تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي إجراءات تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بـ الجيش الثالث الميداني، حيث شهد الرئيس، استعراض أسلحة القوات البحرية المشاركة في حرب أكتوبر 1973.
الفرقة الرابعة المدرعة
وقال الرئيس السيسي، إن "مصر تستخدم القوة والقدرة التي تمتلكها بتعقل ورشد دون طغيان أو أوهام"، مشدداً على أن "ما نمتلكه هدفه الدفاع عن أنفسنا، وحماية البلد"، بينما جاء ذلك وسط تصاعد التوترات على الحدود المصرية جراء استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
ونبه السيسي إلى ضرورة الانتباه إلى "أوهام القوة التي قد تدفع إلى اتخاذ قرار أو إجراء مدفوع بغضب وحماسة زائدة عن اللزوم". وأضاف أن الدور الرئيسي للقوات المسلحة هو حماية الحدود وتأمين الأمن القومي، مشيراً إلى أن مصر "لم تتجاوز حدودها أبداً".
وانتقل السيسي إلى الحديث عن التطورات في قطاع غزة، قائلاً إن مصر "تقوم بدور إيجابي جداً في احتواء التصعيد الموجود، ومحاولة تهدئة الأمور، والوصول إلى إيقاف لهذا الصراع، وأيضاً لوقف إطلاق النار بشكل أو بآخر، وإيقاف نزيف الدم"، متابعا: "نسعى في الوقت نفسه جاهدين إلى التعاون مع الأشقاء والأصدقاء والشركاء لمساعدة المدنيين في قطاع غزة بالمساعدات التي هم في أشد الحاجة إليها".
وأشار الرئيس إلى أنه خلال "5 جولات من الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة على مدار العشرين سنة الماضية، كان دور مصر إيجابياً دائماً بهدف احتواء التصعيد وتخفيف آثاره"، متابعا: "في كل مرة نقول إن حل القضية الفلسطينية مهم جداً من خلال الدبلوماسية وحل الدولتين الذي يعطي الأمل للفلسطينيين، ويجعل لهم دولة على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس، ويراعي الأمن لكل من الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي".
السيسي يتفقد إجراءات "تفتيش حرب" الجيش الثالث
ولفت السيسي إلى أن تفقد إجراءات "تفتيش حرب" الجيش الثالث كان جزءاً من الاحتفال بذكرى مرور 50 سنة على انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، بهدف "تذكر الجهد والتضحية واستخلاص الدروس والعبر"، مخاطبا القوات المسلحة في ختام كلمته، قائلاً: "حافظوا على كفاءتكم دائماً وكونوا جاهزين، مصر بفضل الله وجيشها في أمن وأمان".
ووجه قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أركان حرب شريف جودة العرايشي كلمته إلى الرئيس السيسي قائلاً: "أؤكد أننا اليوم في أعلى درجات الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي، جاهزون لطي الأرض في نطاق مسؤوليتنا، أو في أي مكان آخر يتم تكليفنا بالانطلاق إليه، واضعين نصب أعيننا المصلحة العليا للبلاد محافظين على أمنها وأمانها واهبين أنفسنا وأرواحنا فداءً لترابها الغالي، لا ندخر جهداً في التدريب".
وقال اللواء العرايشي قائد الجيش الثالث الميداني، إن المنطقة تمر بمرحلة ضبابية تجعلنا أكثر حرصًا على تقوية أنفسنا بامتلاك أحدث منظومات القتال في العالم لنكون قادرين على مجابهة المخاطر والتحديات التي يمكن أن تؤثر على أمن مصر القومي.
وأوضح العرايشي- خلال كلمته أثناء تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني بالسويس بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، أنَّ يوم 6 أكتوبر يمثل لنا أهمية كبرى ونسعد بأن نلتقى اليوم في صرح من صروح القوات المسلحة الذي دون رجاله في سجلات الشرف أعظم الملاحم والبطولات خلال حرب أكتوبر المجيدة.
الجيش الثالث الميداني
وتابع العرايشي: "الناظر والمتأمل في دروس التاريخ وأحداثه يعلم أن القوى لا يستطيع أحد أن يهدد مصالحه أو يعتدي على مقدراته وقدرت مصر أن تعيش في منطقة شديدة الاضطراب".
ومن جانبه، استعرض اللواء أركان حرب أيمن عبد المجيد عابدين، قائد الفرقة الرابعة المدرعة، التوجيه التيبوغرافي وأوضاع القوات والقتال.
وأوضح أيمن عبد المجيد عابدين- خلال تفقد الرئيس السيسي إجراءات تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني، أن اصطفاف القوات، يبدأ من القوات البحرية والخاصة وقوات إنفاذ القانون والعناصر الطبية، مشددا على أنه تم تأمين منطقة اصطفاف الفرقة الرابعة المدرعة، ضد التعديات المختلفة، وذلك طبقا للتعليمات.
