ما سبب تنميل
يَحدثُ التنميل (Paresthesia) عندَ فُقدان الإحساس بمنطقة ما في الجسم، حيثُ يكون ذلك مَصحوبًا بتغيّرات أُخرَى في الإحساس، مثل الشّعور بالوَخز أو الخَدَر.
وقد يُلاحظ النّاس هذه الأحاسيس على جانب واحد من الجسم، أو بشكل متناظر على كلا الجانبين. ويَحدث تنميل الجسم في الغالب عندَ زيادة الضّغط على الأعصاب أو على الأوعية الدموية التي تُغذيها، ويَختفي في العادة بمُجرد إزالة الضّغط عن العصب المُصاب، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض حالات تنميل الجسم قد تنتج عن مشاكل طبيّة أكثر خطورة وتحتاج للعلاج.
للإجابة على سؤال هل تنميل الجسم خطير؟ فتجدر الإشارة إلى أنّ تنميل الجسم غالبًا ما يكون مؤقتاً، مثل حالات التنميل التي تَحدُث عند النّوم على اليد أو الجلوس على الساقين لمدة طويلة، وأمّا التنميل المزمن فقد يكون علامةً على تلف الأعصاب. حيث إنّ هناك نوعين من أضرار الأعصاب، وهما:
اعتلال الجُذور
اعتلال الجذور (Radiculopathy) وتحدث هذه الحالة نتيجةَ التهاب أو تَهيُّج جذور الأعصاب، أو نتيجة زيادة الضغط عليها، ويُسمى اعتلال جذور الأعصاب الذي يُؤثر في أسفل الظهر باعتلال الجذور القطنية (Lumbar radiculopathy)، والذي يمكن أن يتسبّب بتنميل الأطراف، أو الخدران، أو الضعف، في الساقين أو القدمين، وفي حال تضرر الجانب الأيمن من الجسم فقط فذلك يعني أنّه أحد أسباب تنميل الجهة اليمنى من الجسم.
أمّا اعتلال الجذور العنقية (Cervical radiculopathy)، فقد يؤدي إلى حدوث ألم مزمن في الرقبة، وضعف، وتنميل في إحدى الذراعين أو كليهما.
وقد يحدث اعتلال الجذور نتيجة لإحدى الحالات التالية:
- الانزلاق الغُضروفيّ (Disk herniation) في العمود الفقري.
- تضيّق القناة التي تنقل العصب من الحبل الشوكيّ إلى الأطراف.
- وجود أي كُتلة تضغط على العصب في موضع خروجه من العمود الفقري.
اعتلال الأعصاب
اعتلال الأعصاب (Neuropathy) وتحدث هذه الحالة نتيجة تلف الأعصاب الذي يمكن أن يؤدي في النّهاية إلى الخدر أو الشلل الدائم. ومن الأسباب المؤدية لاعتلال الأعصاب ما يلي:
- نسبة السكر المرتفعة في الدّم، وهو السبب الأكثر شيوعاً.
- الإصابات المتكررة.
- بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis).
- الأمراض العصبية، مثل مرض التصلب اللويحيّ (Multiple Sclerosis).
- أمراض الكلى والكبد.
- السّكتة الدماغيّة (Stroke).
- أورام الدماغ.
- اضطرابات نُخاع العظم والنسيج الضّام (Connective tissue).
- قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism).
- نَقص بعض الفيتامينات، مثل فيتامينات ب1، أو ب6، أو ب12، أو فيتامين هـ، أو النياسين (Niacin).
- الحصول على فيتامين د بشكل زائد.
- العدوى (Infections)، مثل مرض لايم (Lyme disease)، أو الحزام الناري (Shingles)، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (Human immunodeficiency virus).
- استخدام بعض الأدوية، مثل أدوية العلاج الكيميائيّ (Chemotherapy).
- التّعرض للمواد السّامة، مثل المواد الكيميائية أو المَعادن الثقيلة، وهو أحد أسباب تنميل في الجسم مع حكة.
تختلف الأسباب المؤدية لتنميل الجسم، وغالبًا ما تكون مؤقتة وغير خطيرة، إذ كثيرًا ما يُعاني الأفراد من تنميل في جانب واحدٍ من الجسم نتيجة النوم عليه، ولكن في بعض الحالات قد يدل تنميل الجسم على حالة صحية تصيب الأعصاب؛ كاعتلال الجذور واعتلال الأعصاب، وتختلف الأسباب المؤدية لكل منهما.
