-

بحث عن الجهاز

(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

يُشكل الجهاز الهيكلي (Skeletal System) في جسم الإنسان ما يقارب 20% من وزن الجسم، ويتكون الجهاز الهيكلي من العظام، والغضاريف، والأوتار، والأربطة، ويختلف تكوين وشكل الجهاز الهيكلي باختلاف العمر والجنس، فعلى سبيل المثال، نذكر الاختلافات الآتية:

  • اختلافات حسب العمر: يتكون الجهاز الهيكلي عند الشخص البالغ من 206 عظمة بينما يكون عددها أكبر عند الأطفال؛ وذلك لأنّ بعض العظام عند الأطفال تندمج مع النمو، أي أنّ عدد العظام يصبح أقل مع البلوغ.
  • اختلافات حسب الجنس: إذ يكون الهيكل العظمي لدى الذكور أطول بالإضافة إلى أنّ الكتلة العظمية تكون أعلى لدى الذكور، بينما تكون عظام الحوض عند الإناث أعرض ليكون جسمها قادر على الحمل والولادة.

ويُشار إلى أنّه بغض النظر عن العمر أو الجنس، يمكن تقسيم الجهاز الهيكلي إلى قسمين وهما:

  • الجهاز الهيكلي المحوري (Axial skeleton).
  • الجهاز الهيكلي الطرفي (Appendicular skeleton).


يتكون الجهاز الهيكلي من أجزاء عديدة كما ذكرنا سابقًا، وفيما يأتي بيان هذه الأجزاء بشيءٍ من التفصيل:

  • العظام: يحتوي جسم الإنسان البالغ على 206 عظمة كما ذكرنا سابقًا، ومن الجدير بالذكر أنّ جميع هذه العظام تتكون من 3 طبقات، وفيما يأتي بيانها:
    • السمحاق: (Periosteum) وهي الطبقة الخارجية التي تغطي العظام والتي تتميز بكونها طبقة قاسية؛ بهدف حماية العظام.
    • العظم المدمج: (Compact bone) وهي الطبقة التي تقع أسفل السمحاق مباشرة، وتتميز هذه الطبقة بأنّها بيضاء، وصلبة، وملساء، وللعظم المدمج أهمية في منح الجسم الدعامة والحماية.
    • العظم الإسفنجي: (Spongy bone) والذي يمثل لب العظم والطبقة الداخلية منه، ويكون العظم الإسفنجي أقل قساوة من العظم المدمج، كما أنّه يحتوي على ثقوب صغيرة تحتوي على نخاع العظم.
  • الغضاريف: (Cartilage)؛ إذ تمثل الغضارف الطبقة الملساء والمرنة التي تغطي أطراف العظام، وتوجد الغضاريف في المنطقة التي تلتقي فيها العظام مع بعضها، وتكمن أهميتها في المساعدة على حركة العظام دون حدوث احتكاك بينها، لذلك في حالات تآكل الغضاريف كما يحدث في التهاب المفاصل يعاني الشخص من ألم في المفاصل بالإضافة إلى مشاكل متعلقة بالحركة.
  • المفاصل: (Joints) والتي تمثل أماكن التقاء عظمتين أو أكثر ببعضها، علمًا أنّه يوجد ثلاثة أنواع من المفاصل، وفيما يأتي بيانها:
    • مفاصل غير متحركة: وهي المفاصل التي لا تسمح للعظام بالحركة نهائيًّا، ومن الأمثلة عليها المفاصل الموجودة بين عظام الجمجمة.
    • مفاصل متحركة بشكل جزئي: وهي المفاصل التي تتحرك حركة محدودة؛ كالمفاصل الموجودة في القفص الصدري.
    • مفاصل متحركة: وهي المفاصل التي لها تسمح بمدى واسع من الحركة؛ مثل مفاصل الركب، والأكواع، والأكتاف.
  • الأوتار: (Tendons) وهي الأنسجة المسؤولة عن ربط أطراف العضلات بالعظام.
  • الأربطة: (Ligaments) والتي تمثل نسيجًا ضامًّا (Connective tissue) كثيفًا يحيط بالمفاصل ويربط العظام مع بعضها.


