في 24 أبريل الماضي، تلقت " إسراء يعقوب" شابة مصرية محجبة، مكالمة هاتفية من قسم المبيعات لإحدى الشركات العقارية الشهيرة، بعد غضون 3 أيام من تقديمها على شاليه أرادت الاستفسار عنه لشرائه.
وخلال الوهلة الأولى من مكالمة مسؤولة المبيعات لـ" لإسراء"، أبلغتها بأن تسجيلها لحجز الشاليه مرفوض لكونها محجبة، ولديها صورة مع سيدة منتقبة - وهي والدة إسراء المتوفية - لتنزل هذه الكلمات كالصاعقة على الشابة المحجبة، لما تحمله من عنصرية غريبة تمنعها من امتلاك عقار بكمبوند ما لكونها محجبة.
الحجاب مرفوض
وبررت مسؤولة المبيعات رفض الشركة العقارية الشهيرة، لقبول المحجبات بسبب عدم تقبل سكان الكمبوند المراد وجود محجبات أو منتقبات بالمدينة السكنية، لكون هذا الأمر يغير ويشوه من شكل المجتمع السكني بالكمبوند، لأنه ذات طبيعة خاصة ولا يمكن تجاوزها أو تخطيها.
تعجبت "إسراء" من تبريرات مسؤولة المبيعات بشركة العقارات الشهيرة، والتي حملت في طياتها عنجهية وتحقير للسيدات المحجبات، وكأنهن فئة يجب استبعادها من المجتمعات العمرانية الراقية، في مخالفة قانونية ودستورية ترفض التمييز العنصري في وطن شريعته ودينه الأساسي الإسلام كما تنص مواد الدستور.
تجريم التمييز بالدستور
تحظر المادة 53 من الدستور المصري التمييز بين الأفراد بناءً على العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو السلالة أو الأصل الوطني أو أي مظهر آخر.
كما تنص المادة على أن جميع الأفراد متساوون أمام القانون دون أي تمييز، تحظر أيضًا المادة 53 التحريض على الكراهية أو العنف بناءً على العوامل المذكورة، وتشدد المادة على ضرورة تجريم ومعاقبة أي فعل يتعارض مع هذه القيم والمبادئ.
فيما تنص المادة 53-أ على أن القانون يجرم العنصرية ويحدد العقوبات المناسبة لمن يرتكب أفعالًا عنصرية.
تهدف هذه المادة إلى حماية حقوق الأفراد وضمان المساواة والعدالة في المجتمع المصري، وتعكس هذه المادة التزام الدستور المصري بمكافحة العنصرية وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.
منشور أثار ضجة
دفعت الصادمة التي تلقتها "إسراء" " من مسؤولة المبيعات، إلى نشر بوست عبر صفحتها الشخصية تروي فيه العنصرية والتمييز المروع، الذي واجهته خلال مكالمتها الهاتفية مع إحدى موظفات قسم المبيعات، لتلقى بعدها تفاعلاً هائل من قبل رواد التواصل الاجتماعي، ويتم تداول منشورها بشكل رائج، وسط انتقادات هائلة لشركة العقارات الشهيرة، بسبب التمييز العنصري ضد المحجبات في مجتمعات سكنية خاصة بفئة معينة ترفض مرتدي الحجاب.
اعتذار غير مقبول
فور انتشار منشور " إسراء" بشكل واسع، تلقت الشابة المحجبة مكالمة من الشركة ذاتها، تعتذر فيها عن أسلوب الموظفة غير اللائق، وتعرض عليها هدايا ودعوة للعشاء وأشياء أخرى، إلا أن " إسراء" رفضت قبول اعتذارهم أو هداياهم، لكون ما حدث معها تجاوزاً لا يمكن المسامحة فيه، وذلك بحسب تعبيرها لموقع "صدى البلد".
فصل الموظفة
ولإرضاء "إسراء"، زعمت الشركة أنها قامت بفصل مسؤولة المبيعات التي تحدثت إليها بطريقة غير لائقة، إلا أن "إسراء" اعترضت على فصل الموظفة لأنه لا ذنب لها، لكونها تنفذ سياسات الشركة المتبعة، وأن هذا القرار لن يرضيها بالمرة أو يغير رأيها تجاه فكر الشركة العقارية.
ليست المرة الأولى
علمت "إسراء" فيما بعد أن هناك عدد من سيدات المجتمع من المحجبات، تعرضن لموقف مماثل من شركات عقارية أخرى وأن هذا الأمر بات سائد، خاصة في المجتمعات السكنية الراقية التي ترفض بوجود المحجبات فيها دون سند قانوني معولين على قواعد وقوانين الشركات العقارية.