ما هي أعراض الورم في
يتمثل ورم الرأس أو ورم الدماغ (Brain tumor) بنمو كتلة من الخلايا غير الطبيعية في الدماغ، ومع ازدياد حجم الورم قد يزداد الضغط داخل الجمجمة، سواءاً كان هذا الورم حميداً أو سرطانياً، وهذا ما قد يتسبّب بحدوث تلف في خلايا الدماغ، ويعرّض حياة المصاب للخطر.
وتجدر الإشارة إلى أنّه من الممكن تقسيم أورام الدماغ إلى نوعين رئيسيين، أمّا النوع الأول فهو الأورام الأولية (Primary tumors)؛ وهي الأورام التي بدأ نموها من الدماغ بحدّ ذاته، وقد تكون حميدة أو سرطانية، وأمّا النوع الثاني فهو الأورام الثانوية (Secondary tumors)؛ وهي الأورام التي بدأ نموها من جزء آخر في الجسم وانتشرت بعد ذلك ووصلت إلى الدماغ، ودائماً يكون هذا النوع من الأورام سرطانياً في طبيعته.
تتعدّد أعراض الإصابة بورم في الرأس، ولا يُشترط تواجدها مجتمعةً عند نفس المريض. ويعزي العلماء ظهور هذه الأعراض لسببين رئيسيّين؛ فالأعراض العامّة تنتج من زيادة الضّغط داخل الجمجمة بسبب الورم، أما الأعراض المُحدّدة فتحدث بإصابة جزء معيّن من الدّماغ وتختلف باختلاف المنطقة المُصابة منه. أمّا الأعراض الأكثر شيوعاَ لأورام الدماغ فهي ألم الرأس، وحدوث التشنّجات.
والجدير بالذّكر أن أورام الدماغ نادرة الحدوث عموماً، إلا أنّ هناك أسباباً أكثر شيوعاً لهذه الأعراض، ويُفضّل مراجعة الطبيب فوراً في حال تواجدت أعراض هذه الأورام أو بعضها. وكما ذُكر آنفاً، تُقسّم أعراض الإصابة بورم الرأس إلى ما يأتي:
- أعراض بسبب زيادة الضغط داخل الرأس: فكما هو معروف، الجمجمة عبارة عن منطقة مُغلقة، وبالتالي ظهور أيّ ورم فيها سيزيد حتماً من الضغط داخلها، أمّا الأعراض الناتجة عن ذلك فتكون كما يأتي:
- ألم الرأس: ومن النادر أن يُسبّب وجود ورم في الرأس ألم الرأس وحده، إذ يُصاحبه عادةً أعراض أخرى، وبما أنّه من أكثر الأعراض شيوعاً ويشعر به جميع النّاس تقريباً، فإنّه ينشأ غالباً من أمراض أخرى عدا ورم الدّماغ. وتشير إحدى الدراسات إلى أن واحد من أصل كل ثلاثة أشخاص شُخِّصوا بورم الدماغ اشتكوا بدايةً من ألم الرأس. ويكون الألم شديداً عادةً، ويستمرّ لفترة طويلة، ويتفاقم عند اتّخاذ وضعيّة ممكن أن تزيد من الضغط داخل الجمجمة، كالانحناء، أو الصّراخ، أو السّعال، أو العطس.
- الشعور بالخمول: فمع ازدياد حجم الورم وازدياد الضغط داخل الجمجمة يشعر المريض بالنّعاس بشكل أكبر، ويأتي هذا العَرَض في مرحلة مُتأخّرة من المرض، ومن الممكن أن تزداد حالة المريض سوءاً حتى يفقد الوعي.
- الشعور بالغثيان: ويأتي هذا الشعور في الصّباح عادةً، وقد تصاحبه الحازوقة.
- الإصابة بالتشنجات: وقد تأتي على شكل ارتجاج أو ارتعاش، ومن الممكن أن تشمل الأذرع أو الأرجل أو الجسم بأكمله، وقد يُصاحبها فقدان الوعي. وتعتبر نوبات التشنّجات من أكثر الأعراض شيوعاً. وقد يحتاج المريض لتناول أدوية الصّرع للتخلّص منها.
- ظهور اضطرابات في الرؤية: كضعف النّظر المستمرّ على الرغم من استخدام النّظارات، وكذلك عدم وضوح الرؤية، أو رؤية أجسام تطفو في الهواء، أو فقدان البصر المؤقت.
- الورم في الفصّ الجبهي للدّماغ: إذ يُسبّب فقدان حاسة الشم، أو مشاكل في السمع أو الرؤية، أو تغيّر في الشخصيّة، أو الشعور باللامبالاة، أو ضعف في عضلات الوجه أو في أجزاء أخرى من الجسم.
- الورم في الفصّ الصدغيّ: إذ ينتج عنه فقدان الذاكرة المؤقت، وصعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة عند الحديث، أو سماع أصوات غريبة في العقل.
- الورم في الفصّ الجداريّ: فقد يختبر المريض عندها صعوبات في القراءة أو الكتابة، أو عدم استيعاب الكلام الذي يسمعه، أو فقدان الإحساس بجزء من أجزاء الجسم.
- الورم في الفصّ القذاليّ: يُسبّب مشاكلاً في الرؤية أو فقدانها لجهة واحدة.
- الورم في المخيخ: يصاحبه شعور بالغثيان، والدوخة، وفقدان التوازن، وتشنّج عضلات الرّقبة، وظهور حركات لاإرادية في العين.
- الورم في جذع المخ: يُسبّب ازدواجية الرّؤية، وصعوبة في البلع والنطق.
- الورم في الغدة النخاميّة: ينتج عنه العقم، وفقدان الوزن، وارتفاع ضغط الدم، وازدياد حجم اليدين والقدمين.
يوجد العديد من العوامل التي من شأنها أن تزيد خطر الإصابة بأورام الدّماغ، ومنها:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأورام الدماغ.
- التقدّم في العمر.
- التعرّض لبعض أنواع الإشعاع والمواد الكيميائية.
يعتمد علاج أورام الدماغ على حجم الورم، ونوعه، وموقعه في الدماغ، وعلى الصحة العامة للمصاب، وبشكل عام يمكن أن يلجأ الطبيب لاعتماد واحدة أو أكثر من الطرق التالية لعلاج المصاب بورم الرأس:
- الجراحة: يُعتبر استئصال الورم جراحياً أكثر الطرق استخداماً في التخلص من الورم، ويعمد الجرّاح لإزالة الورم بالكامل إن أمكن ذلك أو إزالة أكبر قدر ممكن منه دون تعريض أنسجة الدماغ للتلف، وفي بعض الحالات قد يكون الورم موجوداً في موقع يجعل من استئصاله بشكل آمن أمراً صعباً، وفي هذه الحالة يكون الاستئصال الجراحي غير ممكن أو يسمح بإزالة جزء من الورم فحسب، فيلجأ الطبيب للخيارات العلاجية الأخرى.
- العلاج الإشعاعي: يُستخدم العلاج الإشعاعي في حان كان من غير الممكن إزالة الورم جراحياً، أو في حال بقاء جزء من الخلايا السرطانية بعد الجراحة.
- العلاج الكيماوي: يعتمد هذا النوع من العلاج على استخدام أدوية كيماوية لقتل الخلايا السرطانية.