دخلت الحرب على غزة يومها الـ 68 مع استمرار القوات الإسرائيلية المحتلة في قصف مدن ومحافظات شمال وجنوب قطاع غزة وسط اشتباكات عنيفة ومخاوف دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
ممثل إسرائيل يرفع صورة السنوار
ويعيش قطاع غزة أوضاعا صعبة بعد انهيار الهدنة الإنسانية، حيث أدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الموسع في جنوب غزة إلى نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين وتفاقم الظروف الإنسانية المتردية في القطاع.
قالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 50 ألف شخص أصيبوا منذ إطلاق إسرائيل حملتها العسكرية على غزة إضافة إلى مقتل 18400 شخص جراء الهجوم.
رفع ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إردان، صورة رئيس حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار، كتب عليها رقم هاتف الأخير، وطالب الراغبين بوقف إطلاق النار في غزة بالاتصال به.
وقام إدران برفع الصورة خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تم خلالها تبني قرار يطالب بوقف إطلاق النار في القطاع.
وتظهر في اللوحة التي رفعها ممثل إسرائيل، صورة يحيى السنوار ورقم هاتفه، وكتب إردان باللغة الإنجليزية: "لوقف إطلاق النار اتصل على الرقم واطلب ذلك من يحيى السنوار".
وقال في كلمته أمام الجمعية: "اطلبوا من حماس أن تلقي سلاحها وأن تسلم نفسها وتعيد الأسرى. عندها ستحصلون على وقف حقيقي لإطلاق النار يستمر إلى الأبد".
وفي نهاية المناقشة، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 153 دولة مؤيدة، مقابل 10 دول معارضة، ضرورة التوصل إلى "وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة".
فعل المندوب دعاية وميديا مواجهه
وفي وقت سابق، نشر الجيش الإسرائيلي التدوينة على حسابه في منصة "إكس" زعم فيها أن يحيى السنوار تراسل عبر البريد الإلكتروني مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للاعتذار عن حضور اجتماع بمناسبة يوم حقوق الإنسان المصادف فيه 10 ديسمبر من كل عام.
ونشر الجيش صورة للرسالة "المزعومة"، معلقا عليها بالقول: "هذا ليس بريدا عشوائيا (مزورا أو غير حقيقي) يستحق سكان غزة حقوق الإنسان، وطالما ظلت حماس تحكمهم، فلن يسمحوا بحدوث ذلك إن تفكيك حماس يعني القضاء على عدو للإنسانية".
وأثارت التغريدة سخرية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علق أحدهم متهكما: "نعم أكيد، وكائن فضائي يشرب معي الشاي في هذه اللحظة"، وأضاف آخر: "من يأتي بهذه الأفكار الرائعة، أحتاج إلى رؤية وجه الفشل وراء فريق الدعاية".
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن ما قام به المندوب الإسرائيلي هو دعاية وميديا مواجهه في هذا التوقيت للضغط على حركة حماس لتسليم سلاحها وهذا أمر مستبعد وجرى من قبل في حرب لبنان حينما طلبوا من حزب الله نزع سلاحها وما الي ذلك.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الميديا الإسرائيلية والمسؤولين الإسرائيليين يسوقون إلى أمرين الأول خاص بوقف السلاح بمعنى موقف امدادات السلاح المباشرة في هذا الإطار وجزء منه مرتبط بالحرص الإسرائيلي على تصدير السردية والرواية الإسرائيلية في هذا السياق.
وأكد أن هذا الأمر يأخذ دعاية أكثر لأن الجمعية العامة هي الساحة الحقيقية للمواجهة مع الحكومة الإسرائيلية في هذا التوقيت، وفي كل الأحوال الموضوع يحتاج إلى مراجعة وموقف دولي حاسم بعد فشل مجلس الأمن في إصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار.
وأضاف أن هذا الأمر سيأخذ مزيدا من المواجهات التي تتم طوال الفترة الماضية وإضافة إلى طبيعة ما يجري فالجمعية العامة هي ساحة الوحيدة وسبق وأن مررت قرار المشروع العربي في الجمعية العامة في هذا الأمر دون ان ينتبه أحد، فهذا القرار تم إصداره بالأغلبية الكبيرة في هذا الإطار.
واختتم: في كل الأحوال نحن أمام موقف إسرائيلي متعنت بوقف إطلاق النار والدخول مجددا في هدنة إنسانية والضغط على حركة حماس، والمفترض أن يتحرك العالم للقيام بهذا لكن بطبيعة الحال النظام الدولي نظام دائر والجمعية العامة للأمم المتحدة هي الساحة المبرزة لما يمكن أن يتم.
الجمعية العامة تعتمد بالأغلبية
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، بالأغلبية لصالح القرار المقدم من مصر وموريتانيا والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وصوتت 153 دولة، بما في ذلك روسيا والصين، لصالح مشروع القرار، بينما صوتت 10 دول ضده، وامتنعت 25 دولة عن التصويت.
وفي وقت سابق، رفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعديلا أمريكيا يطالب بإدانة حركة "حماس" الفلسطينية.
كما رفضت الجمعية العامة تعديلا قدمته النمسا، ينص على أن الرهائن محتجزون لدى "حماس" وجماعات أخرى.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن استخدمت الولايات المتحدة يوم الجمعة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار إماراتي مماثل في مجلس الأمن الدولي.
وفي أكتوبر، اعتمدت الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة قرارا، بتأييد 121 صوتا مقابل 14 صوتا رافضا وامتناع 44 عن التصويت، يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية.
هذا وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم في مواجهة القصف العشوائي لقطاع غزة، موضحا أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "استبدال حكومته".
بيان مشترك لدعم وقف النار
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق، أن سلطة ومصداقية مجلس الأمن الدولي تقوضتا بسبب عدم القدرة على تبني قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكان طالبا رؤساء وزراء أستراليا وكندا ونيوزيلاند، "بوقف دائم لإطلاق النار" في غزة.
وجاء في بيان مشترك للقادة الثلاثة "نرغب في استمرار وقف إطلاق النار، وندعم الجهود الدولية لوقف دائم لإطلاق النار".
وأضاف البيان "لا يمكن أن يتم هذا من جانب واحد فحماس يجب أن تطلق سراح جميع المحتجزين، وتوقف استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية، وتلقي السلاح، فلا يمكن أن تشارك حماس في إدارة غزة في المستقبل".
وبعد تحذيرات شديدة من جمعيات الإغاثة في غزة، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب بوقف عاجل لإطلاق النار في القطاع، بأغلبية تخطت 75% من أعضائها.
وانتقد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ووصفه "بالقرار المنافق".