دخلت عملية طوفان الأقصى يومها الثالث، في ظل اشتعال الأوضاع بين الفصائل الفلسطينية، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي يكثف من غاراته الجوية على قطاع غزة، والاشتباكات في الضفة الغربية، حيث أعلنت القوات الجوية الإسرائيلية أنها استهدفت عدة مواقع للفصائل الفلسطينية، وأضافت عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، أن من بين المواقع التي تم قصفها مركز لإدارة العمليات داخل مسجد في جباليا مشيرة إلى أنه تم تدميره بالكامل.
تصعيد عملية طوفان الأقصى
واستهدفت المدفعية بقذائفها مناطق شرق وشمال مخيم البريج وشرق حي الزيتون والشجاعية في غزة، فيما أفيد عن سقوط 18 قتيلا في قصف إسرائيلي على منازل برفح جنوب غزة، وفق ما نقلت وسائل إعلام فلسطينية اليوم، كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم عقبة جبر جنوب أريحا بالضفة الغربية ومدينة طوباس وانتشرت في عدة أحياء، وأطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي بشكل كثيف صوب المواطنين، وارتفع عدد القتلى في الجانب الفلسطيني إلى 465، فضلا عن مئات الإصابات، جراء القصف.
أما حصيلة القتلى الإسرائيليين فبلغ أكثر من 700، وأكثر من 2200 جريح في أحدث إحصائية رسمية حتى الآن، جراء العملية المباغتة ونقلت القناة 12 العبرية عن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، تقديراته بأنه ما زال هناك ما بين 400 و500 مقاتل من المسلحين الفلسطينيين يقاتلون بشراسة في مناطق مختلفة في غلاف غزة.
أمريكا تحرك حاملة طائرات
هذا الموقف المشتعل والتصعيد، يصاحبه موقف مشتعل آخر على الساحة الدولية، فقد وجه وزير الدفاع الأمريكي أمس، لويد أوستن، بتحريك مجموعة حاملة الطائرات الهجومية جيرالد فورد إلى شرق البحر المتوسط، في محاولة لإظهار الدعم لإسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى.
وقال أوستن إن الولايات المتحدة ستزود إسرائيل على وجه السرعة بعتاد وموارد إضافية تشمل الذخائر، وقرر البنتاجون إرسال حاملة طائرات F16 وF35 إلى شرق المتوسط قابلة السواحل الإسرائيلية.
وفي ظل الموقف المشتعل، وسقوط القتلى من الطرفين منذ 3 أيام، ظهرت التخوفات من انزلاق منطقة الشرق الأوسط في دائرة من الفوضى والصراع الغير منتهى، ونشوب حرب عالمية ثالثة، في ظل تدخل القوى الدولية في الصراع.
في هذا الصدد، قال أشرف أبو الهول، المحلل السياسي، إن تأثير دخول القوى الدولية على المشهد الفلسطيني الإسرائيلي، سيكون سلبي للغاية، لأن هذه القوى الدولية تتزعمها الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب، والذي أعلن تأييده التام لإسرائيل، ومساندته لأي إجراء تتخذه، مشيرا إلى أن تحريك الولايات المتحدة لأسطولها وإرسال حاملة طائرات وفتح مخازن الأسلحة لإسرائيل، يعني أن تل أبيب لها الحق في فعل ما تشاء، ما يجعل الأمور تزداد صعوبة، ويجعل فرص حدوث تهدئة أمرا بعيدا جدا خاصة وأن أعداد القتلى الإسرائيلي كثيرة جدا.
هل تتسع دائرة الفوضى بالمنطقة
وأضاف أبو الهول، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن العالم الغربي أصبح على اقتناع أن القتلى مدنيين، وبالتالي هذا بالنسبة للغرب يعطي الحق لإسرائيل أن تفعل ما تشاء، موضحا أن إسرائيل استغلت إعلامها والصور والفيديوهات في الترويج إلى أن المسلحين الفلسطينيين، هاجموا المدنيين بأعداد ضخمة في إحدى الحفلات وأن العدد الأكبر من القتلي هم من جنسيات أمريكية في المقابل عدد الإسرائيليين العسكريين والمدنيين الذي قتلوا أو أسروا أقل، ما جل الوضع لصالح إسرائيل.
أما عن دور القوى الدولية الشرقية، أكد أبو الهول، أن الصين تدخل تدخلاتها محدودة في مثل هذه القضايا، وتكتفي فقط بتوسعها الاقتصادي، لكن من ناحية الصراعات الدولية، تأخذ مكانا أقرب للحياد، رغم تصريحاتها الصحفية الإيجابية، في البعض القضايا ولكن هذا لا يعني أنها ستقوم بشئ، أما روسيا، فهي منشغلة بالأوضاع في أوكرانيا، ولا تقدم أي شئ كما هو معروف، بان من يتحكم في مجريات الصراع العربي الإسرائيلي هي الولايات المتحدة، ويمشى العالم في اتجاه موقفها.
وعن تأثير التصعيد العسكري القائم، على إمكانية إدخال منطقة الشرق الأوسط في دائرة الفوضى والصراع، أكد المحلل السياسي، أشرف أبو الهول، أن فكرة إنزلاق المنطقة كلها في دائرة من الفوضى، هذا أمر مستبعد، خاصة وأن إسرائيل تتحرك كـ الثور الجريح، في كل الاتجاهات، وتتحرك بدافع الانتقام بأي شكل من الأشكال عبر الغارات ، بالتزامن مع حشد مزيد من القوات، والتعبئة غير المسبوقة وإعلام حالة الحرب والطوارئ، وبالتالي فإن التهدئة مستبعدة حتى تشعر إسرائيل بأنها حققت انتقامها.
حل الأزمة على قدر الصراع
أما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، أوضح أبو الهول، أنه لن تنزلق لهذا الصراع، لان الظروف الاقتصادية تجبر المنطقة ودولها على فرض التهدئة وهدم التصعيد، لأن الدخول إلى هذه الحرب مخاطرة، خاصة في ظل تهديد الولايات المتحدة لأي طرف وتقصد حزب الله وإيران، وحال حدوث ذلك فسوف تتدخل أمريكا وتنفذ تهديدها، ما يعني أنه من المستبعد أن تشتعل الدوائر العسكرية في المنطقة رغم التعاطف الشعبي الكبير مع الفلسطينيين من الشعوب العربية والإسلامية.
وعن سيناريوهات انتهاء الصراع، أشار أبو الهول، إلى أنه بعد شعور إسرائيل بتحقيق انتقامهما المزمع، فمن الممكن أن يتم تبادل أسرى، وقد تكون هناك رغبة دولية شديدة للبحث عن حل دائم للقضية الفلسطينية، والحديث عن تسويات ومؤتمرات دولية وما إلى ذلك لمنع تكرار هذا الصراع مرة أخرى بعدما وصل إلى حد غير مسبوق، لأنه بعد الصراعات الكبيرة تميل الكفة دائما إلى حل على قدر الحدث.