كيف أقرأ تحليل الدم
من المفيد التعرف على كيفية قراءة تحليل الدم وفهم نتائجه؛ إلّا أنّ مقدم الرعاية الصحية يعد الشخص الوحيد المخول له بتفسير هذه النتائج وتقرير ما يلزم من علاجات أو إجراءات طبية، كما أن معرفة التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بتحليل الدم يتطلب مهارة يكتسبها مقدم الرعاية الصحية على مدار سنوات من الزمن، وفيما يأتي توضيح لطرق التعبير عن نتائج تحليل الدم وفوائد إجراء التحليل:
ما هي فوائد إجراء تحليل الدم؟
يُجرى تحليل الدم لمجموعة من الأهداف، ومنها ما يأتي:
- تقييم الحالة الصحية العامة للشخص.
- تقييم وظائف بعض أعضاء الجسم، مثل: الكبد، والكلى، والقلب، والغدة الدرقية.
- التحقق من الإصابة بأنواع مختلفة من العدوى.
- التحقق من وجود اضطرابات جينية معينة.
كيف يتم التعبير عن نتائج التحليل؟
غالبًا ما يتم التعبير عن نتائج تحليل الدم عن طريق أرقام ضمن نطاقات مرجعية، وتُحدَّد النطاقات المرجعية بناءً على نتائج التحاليل الطبيعية لعدد كبير من الأشخاص الأصحاء، وذلك لتسهيل تحديد النتائج الطبيعية النموذجية للشخص المعني.
مع ضرورة التنبيه حول احتمالية الخطأ في بعض الأحيان؛ أيّ أنّه من المحتمل أن يكون الشخص سليمًا ولا يعاني من مشاكل صحية لكن نتائج التحليل الخاصة به تكون خارج النطاقات المرجعية، بينما قد تكون النتائج أحيانًا ضمن النطاقات الطبيعية بالرغم من وجود مشكلة صحية معينة لدى الشخص المعني.
- نتيجة سلبية أو طبيعية
ويعني ذلك أنّ المرض أو المادة التي أُجري لها الفحص لم يتم الكشف عنها في التحليل.
- نتيجة إيجابية أو غير طبيعية
أي أنّ المرض أو المادة التي أُجري لها الفحص تم الكشف عنها في التحليل.
- نتيجة غير محددة
ويعني ذلك أنّ التحليل الذي أجري لا يعطي معلومات كافية لتشخيص المرض أو استبعاده، وبالتالي تدعو الحاجة في الغالب لإجراء مزيد من التحاليل.
يتضمن تحليل الدم في العادة 3 أنواع رئيسية من التحاليل، ويتم إجراء كل منها بهدف التحقق من مشاكل صحية معينة بعد أن يتم تحليل النتائج وتفسيرها، وتتضمن هذه التحاليل ما يأتي:
- العد الدموي الشامل أو تعداد الدم الكامل (Complete blood count) واختصارًا CBC.
- تحليل الدهون (Lipid panel).
- تحليل الأيض الشامل (Comprehensive metabolic panel) واختصارًا CMP.
وفيما يأتي توضيح لهذه التحاليل بشيء من التفصيل:
العد الدموي الشامل
يتكون الدم بشكلٍ رئيسي من خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، ويمكن من خلال إجراء العد الدموي الشامل التحقق من نسب 10 مكونات مختلفة لهذه الخلايا، ومن أهم المكونات التي يقيسها العد الدموي الشامل ما يأتي:
- تعداد خلايا الدم الحمراء (Red blood cell count).
- الهيموجلوبين (Hemoglobin).
- الهيماتوكريت أو حجم الخلايا الحمر المكدسة (Hematocrit).
