متى يبدأ غثيان
يُصيب غثيان الحمل ما نسبته 70-80% من النساء الحوامل بحسب ما أشارت دراسة نشرت في مجلة Gastroenterology Clinics of North America عام 2011 م،وعادةً ما يبدأ بالظهور ما بين الأسبوع الرابع والسادس من الحمل، أي خلال الفترة التي تلي عملية انغراس الجنين في الرحم بعد غياب الدورة الشهرية، ومن الجدير بالذكر أنَّ غثيان الصباح يكون في ذروته في الشهر الثاني من الحمل.
ومع ذلك قد لا تُعاني بعض النساء من الغثيان مُطلقًا، ومن الجيِّد ذكره أنَّ الغثيان عند الحامل ينتهي أو يبدأ بالتحسُّن عادةً بعد مضيِّ 3 إلى 4 أشهر من الحمل، إلا أنَّ بعض النساء قد يعانين منه لفترة أطول، فقد لوحظ بأنَّ امرأة واحدة من كلِّ 10 نساء تعاني من غثيان الحمل بعد مضيِّ 20 أسبوعاً من حملها،وأحيانًا قد يمتدّ الغثيان حتى موعد الولادة.
عادةً ما يحدث غثيان الحمل صباحًا بعد استيقاظ الحامل من النوم مباشرةً، ويُوصف بكونه شعورًا غير مريح في المعدة، يُصاحَب مع الرغبة بالتقيؤ، وهو لا يختلف عامةً عن شعور الغثيان الناتج عن أسباب أخرى، منها التسمم الغذائي، لذا إن تساءلت الحامل عن الفرق بين غثيان الحمل والغثيان العادي، فلا يمكنها تمييز غثيان الحمل إلا من تمييزها لأعراض الحمل الأخرى المرافقة للغثيان.
هل غثيان الحمل مفيدٌ للحامل وجنينها؟ يلعب غثيان الحمل دوراً في حماية الأم وجنينها من التسمُّم الناجم عن تناول بعض الأطعمة، إذ إن الحامل قد تشعر برغبة في تناول البسكويت والخبز والأرز، وهذه الأغذية تتميَّز بقلَّة تلوُّثها عامةً، في حين قد تبتعد عن الأغذية التي قد تكون ملوَّثة، مثل: البيض والدجاج واللحوم المختلفة.
لا يُعدُّ غثيان الحمل بدون استفراغ أو معتدل الشدَّة مشكلة صحَّية تؤثِّر في صحَّة الجنين، ولكن في بعض الحالات تصاب الحامل بصنف نادر من غثيان الحمل يتميَّز بالتقيُّؤ الشديد المستمرِّ، وهذا ما يُسمَّى طبياً بالتقيُّؤ المفرط الحملي (بالإنجليزية: Hyperemesis gravidarum).
إذ نشرت دراسة في مجلة (Gastroenterology Clinics of North America) عام 2011 تشير إلى أنَّ هذا النوع من الغثيان يصيب ما نسبته 0.3-2% من الحوامل، وعلى الرغم من أن تأثيره في صحَّة الحامل وجنينها ضعيفة، إلا أنه قد يرفع خطر ما يأتي:َ
- حدوث ولادة مبكِّرة.
- ولادة جنين بوزن منخفض.
- تأخُّر نموِّ الطفل وتطوُّره، خاصَّة إذا عانت الحامل من انخفاض في وزنها أثناء شهور الحمل.
غثيان الحمل غير الشديد هو أمرٌ طبيعي ولا يدعو للقلق، ولكن في بعض الحالات قد تصاب الحامل بالتقيُّؤ المفرط الحملي، وهنا لا بدّ لها من مراجعة الطبيب، لتحصل على العلاج المناسب، الذي يضمن بقاءها وبقاء جنينها في أفضل حال.
من النصائح التي تساعد الحامل على تخفيف غثيان الحمل ما يأتي:
- تناول الفيتامينات في الحالات التي لا تستطيع فيها اتباع نظام غذائي متوازن بسبب غثيان الصباح، وذلك للتأكُّد من الحصول على العناصر الغذائيَّة التي تحتاجها.
- تقسيم ما تتناوله من طعام في وجبات صغيرة مع وجبات خفيفة بينها، بدلًا من وجبات كبيرة.
- تجنّب الاستلقاء مباشرةً بعد تناول الطعام.
- شرب كميات كافية من السوائل (دون المبالغة في كمياتها).
- تجنب كل ما يُحفّز الغثيان للحامل.
- تناول أكلات تمنع الغثيان للحامل.
- تجنّب الأطعمة المقلية، والدهنية، والحارة، والمُتبّلة.
الغثيان هو أحد أشهر الأعراض المصاحبة للحمل وأكثرها إزعاجاً، فكيف يمكن التخفيف منه؟ :