ما هو الشذوذ
يُشير الشذوذ الجنسي (Sexual deviation) إلى البارافيليا (Paraphilia)، وهو مصطلح طبي يصف الرغبة الجنسية غير الطبيعية والسلوكيات والتصرفات غير الفطرية؛ ففي هذه الحالة يشعر الأشخاص بالرغبة الجنسية تجاه أشياء أو أغراض غير طبيعية أو منطقية.
وغالبًا ما يكون الشذوذ الجنسي مرضًيا؛ خاصةً أنّ هذه السلوكيات أو الرغبات الجنسية تلحق ضررًا بالشخص نفسه أو بمن حوله، كما تمنعه غالبًا من عيش حياته بصورة طبيعية.
إن السبب الدقيق وراء حدوث الشذوذ الجنسي غير واضحٍ بعد، ولكن يُعتقد أنّ للتعرض للاعتداء أثناء مرحلة الطفولة -سواء أكان جنسيًا أم نفسيًا أم جسديًا- دورًا كبيرًا في الإصابة به.
كما يُعتقد أنّ لتجربة بعض السلوكيات الجنسية غير الطبيعية دورًا في الإصابة بالشذوذ الجنسي، فعلى سبيل المثال فإن استخدام بعض الأدوات أثناء الممارسة الجنسية قد يجعل العقل يربط بين هذه الأدوات والشعور بالرغبة الجنسية، مما يُؤدي إلى الشذوذ الجنسي.
يُوجد أنواعٌ وأشكالٌ عديدة من الشذوذ الجنسي؛ خاصةً أن المصطلح يصف أي رغبة أو سلوكٍ جنسي غير طبيعي لا يتقبله العقل أو القانون وينفر منه المجتمع، ويُذكر من أبرز أشكال الشذوذ الجنسي الآتي:
- البيدوفيليا:
في هذه الحالة يشعر الشخص بالرغبة الجنسية تجاه الأطفال، خاصةً من هم دون عمر 13 سنة.
- التحرش:
يصف التحرش شعور الشخص بالرغبة الملحة للاعتداء على شخص آخر لا يعرفه (الضحية)؛ من خلال لمسه دون إذنه.
- المازوخية:
يشعر المازوخي بالسعادة والاستثارة الجنسية حين يتعرض للضرب، والتحقير، والإهانة والتعنيف من شريكه.
- السادية:
يضرب السادي شريكه ويُحقره ويهينه للشعور بالرغبة الجنسية.
- استراق النظر:
حيث يقوم الشخص في هذه الحالة باستراق النظر ومشاهدة الآخرين أثناء خلعهم ملابسهم أو استحمامهم دون معرفتهم بذلك.
يجب الحذر عند التعامل مع الشخص الشاذ جنسيًا؛ ففي العديد من الحالات قد يلحق هذا الشخص ضررًا كبيرًا بضحيته، خاصةً الأطفال؛ حيث قد يلجأ للضرب والتعنيف والتهديد للحصول على مراده، لذا يُنصح باتباع النصائح الآتية عند التعامل معه:
- يجب إبلاغ السلطات عن الشخص، خاصةً أنّ العديد من أشكال الشذوذ الجنسي غير قانونية وتلحق ضررًا بالشخص نفسه ومن حوله.
- طلب الرعاية الطبية للضحية في حال تعرضها للأذى.
- توعية الأطفال بعدم السماح للآخرين بلمسهم بطريقة خاطئة.
- تجنب ترك الأطفال مع الأشخاص الغرباء أو حتى بعض الأقارب غير الموثوقين.
ويجب تجنب التعاطف مع الشخص الذي يُعاني من الشذوذ الجنسي؛ ففي الكثير من الحالات قد يلجأ الشخص الذي يُعاني من الشذوذ الجنسي إلى التلاعب بضحاياه نفسيًا وعقليًا، كما قد يعدهم بالتغيير نحو الأفضل على الرغم من أنّ يُؤذيهم باستمرار.
يُمكن علاج العديد من حالات الشذوذ الجنسي؛ وذلك من خلال صرف بعض الأدوية لتقليل الرغبة الجنسية غير الطبيعية والسيطرة عليها، بالإضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي، والذي يهدف إلى تحديد هذه الرغبات والسلوكيات غير الطبيعية وآثارها السلبية على المصاب وضحاياه، وطرق التخلص منها.
يُمكن أن ينجم عن الشذوذ الجنسي العديد من العواقب؛ حيث قد يُعرض الشخص الذي يُعاني منه للضرر والأذى، كما قد يهمل الشخص الشاذ واجباته وعمله لإشباع رغباته الجنسية غير الطبيعية، بالإضافة إلى أنّه قد يلحق ضررًا نفسيًا وجسديًا شديدًا بضحيته؛ كأن يخنقها أو يعتدي عليها.
ونظرًا لطبيعة هذه الرغبات الشاذة المنفرة؛ عادةً ما يُلاقي المصاب رفضًا شديدًا من المجتمع، بالإضافة إلى أنّ للعديد منها عواقب قانونية كثيرة، مثل:
- المراقبة.
- السجن.
- الحبس في مستشفى الطب النفسي الشرعي.
- قيود السكن.
- تسجيل الشخص في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية وما يترتب على ذلك من تبعات قانونية.