لاشك أن يوم القر 2024 بدأ ، وقد هل علينا مع أذان فجر اليوم الإثنين ، وهو الأمر الذي ينبغي الانتباه إليه والحرص على اغتنام كل لحظة من لحظاته، حيث إن يوم القر ثاني أعظم الأيام عند الله سبحانه وتعالى، ومن ثم فإن خبر يوم القر 2024 بدأ يفتح لنا بوابة جديدة للأمل والرجاء ، فإذا كان قد فاتك يوم عرفة أو حتى يوم النحر أمس وأول أمس ، فإن يوم القر 2024 بدأ ليتيح لك فرصة لا يمكنك تضييعها بأي حال من الأحوال، بل عليك اغتنام نفحات وبركات يوم القر والتي قد تخفى عن الكثيرين.
يوم القر 2024 بدأ
لعل يوم القر بدأ منذ فجر اليوم الإثنين الموافق الحادي عشر من شهر ذي الحجة الهجري 1445هـ، والسابع عشر من يونيه 2024 ، وهو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، ويعد يوم القر ثاني أعظم الأيام عند الله سبحانه وتعالى بعد يوم النحر - يوم العشر من ذي الحجة وأول أيام عيد الأضحى- بحسب ما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر».
حديث عن يوم القر
قالت دار الإفتاء المصرية ، عن صحة حديث «أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر»، إنّ يوم النحر له فضل كبير ويطلق عليه «يوم الحج الأكبر»، فقال الله تعالى: «وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ» الآية 3 من سورة التوبة.
واستشهدت «الإفتاء»، بما جاء في «حاشية الجمل على شرح المنهج» (2/ 470، ط. دار الفكر): «وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي يَوْمِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ هُوَ أَيْ يَوْمُ النَّحْرِ؛ لِأَنَّ مُعْظَمَ أَعْمَالِ النُّسُكِ يَقَعُ فِيهِ» اهـ.
وأوضحت أنه قال «المنذري» في «الترغيب والترهيب»، عن جابر رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل أيام الدنيا العشر قيل: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب».
وأشارت إلى ما جاء في صحيح ابن حبان وغيره مرفوعا: أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم الوقفة، مؤكدة أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر»، هذا لأنّ يوم النحر هو يوم الحج الأكبر، وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد، وثبت أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يوم النحر هو يوم الحج الأكبر»، لأنه هناك أعمال تُؤدى في هذا اليوم فقط، مثل الوقوف بالمزدلفة، ورمي الجمرة العقبة بمفردها، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة.
ما هو يوم القر
يعد يوم القَرّ: هو اليوم الأوّل من أيّام التشريق؛ أي اليوم الحادي عشر من شهر ذي الحِجّة، ويأتي عَقب يوم النَّحر، وقد ثبت فَضْله بما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أعظمَ الأيامِ عندَ اللهِ -تباركَ وتعالى- يومُ النحرِ ثمَّ يومُ القَّرِّ).
وسُمِّي يوم القر بذلك؛ لأنّ الحُجّاج يقرّون ويستقرّون فيه بمِنى بعد يوم النَّحر، فيستريحون من الأعمال التي أدَّوها من طواف الإفاضة، والنَّحر، والرَّمي، ولا بد لجميع الحجاج أن يمكثوا في منى، ولا يجوز لأحد أن ينفر من منى وينهي المناسك بذلك.
يوم القر والدعاء
ونبه الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن يوم القَرّ هو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، ويعتبر من أفضل الأيام عند الله تعالى، يُطلق عليه أول أيام التشريق الثلاثة، ويوافق الحادي عشر من شهر ذي الحجة، وورد عن النبي- صلى الله عليه وسلم- في حديث رواه عبد الله بن قُرط: «إِنَّ أَعْظَمَ اْلأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» [سنن أبي داود].
فضل يوم القر
وأفاد بأن فضل يوم القر يعود إلى أنه أحد الأيام التي يستجاب فيها الدعاء، لما ورد عن أبي موسى الأشعري في خطبته يوم النحر، حيث قال: «هذا يوم الحج الأكبر، وهذه الأيام المعلومات التسعة التي ذكر الله في القرآن، لا يرد فيهن الدعاء، هذا يوم الحج الأكبر، وما بعده من الثلاثة اللائي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء؛ فارفعوا رغبتكم إلى الله عز وجل».
أعمال يوم القر
ورد أن هناك بعض الأعمال التي يفعلها الحجاج في يوم القر، فيما يأتي بيانها: المَبيت بمِنى تعددت أقوال العلماء في حُكم المَبيت بمِنى ليالي التشريق، وهي على النحو التالي:
قال الحنفيّة: إنّ المَبيت بمِنى أيّام التشريق سُنّةً، ويُفضَّل المَبيت للرَّمْي، ولا يترتّب شيءٌ على الحاجّ بعدم المَبيت، إلّا أنّه يكون مُسيئاً؛ لأنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رخّص للعبّاس بالمَبيت في مكّة للسقاية.
وقال جمهور العلماء من الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة: بوجوب المَبيت بمِنى ليالي التشريق، وتَجب الفِدية على تَرْكه عند الشافعيّة، والمالكيّة، والمبيت المُجزئ عند الجمهور هو مُكْثُ أكثر الليل.
ويكون المَبيت في مِنى ليالي التشريق الثلاث للمُتأخِّرين، وليلتيَن للمُتعجِّلين؛ ودليل مشروعيّة المَبيت بمِنى من القرآن الكريم قَوْله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
رَمْي الجمار يُؤدّي الحاجّ عدّة أعمالٍ يوم القَرّ، ومنها رَمْي الجمار، وهو فِعلٌ واجبٌ على الحاجّ؛ إذ يرمي الجمرات الثلاث؛ الصُّغرى، ثمّ الوُسطى، ثمّ العقبة الكُبرى؛ كلّ جمرةٍ بسبع حَصَياتٍ مُتتابعاتٍ.
ويسن له عند رمي الجمرات التكبير عند رَمْي كلّ حصاةٍ، واستقبال القبلة، وإطالة القيام، والتوجُّه إلى الله بالدعاء، والذِّكر، وذلك بعد رَمْي الجمرة الصُّغرى والوُسطى، أمّا الثالثة فيرميها ولا يقف عندها.