وأكد على أن الفرقة الرابعة المدرعة وعناصر الدعم جاهزون لتنفيذ أي مهمة وبروح معنوية مرتفعة.
و"تفتيش الحرب" هو لفظ عسكري يعني التأكد من جاهزية مجموعة عسكرية معينة لتنفيذ أي مهمة طارئة يتم تكليفها بها.
ويقع ضمن نطاق الجيش الثالث الميداني محافظتا السويس وجنوب سيناء، والجزء الأوسط من محافظة شمال سيناء، كما يتولى مسؤولية تأمين قناة السويس. ويبدأ نطاقه من منتصف طريق مصر – السويس عند الكيلو 61 وينتهي مع خط الحدود الدولي في مواجهة محمية "رأس محمد"، جنوب سيناء، بمسافة 400 كيلو متر.
وكان الرئيس السيسي شدد، السبت، خلال استضافة "قمة القاهرة للسلام" على أن "تصفية القضية الفلسطينية بدون حل عادل أمر لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبداً"، وكرر الجملة مرتين.
وجدد الرئيس تأكيد "الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء"، محذراً من أن ذلك في حالة حدوثه "يعد تصفية للقضية وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وإهداراً لكفاح الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار في العالم، على مدار 75 عاماً، هي عمر القضية الفلسطينية".
وحذر السيسي من أننا "أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة والسلم والأمن الدولي".
مستعدة لكل المستجدات
ولفت الرئيس السيسي إلى ضرورة "التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية"، مشدداً على أن مصر "ستظل على موقفها، الداعم للحق الفلسطيني المشروع في أرضه، ونضال الشعب الفلسطيني".
وأكد الخبير الإستراتيجى، اللواء حمدي لبيب، أن كلمة الاصطفاف تعني التدريب على الوقوف حتى نستطيع أن نؤدي بعض أنواع التدريب الميدانية، إما عن طريق مشروع تعبوي، أو عرض عسكري.
وأضاف لبيب، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا التدريب أو العرض يتم من خلاله التأكيد أن الجنود والأسلحة مناسبين تماما للمهمة التي سوف يقومون بها، وفي نفس الوقت يتم الاطمئنان من خلال هذا العرض على الكفاءة العسكرية والقتالية.
وأشار لبيب، إلى أن يجب على كل جندي أن يتم التدريب على سلاحه جيد جدا، وهل لديه كفاءة بدنية أو لياقة بدنية لكي يحمل هذا السلاح أم لا، فهذا هو هدف الإصطفاف العسكري الذي شهده الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، خلال اصطفاف عسكري الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني.
وكان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، اللواء حمدي لبيب، قال إن مصر مستعدة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لأبعد مدى ممكن، ومصر تتواصل مع كل الأطراف من أجل الحل، ولا تتدخر جهدًا في هذا الإطار، ومواجهة كافة الآثار سواء السلبية أو الإيجابية.
وأضاف رشوان، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء، أن دولة كبيرة بحجم مصر لديها من الخبرات ما يمكنها من قياس الاحتمالات المختلفة للآثار السلبية والإيجابية ووضع سيناريوهات للتعامل معها، وهو أمر ليس بجديد على الدولة المصرية.
وتابع رشوان، أن صانع القرار المصري لا يستبعد أي نوع من الآثار والسيناريوهات، وكل السيناريوهات موجودة، ومصر تعد لها العدة، معقبا "لن أضيف كثيرًا لما قاله مجلس الأمن القومي في قراراته الستة، والتي تحوي كل ألوان الطيف لكل من يريد أن يتصور أن يتخيل أو يحتمل آثر موجود".
وأكمل، أن الحشود العسكرية في المنطقة الغربية أمر مقلق للجميع، ومصر جزء من الجميع، وهذا الحشد يؤدي إلى التصعيد، إذ أن أمريكا مع بريطانيا ترى أن الحشد هو ردع لأي قوى أخرى أن تشترك في الحرب، وهذا أحد الآثار المحتملة للحشد، ولكن يوجد آثار أخرى، وهي أن تحفز القوة الإقليمية على الاشتباك.
وواصل، أن مصر موقفها مع المجتمع الدولي العاقل، وهذه المنطقة ليست أكثر من قلب العالم، وأهمية إسرائيل للعالم الغربي الجميع لاحظها، ونشوب حرب إقليمية في هذه المنطقة قد تكون مقدمة أخطر بكثير مما شهده العالم عام 1945 "الحرب العالمية الثانية"، في ضوء التطور المذهل في كل أنواع التسليح وطرق التسليح وتحرك القوات وجهودها، وهذا أمر مقلق للجميع.