-

مفاجأة بشأن أسعار الذهب بسبب بريكس.. هل يتراجع

(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

منذ إعلان مجموعة البريكس في 24 أغسطس الماضي، عن دعوة 6 دول جديدة إلى تكتل البريكس، وقد لفت ذلك انتباه جميع المحللين الاقتصاديين في الداخل المصري، وعلى مستوى العالم، لتحليل تأثير التوسع الأول لـ بريكس منذ 2010 على النظام الاقتصادي عالميا، وفي الدول الأعضاء، فيما كشف ناجي فرج، مستشار وزير التموين، أمس عن أن انضمام مصر لـ بريكس كانت له تأثير كبير في تراجع أسعار الذهب.

تأثير البريكس على أسعار الذهب

في هذا الصدد، كشف ناجي فرج، مستشار وزير التموين لشئون الذهب، أن انضمام مصر لمجموعة البريكس، هو حدث اقتصادي قوى وله علاقة قوية في انخفاض أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة، موضحا أن انضمام مصر لمجموعة البريكس، سوف يقوي العملة المحلية الجنيه، ويعطيه فرصة للثبات والانتعاش، كما سيساعد في تراجع وانخفاض أسعار الذهب والدولار، ما يكون له مردود إيجابي على الاقتصاد المصري.

وأكد فرج، خلال تصريحات إعلامية، أن أسعار الذهب تراجعت عالميا، وتراجع سعر أوقية الذهب ليصل سعرها ما بين 1950 دولار إلى 1918 دولارا، مشيرا إلى أن الذهب تراجع خلال الفترة الأخيرة بحوالي 20 جنيها والسعر حاليا مناسب وليس ببعيد عن السعر العالمي، رغم رؤية البعض أن السعر في الوقت الحالي، يعد مرتفع بعض الشيء.

وشدد مستشار وزير التموين لشئون الذهب، إلى أن مبادرة إلغاء الجمارك على الذهب، أثرت بقوة على أسعار الذهب في مصر، مشيرا إلى أن وزارة التموين تقدمت بطلب إلى مجلس الوزراء لتمديد المبادرة والمعروفة بـ "زيرو جمارك"، حيث كان لها فوائد كثيرة، إلى جانب تأثير انضمام مصر لمجموعة بريكس والتي أثرت على أسعار الذهب أيضا.

تحسين المؤشرات الاقتصادية

وكشف تقرير أعدته جولد بيليون، عن تأثير انضمام مصر لمجموعة بريكس على أسعار الذهب، موضحة، أن تأثير الانضمام إلى التكتل سوف يفيد في المقام الأول بشأن زيادة التبادل التجاري مع الدول الأعضاء في المجموعة بالعملات المحلية، ما يخفف العبء على الطلب على الدولار، في ظل حجم التبادل التجاري مع الدول الأعضاء الذي وصل إلى أكثر منى 30 مليار دولار في عام 2022.

وأوضح التقرير أن تقليل الضغط على الدولار، سوف يعمل على تحسين المؤشرات الاقتصادية المحلية، التي يعاني منها الاقتصاد المصري، منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ونقص توافر العملة الأجنبية، في ظل سياسة التشديد النقدي التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي.

وأشار التقرير إلى أن انضمام مصر إلى عضوية بنك التنمية الجديد، وهو البنك الخاص التابع لبريكس في ديسمبر 2021، وإمكانية الحصول على فرص تمويلية ميسرة للمشروعات التنموية وتعزيز وتير التعافي الاقتصادي، والقدرة على احتواء التداعيات الخارجية والداخلية، بجانب الانضمام إلى اتفاقيات دول المجموعة ومن ضمنها اتفاقية الاحتياطي الطاري، والتي من شأنها دعم الدول الأعضاء، وكذلك اتفاقية المساعدة في حل عجز موازنات الدول في أوقات الأزمات.

تراجع الذهب بسبب الطلب على الدولار

وأشارت جولد بيليون، إلى أن تأثير انضمام مصر لمجموعة بريكس على أسعار الذهب، فلن يكون مباشرا أو فوريا، حيث أظهرت حركة السوق منذ إعلان الانضمام، تجاهلا للأخبار الإيجابية مستمرة في حركة عدم الاستقرار تحت مستوى الـ 2300 جنيه للجرام عيار 21، بينما بلغ سعر الذهب اليوم 7 سبتمبر عند مستوى 2210 جنيه للجرام عيار 21، مؤكدة أن تأثير انضمام مصر لمجموعة بريكس على أسعار الذهب، سيظهر على المدى المتوسط والبعيد، عبر تراجع الطلب التدريجي على الدولار، في ظل سياسة التبادل التجاري باستخدام العملات المحلية، أو عبر عملية المقايضة.

وشدد على أن الدولار سوف يظل عملة وسيطة في التبادل التجاري بين الدول الأعضاء في بريكس، لأن فروق التجاري يتم تسديدها بالدولار الذي يظل العملة الدولية الأولي، حيث لن يرغب كل من الدول الاعضاء في الاحتفاظ بعملة دول أخرى، وبالتالي ستحدث التسويات بالنسية لفروقات التجارة بالدولار، ولكن حتى مع هذا سيتراجع الطلب على الدولار مما يخفف العبء على الأسواق، وبالتالي قد يتراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازية وهو السعر الذي يتم تسعير الذهب من خلاله.

وتابع التقرير: بالتالي سيأتي التأثير على أسعار الذهب على المدة المتوسط، عبر تراجع تسعير الدولار في السوق الموازية، وبالتالي تراجع الذهب.

التوسع الأول لـ بريكس منذ 2010

وكانت مجموعة البريكس، قررت 24 أغسطس الماضي، زيادة عدد أعضائها، عبر دعوة مصر والسعودية والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا للانضمام إلى المجموعة بداية من يناير 2024، ما يجعل المجموعة تسيطر على ثلث الاقتصاد العالمي، فيما يعد هذا التوسع هو الأول للمجموعة منذ انضمام جنوب أفريقيا عام 2010، ما يزيد عدد أعضاء التكتل إلى 11 عضو، بعدما كانت تضم روسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند والصين فقط.

وأكد رئيس جنوب أفريقيا أن المجموعة توصلت بعد مناقشات طويلة لاتفاق مبادئ ومعايير الإجراءات لعملية التوسيع، وتم الإجماع على المرحلة الأولى من التوسيع والتي من المقرر أن تتبعها مراحل لاحقة، وبذلك تم اتخاذ قرارات بدعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران السعودية والإمارات ليصبحوا أعضاء كاملي العضوية في المجموعة على أن تبدأ عضوية هذه الدول بداية من 1 يناير 2024.

وبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي للدول الستة الجديدة المنضمة إلى بريكس مجتمع في عام 2022، حوالي 3.2 تريليون دولار، تضاف إلى 26 تريليون دولار للدول الخمسة الموجودة في تكتل بريكس، بينما بلغت تقديرات البنك الدولي للناتج الإجمالي العالمي حوالي 100 تريليون دولار.