-

عدوان ثلاثي على اليمن.. هذا موقف مصر.. وخبير

(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

في تصعيد جديد، استهدفت غارة منسقة شنتها القوات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، مدينة الحديدة الساحلية اليمنية.

وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، إن مدينة الحديدة شهدت سلسلة غارات جوية إسرائيلية، وذلك غداة هجوم بمسيرة حوثية على مدينة تل أبيب في إسرائيل.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الضربة نفذتها 12 طائرة من طراز إف 35. وقال مراسل أكسيوس باراك رافيد نقلا عن مسؤول أمريكي رفيع أن إسرائيل نفذت الهجوم في اليمن وفقا لـ«سكاي نيوز».

غارات إسرائيلية أمريكية وبريطانية ضد اليمن

وذكرت إن شهود عيان في مدينة إيلات الإسرائيلية شاهدوا انطلاق مقاتلات إسرائيلية من قاعدة نيفتيم في النقب باتجاه البحر الأحمر قبل نحو ساعتين من الغارات.

وتأتي الغارات على الحديدة بعد يوم من الهجوم الحوثي عبر طائرة مسيرة على مدينة تل أبيب.

من جانبها، أعلنت إسرائيل مسئوليتها رسميا عن قصف اليمن، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلى أن طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي هاجمت مؤخرًا أهدافًا عسكرية لنظام الحوثى فى منطقة ميناء الحديدة في اليمن، ردًا على مئات الهجمات ضد دولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الضربة نفذتها 12 طائرة من طراز إف 35، وأكد شهود عيان فى إيلات لوسائل إعلام عبرية أنهم شاهدوا انطلاق مقاتلات إسرائيلية من قاعدة نيفتيم فى النقب باتجاه البحر الأحمر قبل نحو ساعتين من الغارات.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية، أنه تم استدعاء أعضاء الحكومة الإسرائيلية وإخطارهم قبل بدء الهجوم على الحديدة بـ 45 دقيقة، ووافق مجلس الوزراء على خطط الهجوم.

فيما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري، اليوم السبت، إن الغارات على محافظة الحديدة اليمنية، ردًا على مئات الهجمات ضد إسرائيل طيلة الأشهر الأخيرة.

وأوضح هاجاري بعد تبني جيش الاحتلال الهجوم على الحديدة، أنه لا يوجد تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية، مشيرا إلى أن إذا طرأ أي تغيير سيعلن عنه.

من جانبها، أعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم السبت، عن متابعتها بقلق بالغ للعملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، والتي تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات.

وشددت مصر على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة، محذرةً مما سبق وأن أشارت إليه من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.

ودعت مصر كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية، مطالبة كافة الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي للاضطلاع بمسئولياتهم من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي.

وأعادت مصر التأكيد على موقفها الراسخ والداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بدون أية عوائق إلى القطاع، وذلك على ضوء أن تلك هي الخطوة الرئيسية والضرورية لاحتواء التوتر، والركيزة الأساسية لإقرار التهدئة الشاملة في المنطقة، وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمى.

وكان موقع "أكسيوس" قال نقلا عن مسؤول أمريكي، اليوم السبت، إن إسرائيل شنت هجوما في اليمن.

وأوضح المسؤول الأمريكي، أن طائرات إسرائيلية نفذت غارة في اليمن ردا على غارة الحوثيين بمسيرة على تل أبيب.

وكشفت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن، أن الغارات على مدينة الحديدة استهدفت منشآت تكرير النفط في الميناء.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الجمعة، أن مناقشات جرت خلال الساعات الماضية في إسرائيل بشأن الرد على الهجوم بالمسيرة على تل أبيب.

وأشارت، إلى أن المشاورات جرت بمشاركة المستوى السياسي الإسرائيلي وتناولت شكل الرد على هجوم المسيرة الحوثية.

وأوضحت البث العبرية، أن المستوى العسكري والأمني بإسرائيل بحث توجيه ضربة قوية داخل الأراضي اليمنية.

وأفاد شهود عيان في إسرائيل أنهم شاهدوا طائرات حربية إسرائيلية تقلع من قاعدة نافاتيم في النقب، متجهة نحو البحر الأحمر، قبل ساعتين تقريبًا من الغارة. وهذا يتماشى مع التقارير عن العملية المنسقة التي تشمل طائرات مقاتلة متقدمة.