تحليل الدهون
يقيس تحليل الدهون مستويات كل من الأنواع الآتية من الدهون في الدم:
- الكوليسترول: وقد تؤثر مستوياته في صحة الشخص بعدة طرق؛ إذ يوجد نوعان من الكوليسترول في الجسم، وهما:
- البروتين الدهني مرتفع الكثافة: (High-density lipoprotein) واختصارًا HDL، أو كما يُعرف بالكوليسترول الجيد، وذلك لما له من دور في حماية القلب من الأمراض، وارتفاع النسبة ل 150 مغ/ ديسيلتر أمر جيد وضمن المعدلات الطبيعية.
- البروتين الدهني منخفض الكثافة: (Low-density lipoprotein) واختصارًا LDL، أو كما يُعرف بالكولسترول الضار؛ إذ قد يتسبب ارتفاع مستوياته عن 200 مغ/ ديسيلتر بانسداد الشرايين والذي قد ينجم عنه ارتفاع خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة؛ كالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
- ثلاثي الغليسريد: أو الدهون الثلاثية (Triglyceride) واختصارًا TG، وتمثل الخلايا الدهنية التي تُخزن في الجسم، ويمكن للمستويات المرتفعة من الدهون الثلاثية أن تسبب مشاكل قلبية خطيرة كما هو الحال مع الكوليسترول الضار في حال عدم الخضوع للعلاج.
وفي هذا السياق يجدر بالذكر أنّ إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة والنظام الغذائي قد يساهم في السيطرة على مستويات الدهون بشكلٍ عام، كما يُنصح باستشارة الطبيب حول ما يمكن اتباعه للحفاظ على صحة القلب.
تحليل الأيض الشامل
يُجرى تحليل الأيض الشامل أو ما يعرف بتحليل كيمياء الدم بهدف قياس مستويات السكر أو الغلوكوز (Glucose) في الدم، وتوازن السوائل والكهارل (Electrolyte)، بالإضافة إلى وظائف الكبد والكلى، وبالتالي فإن تحليل الأيض الشامل يتكون من مجموعة من التحاليل الفرعية، وفيما يأتي بيان أبرز هذه التحاليل:
تحليل الغلوكوز
إذ يعد الغلوكوز مصدر الطاقة الأساسي في الجسم، ولذا يجب أن تبقى مستوياته في الدم ثابتة إلى حد ما، وذلك لضمان استمرارية تزويد الجسم بما يحتاجه من طاقة.
تحليل البروتين
إذ تمثل البروتينات وحدات بناء ضرورية لجميع الخلايا والأنسجة الموجودة في الجسم، ولها دور مهم في الحفاظ على صحة الجسم، ونموه، وتطوره، وتشمل تحاليل البروتين ما يأتي:
- تحليل الألبومين: ويعرف الألبيومين (Albumin) بأنه بروتين صغير الحجم يُصنع في الكبد ويمثل ما يُقارب 60% من البروتينات الكليّة الموجودة في الدم.
- تحليل البروتين الكلي: (Total Protein)، وهو تحليل يقيس مستوى جميع البروتينات الموجودة في الدم بما فيها الألبيومين والبروتينات الأخرى.
تحليل الكالسيوم
يعد الكالسيوم أحد أهم المعادن الضرورية للجسم، وذلك لدوره في الحفاظ على وظائف كل من العضلات، والأعصاب، والقلب، بالإضافة إلى دوره في عملية تخثر الدم وتكوين العظام.
تحليل الكهارل
تعرف الكهارل بأنها معادن توجد في الدم والأنسجة على شكل أملاح ذائبة، وتساعد على نقل العناصر الغذائية إلى خلايا الجسم وإخراج الفضلات من هذه الخلايا، كما أنّ لها دورًا في الحفاظ على التوازن الصحي للماء وتوازن الرقم الهيدروجيني أو درجة الحموضة في الجسم، ويشمل تحليل الكهارل التحاليل الأربعة الآتية:
- تحليل البيكربونات
(Bicarbonate) أو تحليل ثنائي أكسيد الكربون الكلي؛ إذ تُساهم البيكربونات في الحفاظ على توازن درجة الحموضة في الجسم.
