-

ما هو سبب رجفة اليدين

(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

تُعدّ رجفة اليدين أو رعشة اليدين (Hand tremor) أحد الاضطرابات التي قد تؤثر في حياة الشخص المصاب وإنجازه لمهامه اليومية، إلّا أنّها لا تشكّل خطورة على صحته في العادة وقد تكون أحد الأعراض أو العلامات المبكّرة لبعض الاضطرابات التنكسيّة والعصبيّة، ويمكن تعريف رجفة اليدين على أنّها مجموعة من الحركات الاهتزازية اللاإرادية الناجمة عن انقباض العضلات، وعلى الرغم من إمكانيّة حدوث الرجفة في أجزاء مختلفة من الجسم مثل الذراعين، والساقين، والرأس، والحبال الصوتيّة إلّا أنّها غالبًا ما تظهر في اليدين، علمًا أنّ رجفة اليدين قد تكون مجهولة السبب في بعض الحالات أو قد تكون ناجمة عن بعض الاضطرابات الصحيّة التي تؤثر في الدماغ كما هو في معظم الحالات، ونبين فيما يأتي الأسباب الشائعة لرجفة اليدين بشيءٍ من التفصيل:


الرعاش الفسيولوجي

يُعدّ الرُعاش الفسيولوجي (Physiologic tremor) أحد أنواع الرجفة التي تصيب اليدين بمعدّل ووتيرة منخفضة؛ إذ لا يشعر بها الشخص في أغلب الحالات، وتكون ناجمة عن حمل الأوزان الثقيلة أو نتيجة شدّ أحد الأطراف عكس اتّجاه الجاذبيّة، لذلك قد يسمى هذا الرعاش بالرعاش الحركي (Kinetic tremor) ويمكن ملاحظة هذا النوع من الرجفة عند مدّ اليد ووضع ورقة عليها، ويؤثر هذا النوع من الرجفة في طرفي الجسم في الغالب ولا يستدعي القلق، إذ يُعدّ الرعاش الفسيولوجي من ردّات الفعل الطبيعيّة للجسم، ولا يكون ناجمًا عن وجود اضطراب عصبي لدى الشخص، ويزول هذا النوع من الرجفة عند زوال المسبّب، وفيما يأتي بيان بعض الأمثلة على مسبّبات الرُعاش الفسيولوجيّ:

  • الحمّى.
  • استهلاك كميات عالية من الكافيين.
  • الجوع الشديد، أوالتعرض للتعب أو الإرهاق.
  • التعرض للضغط العاطفي.


استخدام بعض الأدوية

قد تُسبّب بعض الأدوية رجفة في اليدين كأحد آثارها الجانبيّة أو كأحد الأعراض الانسحابية، وفيما يأتي بيان بعض الأدوية التي قد تكون سببًا لرجفة اليدين:

  • مضادّات الاكتئاب (Antidepressants).
  • دواء الليثيوم (Lithium).
  • مضادّات الاختلاج أو مضادّات النوبات العصبيّة (Anti-seizure medication).
  • موسعات الشعب الهوائيّة (Bronchodilators).
  • دواء ثيوفيلين (Theophylline)‏.
  • دواء سودوإفيدرين (Pseudoephedrine).
  • دواء أميودارون (Amiodarone) المستخدم لعلاج اضطراب الرجفان البطيني (Ventricular arrhythmias).
  • أحد الأعراض الانسحابية لأدوية البنزوديازيبين (Benzodiazepines).


اضطرابات الحركة

توجد مجموعة من اضطرابات الحركة التي قد تكون مصحوبة برجفة في اليدين، وفيما يأتي بيان بعض هذه الاضطرابات:


الرجفة مجهولة السبب

تُعدّ الرجفة أو الرعاش مجهول السبب (Essential tremor) أحد أكثر أنواع اضطرابات الحركة شيوعًا، وكما يوحي المصطلح المُستخدم لوصف الاضطراب فإنّ السبب وراء هذا النوع من الرجفة لايزال مجهولًا إلى الآن مع ترجيح الأسباب الجينيّة أو الوراثيّة في نصف الحالات تقريبًا، ويكون هذا النوع من الرجفة أكثر تأثيرًا في اليد المستخدمة في العادة مع تأثيره في طرفي الجسم بشكلٍ عام، وتظهر الرجفة في العادة عند الحركة والوقوف.