لتشخيص تنميل الجسم يحتاجُ الطبيب إلى معرفة التاريخ الطبيّ للمريض بشكل كامل، بالإضافة إلى جميع الأعراض التي يُعاني منها، حتى إن لم تكن ذات صلة. وسيحتاج أيضًا إلى مَعرفة الأدوية التي يأخذها المريض وما إذا كان لديه أيّة إصابات، أو عَدوى، وإن كان قد تلقى أي لقاحات في الفترة الأخيرة كلقاح الإنفلونزا مثلاً. واعتمادا على ذلك قد يتطلب تشخيص تنميل الجسم إجراء اختبارات إضافية، قد تتضمن ما يلي:
- فحوصات الدّم (Blood tests).
- اختبار مُستوى الكهرليات في الدّم (Electrolyte test)
- فحص وظائف الغُدة الدّرقية (Thyroid function test).
- فحص السّمُوم (Toxicology screening).
- دراسات التّوصيل العصبيّ (Nerve conduction studies).
- البَزل القطنيّ (Lumbar puncture).
- اختبارات التّصوير، مثل:
- التصوير بالأشعة السينية (X-rays).
- تصوير الأوعية الدموية (Angiogram).
- التصوير الطبقي المحوري (CT scans).
- التصوير بالرّنين المغناطيسيّ (MRI).
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
يعتمد علاج تنميل الجسم على معرفة السبب المؤدي له، وبناءً على ذلك يُمكن علاج تنميل الجسم من خلال إحدى الإجراءات التالية:
الرّاحة واستخدامُ الدّعامات
يُنصح عادةً بالرّاحة وإيقافِ الأنشطة التي تُسبب الضغط على العصب، وبالتالي السّماح للنسيج بالشّفاء. وفي بعض الحالات يمكن استخدام دعامة أو جَبيرة لوقف حَركة المنطقة ومثال ذلك استخدام دعامة المعصم عَند الأشخاص الذين يعانون من متلازمَة النّفق الرُّسغي (Carpal tunnel syndrome).
العلاج الطبيعي
يمكن استخدام العلاج الطبيعيّ لزيادة قوة العَضلات المُحيطة بالعَصَب المُتضَرّر، حيثُ يُساعد ذلك على تَخفيف الضّغط على الأنسِجة والأعصاب.
الأدوية
يمكن وَصف بعض الأدوية التي من شأنها أن تُخفف الألم، وتُقلل التّورم والالتهاب في العصب، مثل الأيبوبروفين (Ibuprofen)، ونابروكسين الصوديوم (Naproxen sodium)، وكذلك حُقن الستيرويد (Steroid injections) في المنطقة المُصابة. وفي حال الإصابة باضطراب العضلات الليفية (Fibromyalgia) التي تُسبّب تنميل الجسم على مدى طويل، فيمكن استخدام أدوية أخرى، مثل البريغابالين (Pregabalin)، والديولوكسيتين (Duloxetine).
الجراحة
يتمّ اللجوء إلى الجراحة في حال لم تجدِ الخيارات السابقة نفعاً في علاج تنميل الجسم، ويعتمد نوع الجراحة على الأعراض التي يعاني منها المريض بالإضافة إلى السبب المؤدي للتنميل. وقد تشمل العمليات الجراحية تَحرير الرباط الرسغي، أو إزالة نتوء عظمي، أو إزالة جزء من القرص الغضروفيّ المُنزلق في العمود الفقري.
تختلف الخيارات العلاجية المتوفرة لعلاج تنميل الجسم، إلّا أنّ معظم الحالات المؤقتة تختفي عند الراحة وإيقاف الأنشطة التي تُسبب الضغط على الصعب، وفي بعض الحالات قد يحتاج بعض الأفراد إلى العلاج الطبيعيّ الذي يُساعد على تقوية العضلات المحيطة بالعصب، أو لاستخدام الأدوية التي من شأنها التخفيف من الألم والالتهاب، وفي الحالات التي لا يستجيب المصاب للعلاجات السابقة قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية.
يجدر بالأشخاص اللذين يعانون من تنميل الجسم طلب المساعدة واللجوء إلى الرعاية الطبيّة الفورية في الحالات التالية:
- التعرض لإصابة في الرأس.
- ظُهور التّنميل بشكل مُفاجئ.
- الشّعور بالتنميل في ذراع أو ساق بأكملها.
- الحالات التي يترافق فيها التنميل مع الأعراض التالية:
- الشّعور بضَعْف أو شلل.
- اضطراب الإدراك.
- الصّعوبة في الكلام.
- الدّوخة.
- الشّعور بصُداع مفاجئ وشديد.