هل تتخيل أن شخصا ما قد يموت أو يفقد أحد أعضاء جسمه بسبب برغوث، هل سمعت عن مثل هذه الوقائع قبل ذلك؟!
حدث هذا بالفعل في ولاية تكساس الأمريكية عندما نجا شاب أمريكي من مضاعفات مرض خطير، بعد أن حولت لدغة نوع نادر من البراغيث حياته إلى مأساة مروعة، وتسببت في بتر ذراعيه وجزء من قدميه.
ونشرت صحيفة" الديلي ميلي" البريطانية مأساة هذا الشاب الأمريكي البالغ من العمر 35 عاماً الذي يدعي “مايكل كولهوف” عندما توجه إلى ولاية تكساس لرعاية أمه أثناء تعافيها من جراحة في القدم، لكنه تعرض للدغة من برغوث قلبت حياته رأساً على عقب.
وتم نقله إلى غرفة الطوارئ في سان أنطونيو بعد أن اشتكى من فقدان إحساسه في أصابع قدميه بسبب لدغة البرغوث، وعانى من أعراض مشابهة للإنفلونزا، وفقا حسب ما ذكرت عائلته.. وبعد فترة قصيرة ، أصيب هذا الشاب بصدمة إنتانية وتم نقله بسرعة إلى وحدة العناية المركزة.
وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي وغسيل الكلى، وتم اعطاءه المضادات الحيوية، والعديد من الأدوية الوريدية لإبقائه على قيد الحياة بعد أن بدأت أعضائه بالتدهور بسرعة.
وتعرضت حياة هذا الشاب الموت اكثر من مرة بعد أن عانى من تعفن الدم وفشل في الجهاز المناعي، وتم تشخيصه بمرض حمى التيفوس، مما اضطر الأطباء لقطع يديه وجزء من قدمه، من أجل تخفيف أعراض المرض الذي ينتقل للانسان من خلال البراغيث، وإصابته بالغرغرينا في الأطراف المقطوعة.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يحدث التيفوس الذي ينتقل عن طريق البراغيث في المناخات المدارية وشبه الاستوائية حول العالم، بما في ذلك مناطق الولايات المتحدة، أي جنوب كاليفورنيا وهاواي وتكساس.
وأكدت مصادر طبية أن حمى التيفوس إذا لم يتم علاجها، يمكن أن تسبب مضاعفات شديدة وتلفاً لبعض الأعضاء بما في ذلك الكبد والكلى والقلب.
ما هي حمى التيفوس
التيفوس هو مرض تسببه جرثومة تدعى الركتسيا. تنتقل الركتسيا عن طريق المفصليات مثل البراغيث، والقمل، والعث، والقراد. وعندما تلدغ إحدى المفصليات الحاملة للركتسيا الإنسان، تدخل الركتسيا إلى مكان اللدغة ومنها إلى مجرى الدم حيث تنمو وتتكاثر هناك.
تحدث جائحات التيفوس في المناطق الفقيرة، وفي أماكن الاكتظاظ السكاني، وفي حالات ضعف النظافة وضعف أنظمة الصرف الصحي. لذا تكثر الأوبئة في الحروب وفي التجمعات الفقيرة.
اعراض حمى التيفوس
تظهر أعراض التيفوس في غضون حوالي أسبوع إلى أسبوعين بعد الإصابة، وقد تشمل :
- ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والشعور بالضيق، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال.
⁃ بعد ظهور الأعراض الأولية بحوالي الأسبوع يبدأ ظهور الطفح الجلدي على الصدر والبطن، وعادة ما ينتشر الطفح ليغطي كامل الجسم عدا راحتي اليدين والقدمين.
⁃ قد يعاني بعض المرضى أيضًا من السعال، وآلام في البطن والمفاصل والألم.
⁃ في الحالات الأكثر شدة تظهر علامات مثل النزيف تحت الجلد، أو الهذيان، أو الذهول حيث يفقد المريض أي تواصل مع الواقع، كما يشكو المريض من آلام عضلية، أو حساسية للضوء، وينخفض ضغط الدم وقد تنتهي الحالة بالوفاه
كيف يمكن الوقاية من حمى التيفوس؟
⁃ لا ينتقل التيفوس من مريض لآخر مباشرة لكن يمكن أن تنتقل المفصليات الحاملة للتيفوس مثل القمل بالتماس بين المرضى وخاصة في ظروف الاكتظاظ السكاني، يعتبر تجنب الإصابة بالقمل والمفصليات الأخرى هو أهم عامل للوقاية.
⁃ علاج الحيوانات الأليفة للتخلص من البراغيث، والحد من تجمعات الجرذان والفئران والحيوانات الأخرى التي قد تحمل جرثوم التيفوس أو المفصليات الناقلة له، واستعمال المبيدات الحشرية.
⁃ ينصح بعلاج القمل بشكل فاعل باستخدام الأدوية الخاصة، والاستحمام، وغلي الملابس وأغطية السرير.
⁃ الحفاظ على عادات صحية جيدة بما يخص النظافة الشخصية.