يُعتقد أنّ الرجفة مجهولة السبب قد تكون ناجمة عن اضطراب في الوظائف الطبيعيّة لأجزاء من الجهاز العصبيّ المركزيّ مثل المُخَيخ (Cerebellum) مع عدم القدرة على فهم آليّة حدوث ذلك إلى الآن، كما أنّه قد ينتشر في بعض العائلات، وبسبب عدم فهم المسبّب الرئيسيّ لهذا النوع من الرجفة لم يتمكّن العلماء من تحديد علاج مناسب للمرض، ولم يتمّ الكشف عمّا إذا كان الاضطراب تنكسيًّا أيضًا، ومن الجدير بالذكر أنّه يصعب على الشخص المصاب السيطرة على الرجفة أثناء حدوثها كما تزداد وتيرتها مع الحركة في العادة، ويشيع هذا النوع من الرجفة في الذراعين، واليدين، والرأس، والحبال الصوتيّة.


خلل التوتر

يُعدّ خلل التوتر المعروف بالديستونيا (Dystonia)‏ أحد أنواع التقلصات العضليّة غير المسيطر عليها والمؤلمة في بعض الحالات، ويكون خلل التوتر مصحوبًا بفرط في حركة العضلات، ووضعيات غير طبيعيّة للجسم، ومجموعة من الحركات المتتابعة وغير المرغوبة، وتكون هذه الأعراض جميعها ناجمة عن إرسال الدماغ لإشارات عصبيّة خاطئة، والتي قد تؤثر في أيّ عضلة من عضلات الجسم، ويكون هذا الاضطراب أكثر شيوعًا لدى الشباب، علمًا أنّ اضطراب خلل التوتر قد يكون وراثيًّا في بعض الحالات.


الاضطرابات العصبية

توجد مجموعة من الاضطرابات العصبيّة التي قد تكون مصحوبة برجفة في اليدين، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • التصلّب المتعدّد: أو ما يُعرف بالتصلب اللويحي (Multiple Sclerosis) واختصارًا MS؛ وهو أحد اضطرابات الجهاز العصبيّ المركزيّ المزمنة التي تحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعيّ للألياف العصبية بالإضافة إلى مهاجمته للطبقة الدهنيّة المحيطة بالأعصاب والمسؤولة عن عزلها والمعروفة بالغِمْدُ الميالِينيّ (Myelin sheath) في منطقة الدماغ والحبل الشوكيّ، ويكون التصلّب المتعدّد في العديد من الحالات مصحوبًا برجفة لا يمكن السيطرة عليها في أجزاء مختلفة من الجسم مثل الرأس، أو الذراعين واليدين، أو الساقين.
  • السكتة الدماغيّة: أو ما يُعرف بالجلطة الدماغية؛ وتتمثل بانسداد أحد الشرايين المغذّية لأحد أجزاء الدماغ نتيجة تشكّل خثرة دمويّة ممّا يؤدي بدوره إلى نقص التروية الدمويّة عن الجزء المصاب في الدماغ والتسبّب بضرر قد يكون دائمًا في بعض أعصاب الدماغ، ممّا قد يؤدي إلى المعاناة من الرجفة.
  • إصابات الدماغ الرضيّة: (Traumatic brain injury)؛ ويحدث ذلك نتيجة التعرض لإصابة جسدية يترتب عليها تضرر الأعصاب المسؤولة عن تنسيق حركة الجسم، وفي حال تضرر أعصاب معينة في اليدين فإنّ ذلك يؤدي إلى المعاناة من رجفة اليدين.
  • مرض باركنسون: يُصنّف مرض باركنسون (Parkinson s disease) كأحد أمراض الأعصاب التنكسيّة التي تؤثر في الحركة، ويحدث المرض نتيجة تضرّر خلايا الدماغ المسؤولة عن الحركة ممّا يؤدي إلى المعاناة من صعوبة في التوازن، وتصلّب في الساقين والذراعين، وبطء في الحركة في المراحل المتقدّمة من المرض، حيثُ تبدأ أعراض المرض في العادة برجفة في أحد اليدين قبل انتقالها مع الزمن إلى اليد الأخرى وظهور باقي أعراض المرض.


