-

20 دولة توجه صفعة للدولار.. مستقبل الأخضر يتحدد

(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

تجتمع مجموعة "بريكس" في قمتها السنوية الـ 15 بدولة جنوب إفريقيا بين 22 و24 أغسطس الجاري، وتلقيها أعضاءها الجدد في ظل سعى "بريكس" إلى زيادة العلاقات الاقتصادية بين أعضائها وغيرهم، حيث تم دعوة قادة 67 دولة، و20 ممثلا لمنظمات دولية، وحتى الآن أكدت 34 دولة مشاركتها.

البريكس

البريكس ومستقبل الدولار

وتحاول المنظمة وفقا لخبراء اقتصاد تقليل الاعتماد على الدولار وإنشاء نظام مالي عالمي جديد، يهدف إلى استبدال الدولار في المعاملات الدولية، سواء بين دولها أو حتى بينها وبين غيرها من الدول غير المنضمة.

فتعتبر "مجموعة البريكس" واحدة من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، وتتصارع الدول للانضمام لها لزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.

وأصبحت مجموعة بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل مع توالي السنوات، مما جعلها محط اهتمام عديد من الدول الأخرى، التي ما فتئت ترغب في الانضمام إلى التكتل.

من المرجح أن سعي الدول الخمس المكونة لتحالف "بريكس" إلى القضاء على هيمنة الدولار في التبادلات التجارية الدولية، سينعكس إيجابيًا على دول الشرق الأوسط، التي لديها تبادل تجاري ضخم مع روسيا والصين.

وتقود كل من روسيا والصين مبادرة لإزالة الدولرة داخل دول "بريكس"، وأيدت الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا تلك المبادرة، وظهر ذلك جليا عندما اتجهت كل من الصين والهند إلى تنشيط حركة التجارة الدولية مع روسيا باستخدام العملات المحلية الثلاث، ومن ثم سيعتمد نجاح أداء هذا التكتل على مدى قدرته على تقليل الاعتماد على الدولار في المبادلات الدولية.

وتسعى دول مجموعة بريكس إلى إطلاق عملة موحدة بينها تنهي بها هيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي، إذ أعلن ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يونيو 2022، مشددا على أن مجموعة بريكس تعمل على تطوير عملة احتياطية جديدة على أساس سلة العملات للدول الأعضاء.

هذا الأمر أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يناير2023، حينما قال إن مسألة إصدار عملة موحدة لدول مجموعة بريكس ستناقش في القمة المقرر عقدها في جنوب أفريقيا في 22 الي 24 أغسطس الجاري.

ومن جانبه، قال رئيس مجلس الدوما الروسي ألكسندر باباكوف، خلال حديثه على هامش منتدى الأعمال الهندي الروسي في نيودلهي مطلع أبريل 2023، إن "مجموعة دول بريكس تخطط لإصدار عملة موحدة للتداول فيما بينها لكسر هيمنة الدولار باعتباره الوسيط الرئيس للتجارة والتسويات الدولية".

بوتين

الأمم المتحدة تعلن مشاركتها

أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، عن مشاركة الأمم المتحدة في قمة البريكس في جنوب أفريقيا، وفقًا لوسائل إعلام روسية.

وقال حق ردا على سؤال صحفي: "نعم، ستكون الأمم المتحدة ممثلة في قمة بريكس التي ستعقد في جنوب إفريقيا. ونأمل أن نعلمكم بالتفاصيل، ربما في أوائل الأسبوع المقبل.

وفي سياق منفصل، ناقش الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره الجنوب إفريقي "سيريل رامافوزا" أبرز قضايا التعاون والاستعداد لقمة "البريكس" القادمة المقرر انعقادها في عاصمة جنوب إفريقيا، وفقًا لبيان الكرملين.

قالت ناليدي باندور، وزير خارجية جنوب أفريقيا، إن عدد الدول الذين تقدموا بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة البريكس الاقتصادية بلغ 20 دولة، وفقًا لوسائل إعلام روسية.

ويبدو أن قمة بريكس سوف تكشف عن جملة من الأهداف الاستراتيجية ذات الأولوية وهو إيجاد نظام اقتصادي متوازن وإزاحة الولايات المتحدة الأمريكية عن عرش الاقتصاد العالمي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إن الصين قوة اقتصادية وتقدم نموذجًا سياسيًا ناجحًا مختلفًا، من حيث قدرة بكين على تحقيق التنمية على الأرض في الاقتصاد والتأمين الصحي، استنادًا إلى آليات معينة تختلف عن آليات الغرب.

وأوضح كمال ـ في تصريحات له، أن الصين بدأت تنشئ مؤسسات دولية بالتعاون مع دول أخرى، لكي تكون بديلة عن المؤسسات الموجودة في النظام الليبرالي، حيث يقدم بنك التنمية المرتبط بالصين قروضًا، شبيهة بالقروض المقدمة من البنك الدولي.

المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة

طرح بديل للنظام الحالي

وتابع أن قمة البريكس التي ستنعقد يوم 22 أغسطس ستكون هامة جدًا في طرح بديل للنظام الحالي، من خلال طرح عملة بديلة للدولار المهيمن على الاقتصاد العالي، في ظل وجود معارضة، ورفض كبير لهيمنة الدولار على العالم.

ولفت إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين تحتوي على جانب تنافسي كبير، ولكن ما زالت تحتوي على جانب تعاوني غير محدود، مشيرًا إلى أنه لا توجد حرب باردة بين بكين ونيويورك على غرار الحرب التي حدث سابقًا بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.

مرتقب أن يحضر قمة أغسطس قادة الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وسيمثل روسيا وزير الخارجية سيرغي لافروف، بينما يشارك الرئيس فلاديمير بوتين عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" نتيجة إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقاله بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين لروسيا.

وتم رفض حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفقا لوزيرة خارجية جنوب إفريقيا، التي تحدثت عن إبداء 22 دولة على الأقل رغبتها في الانضمام إلى "بريكس"، منها الأرجنتين ومصر وإيران والجزائر وتونس وتركيا والمملكة العربية السعودية.

ومن جانب أخر، ثمن وزير الزراعة واستصلاح الاراضي السيد القصير، دور الصين في دعم انضمام مصر إلى مجموعة بريكس، التي تعتبر من أكبر التجمعات الاقتصادية الدولية، مؤكداً قوة ومتانة العلاقات المصرية الصينية، القائمة على الاحترام المتبادل، في ظل تطابق الرؤي بين الدولتين حول القضايا الدولية.

الجدير بالذكر، إن العقوبات الاقتصادية الصارمة على روسيا جعلتها تنحاز وتدعم تطبيق نظام عالمي متعدد الأقطاب والقضاء على هيمنة الدولار العالمية، فمنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية نأت دول مجموعة بريكس بنفسها عن الغرب حيث لم تشارك الهند أو البرازيل أو جنوب أفريقيا أو الصين في تطبيق العقوبات التي فرضتها الدول الغربية ضد روسيا.

ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل ارتفعت مستويات التجارة إلى معدلات غير مسبوقة بين روسيا ودول البريكس خاصة وعلى رأسها الهند والصين.

الدولار