هل فكرت يوما أن وظيفتك أو مهمتك يمكن أن تؤثر علي صحتك وتكون سببا في إصابتك بأمراض خطيرة ؟ .. سواء كانت مهنتك تتطلب أعمالا بدنية أو اعمال ذهنية .. هذا ما أثبتته دراسة أمريكية حديثة عندما ربطت بين الوظائف التي تتطلب جهدا بدنيا وارتفاع خطر الإصابة بمرض الخرف او الزهايمر ، وتزداد احتمالات الإصابة بهذا المرض الخطير مع تقدم العمر، خاصة بعد سن 65 عاماً.
وتقدر نسبة حالات الخرف بحوالي 2% بين سن 65-69 عاماً، وتزيد إلى 5% بين 75-79 عاماً ، وتصل خطورة الإصابة بهذا المرض إلى 20% بين سن 85-89 عاماً، و50% بين من تتجاوز أعمارهم التسعين عاماً.
[
وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة Lancet Science ، أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب جهدًا بدنيًا أكبر يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
وجاء ذلك وفقًا لدراسة مفصلة في المجلة العلمية The Lancet بتجارب أجريت على 7000 مشارك تتراوح أعمارهم بين 33 و65 عامًا.
وكشفت الدراسة هذه المهن الأكثر عرضه للإصابة بالخرف وشملت هذه المهن: مندوبي المبيعات والعاملين في البيع بالتجزئة ومساعدي التمريض والمزارعين ومنتجي الماشية
وكان جميع هؤلاء لديهم وظائف مختلفة تتطلب منهم التسلق والرفع والتوازن والمشي والانحناء.
وقال فيجارد سكيربيك، أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد صاحب الدراسة بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك بوست" إن “العمل باستمرار في مهنة ذات مستوى وظيفي متوسط أو مرتفع يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالضعف الإدراكي” ، وكان مقدمو الرعاية والممرضات والمزارعون من بين المهن المرتبطة بمرض الزهايمر ، وتم تعريف الوظائف الصعبة على أنها تلك التي “تتطلب استخدامًا كبيرًا للذراعين والساقين وتحريك الجسم بالكامل، مثل التسلق، والرفع، والموازنة، والمشي، والانحناء، والتعامل مع المواد”.
وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يعملون في مجالات عمل تتطلب مجهودًا بدنيًا لديهم فرصة أكبر بنسبة 15.5% للإصابة بالخرف مقارنة بـ 9% فقط للأشخاص الذين يعانون من انخفاض الوظيفة المهنية.
ووفقًا للدراسة، فإن هذه الوظائف“تتميز غالبًا بالافتقار إلى الاستقلالية، والوقوف لفترات طويلة، والعمل الجاد، وساعات العمل الصارمة، والإجهاد، وزيادة خطر الإرهاق، وأحيانًا أيام عمل غير مريحة .. وكتب الباحثون أن هذا يمكن أن يعيق صحة الدماغ لدى كبار السن، لأن زيادة النشاط البدني في وقت لاحق من الحياة “مرتبط بضعف أداء الذاكرة”.
وأضافت الدراسة أن النشاط الترفيهي العالي يقلل من خطر الإصابة بالخرف , وأن الوظائف الأقل جهدًا بدنيًا تقلل من احتمالية حدوث كارثة صحية من خلال السماح بمزيد من فترات الراحة وبالتالي المزيد من وقت التعافي.