أسباب أخرى

توجد العديد من الأسباب والاضطرابات الصحيّة الأخرى التي قد تسبّب رجفة في اليدين، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • بعض الاضطرابات النفسيّة مثل الاكتئاب.
  • الاضطرابات التنكسية الموروثة، ويُشار إلى أنّ الأمراض العصبيّة التنكسيّة قد تؤثر في العديد من وظائف الجسم مثل الحركة، والتوازن، والتنفّس، والتحدّث، ووظائف القلب.
  • التسمّم بغاز أحادي أكسيد الكربون (Carbon monoxide intoxication).
  • بعض أنواع العدوى مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة (Acquired immunodeficiency virus) والذي يُعرف بمرض الإيدز واختصارًا AIDS.
  • فشل الكبد أو الكلى.
  • النوبات العصبيّة.
  • إدمان الحكول فقد تظهر رجفة اليدين كأحد الأعراض الانساحبية لعلاج الإدمان.
  • التقدّم في العمر.
  • التدخين.
  • بعض أنواع الأورام.
  • نقص فيتامين ب12.
  • نقص فيتامين ب1.
  • مرض ويلسون (Wilson s disease)؛ وهو أحد الاضطرابات الوراثيّة التي يعاني فيها الشخص المصاب من تراكم عنصر النحاس في الجسم.
  • التسمّم ببعض العناصر مثل الزرنيخ أو المعادن الثقيلة، علمًا أنّ ذلك يُعدّ نادر الحدوث.
  • الرعاش الذي يحدث أثناء الكتابة فقط؛ وهو أحد أسباب الرعاش الحركي (Action tremors).
  • الاضطرابات العصبيّة التي تصيب الأعصاب الطرفيّة المسؤولة عن الحركة.


تجدر مراجعة الطبيب في حال المعاناة من الرجفة التي تؤثر في الأنشطة اليوميّة وفي حياة الشخص، كما يجدر التوجه للطوارئ الطبيّة على الفور في حال ظهور أي من الأعراض الآتية بالتزامن مع رجفة اليدين:

  • صعوبة التنفّس.
  • صعوبة المشي.
  • التشوّش الذهنيّ، أو فقدان الوعي ولو كان ذلك لفترة قصيرة من الزمن.
  • صعوبة الكلام كالتعلثم في الكلام، أو عدم القدرة على فهم كلام الآخرين.
  • التعرّض لإصابة في الرأس.
  • تغيّرات في الرؤية أو فقدان الرؤية.
  • الشلل.
  • تصلّب الجذع.
  • الشعور بالضعف أو فقدان الطاقة.
  • الرجفة المقتصرة على جانب واحد من الجسم.
  • حركة العينين غير التلقائيّة والسريعة والمعروفة برأرأة العين (Nystagmus).


تُعدّ رجفة اليدين أحد الاضطرابات التي قد تؤثر في حياة الشخص المصاب وإنجازه لمهامه اليومية، علمًا أنّ رجفة اليدين قد تكون مجهولة السبب في بعض الحالات أو قد تكون ناجمة عن بعض الاضطرابات الصحيّة الحركية أو العصبية، ويجدر التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب عند ملاحظة حدوث رجفة في اليدين بشكلٍ متكرر؛ إذ قد تكون رجفة اليدين في بعض الحالات إحدى العلامات المبكرة للاضطرابات التنكسية كمرض باركنسون.


للتعرف على المزيد من المعلومات عن علاقة العمر والتاريخ الوراثي لمرضى الرعاش شاهد الفيديو.