- تحليل الصوديوم
وذلك لما للصوديوم من دور هام في وظائف الأعصاب والعضلات وغيرها.
- تحليل الكلوريد
وذلك لما لعنصر الكلوريد (Chloride) من دور في تنظيم كمية السوائل في الجسم والحفاظ على توازن درجة الحموضة فيه.
- تحليل البوتاسيوم
إذ يعد البوتاسيوم ضروريًا لعمليات الأيض، ووظائف العضلات، وذلك من خلال مساهمته في نقل الإشارات بين الأعصاب والعضلات.
- تحليل نيتروجين يوريا الدم
(Blood urea nitrogen) واختصارًا BUN؛ إذ يعد نيتروجين اليوريا من الفضلات التي يتم تنقية الدم منها عن طريق الكليتين؛ لذا ترتفع مستويات نيتروجين اليوريا في الدم في حال انخفاض وظائف الكلى.
- تحليل الكرياتينين
يعد الكرياتينين (Creatinine) نوعًا من الفضلات التي يتم إنتاجها في العضلات، ويتم تنقية الدم منها بواسطة الكليتين؛ لذا يُعد مستوى الكرياتينين في الدم مؤشرًا جيدًا على مدى كفاءة وظائف الكلى.
- تحليل الفوسفاتاز القلوي
يعرف الفوسفاتاز القلوي (Alkaline phosphatase) واختصارًا ALP على أنه إنزيم يوجد في الكبد والعظام وبعض الأنسجة الأخرى، وغالبًا ما يحدث ارتفاع في مستوى هذا الإنزيم عند الإصابة بمرض في الكبد أو أحد الاضطرابات الصحية التي تصيب العظام.
تحليل البيليروبين
يعرف البيليروبين (Bilirubin) على أنه صبغة يتراوح لونها بين الأصفر والبرتقالي، وهو أحد أنواع الفضلات التي تنتج بشكلٍ رئيسي بسبب التكسر الطبيعي لمادة الهيم (Heme) التي تعد أحد مكونات الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء، ويشار إلى أن البيليروبين يتم إخراجه من الجسم بعد أن تتم معالجته في النهاية بواسطة الكبد.
تحليل ناقلة أمين الأسبارتات: يُعد إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (Aspartate aminotransferase) واختصارًا AST أحد الإنزيمات التي توجد بشكل خاص في خلايا القلب والكبد، وبالتالي فإن هذا التحليل يعد من الاختبارات المفيدة في الكشف عن الإصابة بتضرر أو تلف الكبد.
- تحليل ناقلة أمين الألانين: يُعد إنزيم ناقلة أمين الألانين (Alanine aminotransferase) واختصارًا ALT أحد الإنزيمات التي توجد في الغالب في خلايا كل من الكبد والكلى، ويُعد من التحاليل المفيدة في الكشف عن تضرر الكبد.
ونوضح في الجدول الآتي القيم الطبيعية لكل من هذه التحاليل، ولكن يجدر التنويه إلى أن هذه القيم الطبيعية المرجعية قد تختلف من مختبر لآخر:
يوجد العديد من أنواع تحاليل الدم التي يتم إجراؤها بهدف التحقق أو الكشف عن مشاكل صحية مختلفة، ويعد مقدم الرعاية الصحية الشخص الوحيد المخول بتفسير هذه النتائج وتقرير ما يلزم من إجراءات طبية، ومن هذه التحاليل: العد الدموي الشامل، وتحليل الدهون، وتحليل الأيض الشامل، ويندرج تحت كل من هذه التحاليل مجموعة من التحاليل الفرعية.
ويشار إلى أنه في حال ظهور قيم غير طبيعية فإن الطبيب سيوصي في الغالب بإجراء المزيد من الفحوصات بهدف التحقق من المشكلة الصحية.
هل يمكن قراءة تحليل الدم وفهم النتيجة دون الرجوع للطبيب؟