قالت الدكتورة دعاء بيرو استشارى الإتيكيت والسلوكيات، إن معظم المشاكل العائلية التي تعكر صفو الأسرة أثناء أوقات الأعياد والمناسبات قد تكون مشاكل مادية، مشيرة إلى أن ربة الأسرة هى أكثر شخص بالفعل قادر على تجاوز مثل هذه النوعية من المشاكل.
ونصحت بتجنب الإفراط فى الإنفاق خلال أيام العيد واتباع ميزانية محددة تتوافق مع ظروف الزوج المادية، ويفضل للزوجة الابتعاد عن مناقشة أى مشكلة مع الزوج خلال أيام العيد أو اتخاذ قرارات حتى لا تفسد فرحة أسرتها بالعيد، ومن الجيد أن يشارك الأطفال الظروف الاقتصادية للأسرة.
وأضافت الدكتورة دعاء بيرو استشارى الإتيكيت والسلوكيات، في تصريحات لـ صدى البلد، أنه لابد من تعامل الزوجين خلال فترة الأعياد والمناسبات بمبدأ (إللى فات مات) بمعنى أنه لا ينبغي التحدث فى مشكلة سابقة تم حلها بل تصبح وكأنها لم تكن فلا يجوز أن يكرر أحد الطرفين على مسامع الآخر نفس المشكلة التي حدثت وانتهت من فترة، لأن هذا الأسلوب يزيد المشاكل ويضخمها ويظهر للطرف الآخر أنه يتعمد تصيد الأخطاء وافتعال المشكلات للتنغيص عليه وقتل فرحة العيد في قلبه.
ونصحت كل أسرة بإشراك أطفالها فى وضع برنامج لإجازة العيد وعدم إجبارهم على قضاء العيد كما يراه الابوان، حتى لا تحدث مشاكل فمثلا بعض الأبناء لا يحبون كثرة الزيارات العائلية في الأعياد والمناسبات لأن ميول الأطفال واختياراتهم تختلف بالتأكيد مع آبائهم وأمهاتهم والعكس صحيح أيضا لذا يجب أن يكون هناك نقاش والاتفاق على اختيار الأماكن مسبقا بما يتلاءم مع رغبات جميع أفراد الأسرة والتخطيط المسبق الجيد لاستغلال وقت إجازات الأعياد والمناسبات.
وأكدت الدكتورة دعاء بيرو ، أنه يجب على الزوجين أن يستخدما لغة جسدهم بطريقة معتدلة متناغمة ليحتويان بعضهما وقت الخلاف، فلا يصح استخدام اليد في تهديد الطرف الآخر، بل على العكس عليهم أن ينتهزا أيام الأعياد والمناسبات كفرصة للتعبير عن الحب والاحتواء وتقديم الهدايا وتبادل العبارات الرومانسية، حتى لو احتد الخلاف بينهما فمثلاً يربت الزوج على كتف زوجته أثناء الخلاف أو أن تلتزم الزوجة الصمت والهدوء أثناء عصبية الزوج واحتوائه.
ودعت إلى عدم إفراط جميع أفراد الأسرة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة الأعياد والمناسبات والتواجد في المنزل طوال الوقت والجلوس أمام هاتف محمول وتلفاز وخلافه، لأن هذه الوسائل جعلت كل طرف فى عالم خاص بعيدا عن باقى أفراد الأسرة، يعيش مع أشخاص افتراضيين أكثر من حياته داخل أفراد أسرته، مما يؤدى إلى عدم ارتباط وثيق بين أفراد الأسرة ويقل الود والتفاهم وتنشأ بعدها المشاكل بينهم على أتفه الأسباب.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الحوار والتواصل مع الأبناء أمر مهم وضروري لكن لا يجوز أن يقدم الآباء والأمهات المواعظ والمحاضرات للأبناء فى مثل هذه الفترة من المناسبات والأعياد فلا مجال لها فى مثل هذه الفترة، وهو خطأ كبير يقع فيه معظم الأهالى مع أولادهم فهم لا يعلمون أنهم بذلك يبنون حاجزا كبيرا بينهم وبين أبنائهم بكثرة النقد والتأنيب على كل صغيرة وكبيرة وفتح الدفاتر القديمة بمناسبة وبدون مناسبة، منوهة بأنه يجب على الآباء والأمهات التعامل مع أخطاء أولادهم بسياسة النفس الطويل وسعة الصدر، وعدم الغضب والصياح وعمل مشكلات كبيرة معهم على أتفه الأسباب بل اتباع سياسة التوجيه الحكيم و تعليمهم إصلاح الأخطاء بدلا من ذلك.