انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صور وفيديو لأعمال سحر في جبل عرفات، وأظهرت الصور اكتشاف مجموعة من الناس أثناء تنظفهم جبل عرفات -بعد انتهاء الحج- وجود أعمال سحر، وطلاسم، وغيرها من الأعمال المحرمة شرعاً.
حقيقة السحر
وقال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي والخطيب بالأوقاف، إن جبل عرفات من الأماكن التي شرفها الله تعالي بكونها موقع تتمة أهم شعائر الإسلام وهي شعيرة الحج، حيث أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منادياً بأن ينادي في الناس ويقول: «الحج عرفة»، لذلك يقصد الحجيج هذا المكان الطاهر المبارك بقصد الخضوع لأمر الله ورسوله، فينشغلون بالدعاء والرجاء من الله تعالى.
وأضاف «الجمل» في تصريح لـ«صدى البلد»، أن السحر موجود لكنه ليس بهذه القوة التي يتخيلها بعض الناس، بل إن تأثيره أن وجد أصلاً قبل ذلك، فلقد انتهي ولم يعد له تأثير أصلاً وذلك، كرامة لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهذا ثابت بنص القرآن والسُنة النبوية.
السحر خدعة
وأوضح أن القرآن وصف في غير موضع أن السحر -أياً كان شكله وطريقة تنفيذه- قد يكون خدعة أو قد يكون عملاً ماهرًا ولكنه لا قيمة ولا تأثير له، فصحيح أن القرآن وصف سحر سحرة موسى بقوله: «وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ» إلى أنه قال قبل ذلك «سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ»، ورغم ذلك ففي النهاية نرى أن ثأثير هؤلاء السحرة قد فشل فشلاً ذريعاً أمام سيدنا موسى -عليه السلام-.
وواصل: «وأيضاً وصف القرآن تأثير السحر بالضعف والوهن في غير موضع كقوله تعالى: «وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى» وقوله تعالى: «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا» وغيرها من آيات كثيرة كلها تثبت أن تأثير السحر شديد الضعف خاصة بعد نزول المعوذتين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وانتهاء تأثير السحر على بني البشر بعد واقعة - لبيد بن الأعصم- والتي زعم فيها أنه حاول سحر رسول الله بسحر العقد فأنزل الله تعالى المعوذتين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتكون نهاية واضحة لقوة الجن على البشر والتي يزعم بعض المدلسين أنهم يسخرون الجن لخدمتهم وهذا ليس صحيحاً».
كيف تحصن نفسك ؟
ووجه رسالة قائلاً: «لذلك فإن الإنسان متى أخلص في عمله، وتوكل قبل ذلك على ربه واستعان به -جل وعلا بالذكر- والقرآن والعمل الصالح، كان ذلك له معينُا على كل خير ولن يضره شيء بإذن الله تعالى.