يقوم الجهاز الهيكلي بوظائف عديدة مهمة لجسم الإنسان وصحته، وفيما يأتي بيان أهم وظائف الجهاز الهيكلي بشيءٍ من التفصيل:


الوظائف الميكانيكية للجهاز الهيكلي

يقوم الجهاز الهيكلي بالعديد من الوظائف الميكانيكية؛ وهي الوظائف الواضحة والتي يمكن ملاحظتها بالنظر وتشمل هذه الوظائف ما يأتي:

  • توفير دعامة للجسم: إذ تُعدّ من أكثر وظائف الجهاز الهيكلي وضوحًا، حيث إنّ العظام توفر دعامة للعضلات وتعطي الجسم شكلًا محددًا.
  • المساعدة على الحركة: حيث تساعد العظام على نقل الحركة الناجمة عن انقباض العضلات، ويمكن تشبيه العظام بأنّها رافعة تستند العضلات عليها بينما تشكل المفاصل نقطة ارتكاز مما يسهل حركات الجسم المختلفة.
  • حماية أعضاء الجسم الداخلية: وذلك لأنّ العظام تحيط بأعضاء الجسم الداخلية المختلفة، فعلى سبيل المثال توفر عظام القفص الصدري حماية لكل من الرئتين والقلب، كما أنّ عظام العمود الفقري تحمي النخاع الشوكي، بينما تحمي عظام الجمجمة الدماغَ.


الوظائف الفسيولوجية للجهاز الهيكلي

يقوم الجهاز الهيكلي بالعديد من الوظائف الفسيولوجية، وفيما يأتي بيان أبرز هذه الوظائف:

  • تخزين المعادن: إذ إنّ الهيكل العظمي مسؤول عن تخزين الكالسيوم والفسفور في الجسم، وذلك بهدف الحفاظ على توازن مستويات المعادن في الدم، إذ يتم تخزين هذه المعادن في العظام في حال ارتفاع مستوياتها في الدم، أمّا في حال انخفاض مستوياتها في الدم، فإنّها تنتقل من العظام إلى الدم لتعويض الانخفاض الحاصل.
  • تخزين الطاقة: تحتوي العظام الطويلة في الجسم على نوعين من نخاع العظم؛ وهما النخاع الأحمر والذي سنتحدث عنه لاحقًا، بالإضافة إلى النخاع الأصفر وهو النخاع الموجود في جوف النقي أو ما يُعرف بتجويف النخاع (Marrow cavity) ويتكون النخاع الأصفر من نسيج ضام دهني يمكن للجسم استخدام الدهون الموجودة فيه كمصدر للطاقة في حال عدم حصول الجسم على الطعام لمدة طويلة.
  • تكوين الدم: (Hematopoiesis) وهي العملية التي تمثل تصنيع خلايا الدم في الجسم، إذ تحدث عملية تكون الدم في النخاع الأحمر، إذ يتم تصنيع جميع خلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية، ومعظم خلايا الدم البيضاء في النخاع الأحمر ثم تتنقل هذه الخلايا إلى الدم لتعويض النقص في خلايا الدم نتيجةً لتحطمها من قِبل الكبد .


يمكن أن يتعرض الجهاز الهيكلي لبعض الاضطرابات الصحية، ونذكر فيما يأتي بعض المشاكل الشائعة التي قد يتعرض لها الجهاز الهيكلي:

  • الكسور: إذ يمكن أن تتعرض العظام إلى الكسر نتيجة عدة أسباب، كما يمكن أن تخترق العظام المكسورة الجلد لتسبب ما يُعرف بالكسر المفتوح أو الكسر المركب (Compound fracture)، وبشكل عام يمكن أن تحدث الكسور نتيجة أي من الأسباب الآتية:
    • التعرض لإصابة كالسقوط من مكان مرتفع، أو التعرض لحادث سير أو إصابة رياضية.
    • الإصابة بهشاشة العظام مما يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وضعفها وبالتالي زيادة خطر تعرضها للكسر.
    • الإفراط في استخدام جزء معين من الجسم، مما يسبب حدوث تشققات في العظام ويُسمى هذه النوع من الكسور بكسور الإجهاد (Stress fractures).
    • الغشاء الزلالي (Synovial membrane)؛ وهو الغشاء المحيط بالمفصل.
  • الأربطة.
    • العظم الموجود أسفل الغضروف.
  • مرض باجيت: (Paget s disease)؛ وهو أحد الاضطرابات العظمية المزمنة، وينجم عنه تضخم العظام وتشوهها.
  • النخر اللاوعائي: (Avascular necrosis) ويحدث نتيجة عدم وصول ما يكفي من الدم إلى العظام وغالبًا ما تكون العظام المتأثرة عظام الفخذ، أو الذراع، أو الركبتين، أو الكتفين مما يؤدي إلى موت الأنسجة العظمية، ويترتب على ذلك الشعور بالألم والمعاناة من صعوبة الحركة.
  • الذئبة: (Lupus)؛ وهو أحد اضطرابات المناعة الذاتية؛ مما يعني أنّ جهاز المناعة يهاجم أنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ، ويمكن لمرض الذئبة أن يؤثر في الجهاز الهيكلي، إذ يزيد من فرص الإصابة بالكسور وهشاشة العظام، كما يسبب ظهور العديد من الأعراض، ومن أكثر هذه الأعراض شيوعًا ما يأتي:
    • الشعور بألم في العضلات.
    • انتفاخ المفاصل والشعور بألم فيها.
    • تساقط الشعر.
    • الشعور بالتعب.
    • الحمى.
    • الطفح جلدي.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي: (Rheumatoid arthritis)؛ إذ يُعدّ التهاب المفاصل الروماتويدي أحد اضطرابات المناعة الذاتية، ويترتب عليه تضرر المفاصل والمعاناة من الألم، وعادةً ما يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي في كلا الجانبين من الجسم؛ مما يعني أنّه في حال سبّب التهاب المفاصل الروماتويدي الشعور بالألم في أحد مفاصل الذراع على سبيل المثال، فإنّه من المحتمل أن يؤثر في ذات المفصل الموجود في الذراع الأخرى.


توجد بعض النصائح التي قد تساعد في الحفاظ على صحة وقوة العظام، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • اتباع نظام غذائي صحي؛ إذ إنّ الحفاظ على قوة العظام يتطلب الحصول على كميات كافية من فيتامين د والكالسيوم، ويُشار إلى أنّ الحليب، واللبن، واللوز من المصادر الغنية بهذه العناصر.
  • شرب كميات كافية من الماء؛ لما له من دور في الحفاظ على صحة أنسجة الجسم.
  • ارتداء ملابس واقية عند ممارسة الرياضات التي قد يتعرض فيها الشخص إلى احتكاك مباشر بالآخرين.
  • الحفاظ على وزن صحي؛ إذ إنّ زيادة الوزن تسبب إجهاد العظام والغضاريف.
  • الانتباه عند صعود الدرج أو النزول عنه تجنبًا للسقوط.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، إذ يساعد ذلك على بناء عظام قوية، ومن الأمثلة على التمارين الرياضية التي يمكن ممارستها؛ حمل الأوزان، والمشي، والهرولة، وصعود السلالم.
  • الإقلاع عن التدخين، والامتناع عن شرب الكحول أو تعاطي المخدرات؛ للمحافظة على صحة الجسم والعظام.


يتكون الجهاز الهيكلي من كل من العظام، والمفاصل، والغضاريف، والأوتار، والأربطة، ولكل من هذه الأجزاء وظائف محددة، كما توجد بعض الاختلافات في تكوين الجهاز الهيكلي باختلاف العمر والجنس، وللجهاز الهيكلي أهمية كبيرة في جسم الإنسان لما له من دور في تزويد الجسم بالدعامة والحماية وتسهيل حركته، كما أنّ للجهاز الهيكلي أهمية خاصة في تخزين المعادن والطاقة في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ الجهاز الهيكلي قد يتعرض للعديد من الاضطرابات الصحية والتي تؤثر في أجزاء مختلفة منه، إلّا أنّه يمكن المحافظة على صحة وسلامة الجهاز الهيكلي باتباع النصائح والإرشادات اللازمة وممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم.