يعيش سكان قطاع غزة أوضاعا إنسانية صعبة، في ظل انقطاع العديد من الخدمات كان آخرها الاتصالات والإنترنت.
قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية خدمة الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة قبل أن تبدأ في التوغل البري الموسع لقواتها على القطاع قائلة إنها تسعى لمواجهة حركة حماس.
ومع انقطاع خدمة الإنترنت عن غزة، أصبح السكان أمام خيارين، أولهما استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، وهو أمر مكلف للغاية، أما الثاني فقد يساعد فقط هؤلاء الذين يقطنون في مناطق قريبة جدا من الحدود المصرية، وهذا في حال كانوا يمتلكون خطوط هواتف من مشغلين مصريين، بوسع هؤلاء أن يلتقطوا إشارة من أبراج وشبكات المحمول التي تشغلها الشركات المصرية.
الإجابة فودافون
وفي هذا الصدد، صرح أيمن عصام رئيس قطاع العلاقات الخارجية والشؤون القانونية بشركة ڤودافون أن الشركة على أهبة الاستعداد لإرسال أبراج محمول لزيادة التغطية بقدر المسموح به في تراخيص الشركة، وڤودافون في انتظار الموافقات اللازمة للتحرك، وأن الأمر كان محل دراسة فنية منذ مساء أمس.
وأكد عصام أنه في حالة السماح للشركات بالتغطية فسيكون ذلك لمساحات لا تتجاوز 10 كيلو متر من موقع البرج وهو الحد الأقصى لوصول الإشارة فنيًا، وأن الخدمة تعتمد في المقام الأول على وجود أنظمة لدى المشغلين في قطاع غزة تسمح بتشغيل نظام التجوال لديهم حتى يتسنى لهم التقاط إشارة الشبكات المصرية.
وتعتزم ڤودافون مصر أن تقدم الخدمة مجانًا، وأنه تم التأكد من الجاهزية الفنية وفي انتظار إشارة الانطلاق.
وكانت مصادر محلية وشركات الاتصالات في غزة، ذكرت أنه حدث انقطاع كامل للألياف الضوئية المغذية للإنترنت في القطاع، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمّد قطع خطوط التواصل والإنترنت والتشويش عليها بالتزامن مع هجماته البرية الجديدة حتى يعزل قطاع غزة عن العالم.
وأصبح سكان قطاع غزة بمعزل عن العالم وعن بعضهم البعض؛ بسبب انقطاع تام في خدمات الاتصالات والإنترنت، وأصبح الاتصال بالأقارب أو سيارات الإسعاف أو الزملاء في أي مكان شبه مستحيل، في الوقت الذي وسّعت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها الجوي تزامنا مع هجوم بري.
وقالت منظمات إنسانية دولية إن قطع الخدمات الذي بدأ مساء الجمعة 27 أكتوبر، وهو ما زاد من تفاقم الوضع المتدهور بالفعل من خلال عرقلة عمليات إنقاذ الحياة ومنع المنظمات من الاتصال بطواقمها الموجودة على الأرض.
وكتب تلفزيون فلسطين في تغريدة على موقع إكس أن قطاع غزة يشهد الآن القصف الأعنف برا وبحرا وجوا منذ بداية الحرب.
ووفق خبراء التكنولوجيا، فإن سكان غزة يمكنهم التواصل مع العالم الخارجي في هذه الحالة عبر أجهزة محمول أو أجهزة ثابتة مزوّدة بتقنيات استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.غير أن الأمر ليس سهلا؛ باعتبار أن أسعار تلك الأجهزة مكلف جدا، ولا يمتلك مثل تلك الأجهزة في العادة إلا شركات كبرى أو أجهزة أمنية، فهل تحصل ڤودافون مصر على الموافقات اللازمة لتساهم، ولو بجزء قليل، في التخفيف من قسوة الأوضاع عن أهلنا في غزة.