لدى الكثير منا عادات يومية تبدو غير ضارة ولكنها قد تؤدي في الواقع إلى مخاطر صحية خطيرة مع مرور الوقت، في كثير من الأحيان، تكون هذه العادات شائعة جدًا لدرجة أننا لا نفكر فيها مرتين، ومع ذلك، فقد سلطت دراسات مختلفة الضوء على المخاطر المحتملة لبعض السلوكيات الروتينية وارتباطها بالحالات الصحية الخطيرة.
فيما يلي 5 عادات شائعة بشكل مدهش يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة.
-الإفراط في استهلاك الملح
قد تبدو إضافة قليل من الملح إلى وجباتك بمثابة تساهل بسيط، ولكن يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على كليتنا، يرتبط تناول كميات كبيرة من الملح بزيادة ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى تلف الكلى بمرور الوقت، مما قد يؤدي إلى مرض الكلى المزمن (CKD). وفقا لمؤسسة الكلى الوطنية، فإن تقليل تناول الملح يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن.
وجدت دراسة نشرت في "المجلة الأمريكية لأمراض الكلى" أن الاستهلاك العالي للصوديوم يرتبط بشكل مباشر بالانخفاض المتسارع في وظائف الكلى، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض الكلى الموجودة مسبقًا، تؤكد دراسة أخرى في "زرع غسيل الكلى لأمراض الكلى" على أن التحكم في تناول الملح أمر بالغ الأهمية لصحة الكلى ويمكن أن يمنع تطور تلف الكلى.
- الجلوس لساعات طويلة
في العصر الرقمي، يقضي الكثير منا ساعات طويلة جالسًا، سواء على المكتب، أو في السيارة، أو على الأريكة، يعد نمط الحياة المستقر هذا عامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب، وفقا لجمعية القلب الأمريكية، يمكن أن تؤدي فترات عدم النشاط الطويلة إلى زيادة الوزن، وزيادة مستويات الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم - وكلها عوامل رئيسية تساهم في الإصابة بأمراض القلب.
كشفت دراسة شاملة نشرت في مجلة "حوليات الطب الباطني" أن الأفراد الذين يجلسون لفترات طويلة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بغض النظر عن مستوى نشاطهم البدني، ووجد الباحثون أنه حتى لو مارس الشخص التمارين الرياضية بانتظام، فإن ذلك لا يعوض تمامًا الآثار السلبية للجلوس معظم اليوم، ويوصون بأخذ فترات راحة قصيرة ومتكررة للتنقل وتقليل المخاطر المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة. ابدأ بأخذ فترات راحة قبل فوات الأوان.
-النوم الأقل وخطر الإصابة بالسكري والخرف
من الشائع التقليل من النوم للوفاء بالمواعيد النهائية للعمل أو الالتزامات الاجتماعية، يمكن أن يؤدي الحرمان المزمن من النوم إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، يلعب النوم دورًا مهمًا في تنظيم استقلاب الجلوكوز وحساسية الأنسولين. عندما لا نحصل على قسط كافٍ من النوم، تضعف قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
وجدت دراسة في "رعاية مرضى السكري" أن الأفراد الذين ينامون باستمرار أقل من ست ساعات في الليلة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، وتوضح الدراسة أن قلة النوم تعطل إيقاع الساعة البيولوجية، مما يؤثر على كيفية معالجة الجسم للجلوكوز وإنتاج الأنسولين، يعد ضمان نمط نوم منتظم وراحة كافية أمرًا ضروريًا للحفاظ على مستويات صحية للسكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
عدم كفاية النوم يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف، يلعب النوم دورًا حاسمًا في إزالة السموم العصبية مثل بيتا أميلويد من الدماغ، والتي ترتبط بمرض الزهايمر، الحرمان المزمن من النوم يعطل عملية التطهير هذه، مما يؤدي إلى تراكم لويحات الأميلويد التي تضعف الوظيفة الإدراكية.
-الإفراط في استخدام المسكنات
يلجأ العديد من الأشخاص إلى مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين للتخفيف السريع من الصداع أو الآلام والأوجاع البسيطة، في حين أن هذه الأدوية فعالة على المدى القصير، إلا أن استخدامها المتكرر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي، بما في ذلك قرحة المعدة، يمكن للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) أن تهيج بطانة المعدة وتقلل من إنتاج المخاط الواقي، مما يجعل المعدة أكثر عرضة للتقرحات والنزيف.
يسلط بحث من "المجلة الطبية البريطانية" الضوء على أن الأفراد الذين يستخدمون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بانتظام هم أكثر عرضة للإصابة بالقرحة الهضمية ونزيف الجهاز الهضمي. توصي الدراسة باستخدام هذه الأدوية باعتدال ودائمًا تحت إشراف أخصائي الرعاية الصحية لتقليل المخاطر المحتملة.
-إهمال صحة الفم
قد يبدو إهمال نظافة الفم غير مرتبط بأمراض خطيرة، ولكن سوء صحة الفم يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، يمكن للبكتيريا الناتجة عن التهاب اللثة وأمراض اللثة أن تدخل مجرى الدم وتساهم في تكوين الترسبات الشريانية، مما قد يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وجدت دراسة نشرت في "مجلة جمعية القلب الأمريكية" وجود علاقة كبيرة بين أمراض اللثة وأمراض القلب والأوعية الدموية. واكتشف الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من ضعف صحة الفم هم أكثر عرضة للمعاناة من أمراض القلب بسبب الالتهاب الجهازي الذي تسببه بكتيريا الفم. ويوصون بالحفاظ على ممارسات نظافة الفم الجيدة، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة بانتظام، والخيط، وفحوصات الأسنان، للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
المصدر: timesofindia.