تشهد أسعار السجائر في مصر ارتفاعًا غير مسبوق، ويرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها شح المعروض من السجائر، وارتفاع أسعار صرف الدولار الأمريكي، وزيادة الضرائب المفروضة على السجائر.
واصلت أسعار السجائر، تسجيل معدلات ارتفاع قياسية خلال الأيام الأخيرة، خاصة في الأصناف الأجنبية، التي ارتفعت بقيم تتراوح بين 20 و40 جنيها في العلبة الواحدة، وسط شح واضح لدى المحال التجارية وسلاسل السوبر ماركت.
ولا تزال السجائر وخاصة الأجنبية منها تعاني عجزًا وسط أسعارها المرتفعة إلى حد بعيد، مقارنة بالأسعار الرسمية المعلنة من قبل شركات التصنيع، ووصلت أسعار (إل آند إم) إلى نحو 85 جنيهًا، مقارنة بـ65 جنيهًا قبل أسبوعين، في حين أن سعرها الرسمي لا يتجاوز 50 جنيها.
كما قفزت أسعار مارلبورو وميريت لتتراوح من 100 إلى 110 جنيهات للعلبة، مقابل 85 جنيهًا قبل أسبوعين، في حين لا تتجاوز أسعارهما الرسمية 69 و74 جنيهًا للعلبة.
ويعاني سوق التبغ في مصر من نقص المعروض منذ عدة أشهر، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها الحرب الروسية الأوكرانية، التي أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن والمواد الخام، كما تسببت الأزمة الاقتصادية العالمية في ارتفاع أسعار صرف الدولار الأمريكي، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف استيراد السجائر من الخارج.
مستويات قياسية جديدة
ومؤخرا، قفزت أسعار السجائر في السوق إلى مستويات قياسية جديدة، على خلفية استمرار شح المعروض، والإعلان عن زيادة تعريفة الضرائب، وتعديل الشرائح التي أعلنها مجلس النواب نهاية أكتوبر الماضي، وأعلنت شركات السجائر المصنعة للأصناف الأجنبية، عن زيادة أسعارها هي الأخرى بعد الشرقية للدخان، وأكد أصحاب الأكشاك والسوبر ماركت عدم وجود ساجئر منذ الإعلان الأخير عن زيادات الأسعار، ما جعل معاناة السوق مضاعفة.
وسبق أن أكد رئيس شعبة الدخان بغرفة الصناعات الغذائية، إبراهيم امبابي، أن الشركات لا تزال تضخ إنتاجها بشكل يومي، لكن التجار هم السبب الرئيسي في هذه الأزمة قائلًا: “حتى وإن كان الإنتاج ضعيف، فإن الإنتاج الضعيف يتعرض لتخزين من قبل التجار”، وقال إن حل الأزمة يكمن في قلب الهرم التسويقي، ليتم توزيع الشركة الشرقية للدخان المنتجات مباشرة على المحال التجارية وأكشاك السجائر، بدلا من الاعتماد على التجار والموزعين الذين يقومون بتعطيش السوق وضخ نصف الكميات التي يحصلون عليها. فيما رفض هاني أمان، العضو المنتدب لشركة الشرقية للدخان، الإفصاح عن حجم الإنتاج الفعلي للسجائر.
أما وزير قطاع الأعمال محمود عصمت، فأكد في تصريحات تلفزيونية ، أنه نتيجة نقص الإمدادات العالمية من التبغ، كنا نتتج 5 ملايين علبة سجائر يوميًا، هذه الكمية اقتربت حاليا من 10 ملايين علبة بما يتراوح بين 190 إلى 200 مليون سيجارة يوميا، وأكد أن السجائر حاليا متوفرة.
وكانت شركات السجائر العاملة في مصر، رفعت أسعار منتجاتها خلال الأسبوع الماضي، مع تعديل قانون ضريبة القيمة المضافة ما يسمح للشركات بزيادة الأسعار بعد رفع شريحة الضريبة، وتضمنت الشركات المعلنة لزيادة الأسعار، شركة الشرقية إيسترن كومباني المصنعة لسجائر كليوباترا، وشركة فيليب موريس مصر التي تنتج سجائر مارلبورو وإل إم وميريت.
وظهرت أزمة السجائر في مصر، نهاية أبريل الماضي، بنقص في المعروض في الأسواق بشكل لافت، وهو ما أرجعه مسؤولو شعبة الدخان باتحاد الصناعات، إلى تخزين التجار كميات ضخمة قبل الزيادة المرتقبة مع بدء العام المالي الجديد، ورغم إقرار هذه الزيادة إلا أن السوق لاتزال تشهد نقصًا حادًا في المعروض.