أكد رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، أن محاولة النيل من مصر عبر التاريخ أتى من هذه المنطقة (سيناء)، وأوضح أن مصر لن تسمح أبدا أن يُفرض عليها أي وضع ولن يُسمح بحل قضايا إقليمية على حسابها.
وشدد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، في مؤتمر صحفي -الثلاثاء 31 أكتوبر- لإطلاق المرحلة الثانية من خطة تنمية شمال سيناء التي ستنفذ على 5 سنوات بأيادي أهالي سيناء بتكلفة 363 مليار جنيه على مرحلتين، الأولى ثلاث أعوام والثانية عامان، على أن مصر مستعدة لبذل ملايين الأرواح كي لا يقترب أحد من أي ذرة رمل في سيناء.
جدير بالذكر أنه في يوم 31 أكتوبر 1968 عقد مؤتمر الصمود والتحدي بمدينة الحسنة في وسط سيناء، الذى نسف خلاله مشايخ بدو سيناء محاولة إسرائيل تدويل سيناء، وأعلنوا أنها أرض مصرية وأن رئيسهم جمال عبدالناصر. سطر شيوخ وعواقل سيناء حينها ملحمة وطنية، وأعلنوا في حضور وسائل الإعلام وقيادات دولة الاحتلال بمنطقة الحسنة، رفضهم تدويل سيناء وتمسكوا بالأرض، ضاربين بذلك المُخطط الإسرائيلي لعزل سيناء عن مصر عرض الحائط.
موقف تاريخي
موقف أهالي سيناء التاريخي لم يكن داخل أروقة المؤتمر فقط، بل أعلن الشيخ سالم الهرش حينها بصورة واضحة أمام العالم مقولته الشهيرة: "سيناء أرض مصرية وستبقى مصرية ولا نرضى بديلاً عن مصر، وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل، وأن أمر سيناء في يد مصر، سيناء مصرية مائة في المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه، ومن يريد الحديث عن سيناء يتكلم مع زعيم مصر جمال عبدالناصر".
نجاح أجهزة الدولة في حصار الإرهاب أتاح القدرة على تنفيذ خطة التنمية الشاملة لسيناء
وأكد الرئيس السيسي، خلال كلمته أثناء تفقد اصطفاف المعدات المشاركة في تنمية وإعمار سيناء، أن نجاح أجهزة الدولة المختلفة في حصار ظاهرة الإرهاب أتاح للدولة القدرة على تنفيذ خطة التنمية الشاملة لسيناء، وهو ما كرره رئيس الحكومة، خلال زيارته إلى شمال سيناء، وأكد أن مصر قررت تنفيذ خطة شاملة واستراتيجية لتعمير سيناء وإقامة مشروعات كبيرة فيها، وأن "هذه الخطة ستحمي سيناء من الطامعين فيها، ولذلك بدأت الحكومة منذ العام 2014 وبعد إطلاق المشروع القومي لتنمية سيناء في توفير البنية التحتية والأساسية لتعمير سيناء وتوطين المصريين فيها، وربط المنطقة بمدن ومحافظات مصر، وتنفيذ مشروعات بأكثر من 600 مليار جنيه، وتنفيذ خطة إعادة تسكين أهالي سيناء".
وعاد الدكتور مصطفى مدبولي إلى سيناء، بمرافقة وفد مصري كبير ليؤكد أن القيادة السياسية المصرية اتخذت قراراً استراتيجيا يتضمن تنمية سيناء بعد دحر الإرهاب، وانتشال سيناء من المخطط الخبيث لجماعات الشر، الذي كان يسعى لتحويلها إلى بؤرة دائمة للإرهاب، لولا أن تصدت له الدولة بكل قوة.
وقال مدبولي إن الحكومة تنفذ مشروعات تعليمية وخدمية وتوسعات لتعمير المنطقة وجذب الاستثمارات إليها، وجذب السكان من المصريين للإقامة والعمل في سيناء، كما أشار إلى أنه تم كذلك إقامة مشروعات صحية وإنشاء مستشفيات متطورة ومراكز صحية ونقاط إسعاف حديثة لرفع مستوى الخدمة الطبية وإنشاء مناطق ومجمعات صناعية وزراعية وتعدينية، ومجتمعات عمرانية ومد الطرق والجسور والأنفاق.
وفي كلمته، أكد اللواء أركان حرب محمد ربيع قائد الجيش الثاني الميداني أن رجال الجيش الثاني الميداني لا يدخروا جهدا في الحفاظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لتنفيذ أي مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومي على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي.
وشدد اللواء محمد ربيع على أن رجال الجيش الثاني الميداني تربوا كسائر رجال القوات المسلحة على مبادئ الوطنية والبطولة وقيم الكرامة والعزة، وعاقدين العزم على حماية أراضيه ومقدرات شعبه وتسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية.
وأكد اللواء محمد ربيع أن رجال الجيش الثاني الميداني قاتلوا الإرهاب الأسود بكل قوة وشجاعة وبأس حتى تغلبوا عليه، وتم تطهير سيناء من دنسه وبراثنه، و"إنه أثناء تنفيذ الأبطال لمهامهم القتالية تم تكليفنا بتأمين الشركات المدنية المنفذة للعديد من المشروعات التنموية ومشروعات البنى التحتية لسيناء إضافة إلى أعمال القتال المخطط".
وأوضح قائد الجيش الثاني الميداني أن أبطال القوات المسلحة يواصلون أعمال تطهير الأرض من بقايا العبوات الناسفة التي تم وضعها من قبل العناصر التكفيرية لحماية أرواح المواطنين وتحركاتهم وممتلكاتهم والاستعداد لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتنمية سيناء، والمصدق على تنفيذها من القيادة السياسية.
ووجه اللواء محمد ربيع قائد الجيش الثاني الميداني، التحية والتقدير لأرواح الشهداء الأبطال والمصابين وكل من شارك في هذه المهمة من رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية وأبناء سيناء الشرفاء على ما قدموه من بطولات وتضحيات وفداء التي لولاها ما كنا هنا اليوم، وطمأن قائد الجيش الثاني الميداني، الجميع أنهم مرابطون لحماية أمن مصر القومي الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي، كما أمر القائد الأعلى للقوات المسلحة وتعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة، داعيًا الله أن يحفظ قواتنا المسلحة من كل سوء وأن يدم على وطننا الغالي الأمن والاستقرار، وأن تستمر القوات المسلحة الدرع والسيف والحصن المنيع لمصر.
ويعرض "صدى البلد" جانبا من أبرز تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اللقاءات والفعاليات المختلفة حول سيناء، الذي أعرب عن تقديره واعتزازه الكبيرين لهذه الأرض الغالية.
جدير بالذكر أنه منذ اليوم الأول لعدوان دولة الاحتلال على غزة في 7 أكتوبر الماضي، إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، حذرت مصر من التهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وتصاعدت المواقف مع دعوة القوات الإسرائيلية سكان شمال غزة للنزوح إلى الجنوب.
و"سيناء الأرض الطاهرة ومعبر الأنبياء، وهي درة التاج المصري، ومصدر فخر واعتزاز هذه الأمة باعتبارها الأرض الوحيدة التي تجلت عليها الذات الإلهية"، بهذه الكلمات وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي أرض سيناء الغالية، وأنها ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي تراثنا الحضاري ومكان للتعبير عن الهوية المصرية العريقة.