الأسود" للحضارة الفرعونية.

منطقة الأهرامات لها مكانة بارزة في فكر الأفروسنتريك تاريخيا وحضاريا، ويزعمون أن من شيدها هم "الزنوج" كوعاء كبير للحضارة الإنسانية، بما في ذلك علوم الفلك والعمارة والتحنيط وغيرها. ووجه العديد من المصريين على مواقع التواصل انتقادات لاذعة لتلك الحركة، متهمينها بمحاولة خطف حضارتهم وتاريخهم، وتزوير الحقائق.

فما هي حركة الأفروسنتريك؟

تأسست الأفروسنتريك أو "الحركة المركزية الإفريقية " على يد الناشط الأمريكي الإفريقي الأصل موليفي أسانتي في فترة الثمانينيات، من أجل تنمية الوعي حول الثقافة الإفريقية عبر التاريخ، وتسليط الضوء حول تلك الهوية وأهميتها لاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا.

كما تحاول نشر الوعي حول كيفية هيمنة الأوروبيين على حضارة الأفارقة، عبر الاستعمار والعبودية. وتحث كل إفريقي أو متحدر من أصول إفريقية على تقدير أصوله وتنمية وعي ومعرفته بالحضارات الإفريقية التقليدية. أما أكثر نظرياتها المثيرة للجدل، فزعمها أن التاريخ والثقافة الإفريقية انطلقت من مصر القديمة، التي شكلت مهد الحضارة العالمية. إلا أن تلك الحركة تدعي أن إرثها سرق وتم حجب منجزاتها وتزويرها من قبل الأوروبيين والغربيين.

فأصل الحضارة المصرية بنظرها إفريقي دون سواه. ولعل هذا ما يثير الجدل حولها، لا سيما أن التاريخ فضلا عن العديد من علماء الآثار وغيرهم، يؤكدون ألا صحة علمية لتلك الأفكار مطلقاً.

زاهي حواس يفضح الأفروسنتريك

أكد عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، أن الآراء التي أعلنتها مجموعة من رواد حركة الأفروسنتريك داخل المتحف المصري في التحرير لا أساس لها من الصحة وهي خيالات، موضحاً أن مملكة كوش السوداء حكمت مصر في العام 500 ق.م، والذي يعد نهاية حضارة الفراعنة، وعندما حكمت مملكة كوش مصر، لم تترك أي تأثير على الحضارة؛ بل كانت الحضارة المصرية التي أثرت في تلك الشعوب.

وأضاف حواس في بياناً له حول مجموعة من الأفروسنتريك التي دخلت المتحف المصري خلال الأيام الماضي للترويج أنهم أصل الحضارة المصرية القديمة، هناك حقيقة مهمة يجب أن تدركها تلك المجموعة وهي أن التصويرات على المعابد المصرية من المملكة القديمة حتى نهاية الفترة الحديثة تظهر ملك مصر وأمامه أسرى من أفريقيا وليبيا وسوريا وفلسطين، مشيراً إلى أننا سنجد أن ملامح ملك مصر تختلف تماماً ولا تظهر أي سمات تشير إلى أنه كان أسودًا.

وأوضح حواس، أنه ليس ضد الأشخاص السود على الإطلاق، ولكن ضد هذه الجماعة التي دخلت المتحف المصري في التحرير لنشر أفكار لا أساس لها من الصحة.

ويعتبر علماء المصريات أن الأفروسنتريك جزء من محاولات منصات أجنبية تقديم المصريين والحكام الذين مروا على مصر في التاريخ القديم، بأنهم كانوا سود البشرة، وأن الحضارة المصرية هي حضارة صنعها أفارقة سود، وليس سكانها المعروفين الذين يسود فيهم لون دول حوض البحر المتوسط.

أبرز الانقادات ضد الأفروسنتريك: المبالغة في أهمية الحضارات الإفريقية، وتجاهل أو تقليل مساهمات الحضارات الأخرى، والاعتماد على أدلة غير موثوقة أو مُفسرّة بشكل خاطئ، الترويج لأفكار عنصرية أو انعزالية.

ومن المعروف تاريخيا وبالأدلة القوية، أن كليوباترا السابعة هي آخر سلسلة العائلة المقدونية البطلمية التي حكمت مصر وقت الاحتلال المقدوني الإغريقي لمصر، ومؤسس الأسرة هو بطليموس الأول، أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر الذي غزا مصر سنة 332 قبل الميلاد، وعقب وفاة الإسكندر حكم بطليموس مصر، واستمرت عائلته تتوارثه حتى سقوطها عام 30 قبل الميلاد.

يجسد الشكل المقدوني لكليوباترا بعض التماثيل والرؤوس الموجودة في متحف الفاتيكان ومتحف برلين، كما رسمت على واجهة معبد حتحور في الأقصر بصحبة ابنها قيصرون، والعملات التي عثر عليها داخل معبد "تابوزيريس ماجنا" في الإسكندرية، ولم تتضمن أي سمات أو ملامح سوداء.