وتؤكد هذه العملية المشتركة على المشاركة العميقة للقوى الدولية في الصراع اليمني، مما يعكس المخاطر الجيوسياسية الأوسع.

وتعتبر الضربة بمثابة تحذير صارم لإيران ووكلائها في المنطقة، مما يدل على استعداد إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة للرد بقوة على التهديدات.

وتعهد الحوثيون، بدعم إيراني، بمواصلة هجماتهم. وأعلن أحد كبار أعضاء الحوثيين أنه "إذا ضرب اليمن تل أبيب بالأمس، فيمكنهم ضرب خزانات النفط الإسرائيلية غداً. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الحرب".

ويشير هذا الخطاب إلى احتمال حدوث المزيد من التصعيد، حيث يتحدى اليمن علانية ما يسمونه "الكيان الصهيوني".

وأدى الهجوم المنسق إلى تفاقم التوترات، وأثار ردود فعل حادة من مختلف أصحاب المصلحة. وإن مشاركة القوات الأمريكية والبريطانية تسلط الضوء على البعد الدولي للصراع، مع تداعيات محتملة على الاستراتيجيات الدبلوماسية والعسكرية العالمية في الشرق الأوسط.

الهجوم الحوثي

من جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة خلال الأشهر التسعة الماضية لن تردع الحوثيين، خاصة وأن قادة الحوثيين تعهدوا باستهداف تل أبيب ومواصلة الهجمات، وأكد أن هذه الضربات الإسرائيلية لا يمكن أن توقف أو تمنع جماعة الحوثي، وذلك لأسباب عديدة، أولها سياسية تتعلق بوحدة الساحات ومحور المقاومة ودعم غزة، وثانيها عسكرية حيث تبدو الأهداف الإسرائيلية وكأنها ضربات رمزية لأن الأهداف العسكرية الحوثية ليست ثابتة ويمكن استهدافها، بل هي متنقلة في ظل الطبيعة الجبلية اليمنية مما يجعلها صعبة الاستهداف.

وأضاف "سيد أحمد" في تصريحات لـ صدى البلد، الحوثيون بدأوا في تنفيذ العديد من العمليات النوعية لاستهداف الطرف الآخر، بما في ذلك السفن، مما يعكس محاولة الطرفين توظيف هذه الضربات لتحقيق أهداف سياسية تبدو وكأنها تدعم غزة.

الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية

وأوضح أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان توظيف تهديدات الحوثيين لتعزيز التواجد العسكري في منطقة البحر الأحمر، وذلك من الجانب الأمريكي والإسرائيلي على حد سواء، لما يمثله ذلك من تهديدات ومحاولة لتحييد الانقسامات الداخلية الشديدة، وكذلك الضغط على الجانب الأمريكي للحصول على المزيد من الأسلحة، خاصة بعد زيادة الضغوط من الإدارة الأمريكية على إسرائيل فيما يتعلق بالأسلحة مثل القنابل العنقودية.

وأكد أن هناك تنسيق محتمل أو ضربات من الجماعات المسلحة في العراق مثل حزب الله، وأيضاً الجماعات المسلحة الحليفة لإيران في سوريا. وقبل أيام تم استهداف ميناء إيلات الإسرائيلي وميناء حيفا بالتنسيق بين الميليشيات العراقية وجماعة الحوثي في اليمن، فيما يسمى بمحور المقاومة، خاصة أن إيران تقوم بالتنسيق بين هذه الجماعات.

وتابع: هناك أهداف سياسية من هذا التصعيد مثل سياسة القوة أو عرض العضلات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى. وربما نشهد في الأيام القادمة المزيد من الضربات والمزيد من التصعيد، ولكن هذا التصعيد محسوب بمعنى أنه لن يصل إلى حرب إقليمية بين إيران وإسرائيل.

واختتم أن الهدف من هذه الضربات هو تحقيق تشتيت عسكري بسبب الحروب حول إسرائيل من ناحية غزة وكذلك لبنان. هناك تطور نوعي في الاستهداف، خاصة في استهداف إسرائيل لقيادات من حزب الله، وسيكون هناك ردود ستعكس أن التصعيد مستمر، بما يؤكد الفرضية الأساسية أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة يمثل تهديداً ويهدد بمخاطر التصعيد الإقليمي.