-

وزير الأوقاف: الإسراء والمعراج أعظم رحلة تكريم

وزير الأوقاف: الإسراء والمعراج أعظم رحلة تكريم
(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه لا شك أن رحلة الإسراء والمعراج هي أعظم رحلة في تاريخ البشرية، وباسمها سميت سورة الإسراء، حيث يقول رب العزة (عز وجل) في مفتتحها: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".

وتابع، وزير الأوقاف في منشور: وقد تعلمنا من الإسراء والمعراج أن مع العسر يسرًا وبعد الشدة فرجا، ولا يغلب عسر يسرين، فحين تداعى أهل الأرض على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولقي من قومه وأهل الطائف ما لقي فتحت له السماوات العلا أبوابها في أعظم رحلة تكريم في تاريخ الإنسانية، حيث يقول الحق سبحانه: "وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى" (النجم: 1-10).

وأكد أنه لا شك أن رحلة الإسراء والمعراج جاءت تكريمًا لخاتم الأنبياء والمرسلين، وتسرية عنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن أصابه من أذى قومه وغيرهم ما أصابه، ذلك أنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن لقي من مشركي مكة في سبيل إبلاغ دعوة الله (عز وجل) ورسالته ما لقي من الأذى، خرج إلى الطائف لعله يجد عند أهلها النخوة أو النصرة، فكانوا أشد أذى وقسوة عليه (صلى الله عليه وسلم) من بني قومه، ذلك أنهم سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفين، وتوجه (صلى الله عليه وسلم) إلى ربه (عز وجل) بدعائه الذي سجله التاريخ في سطور من نور: "اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك".

وأشار إلى أن هذا الدعاء الذي يحمل كل معاني العبودية والانكسار لله وحده لا لأحد سواه، ذلك أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كانت حركاته وسكناته خالصة لله (عز وجل) حيث يقول الحق سبحانه وتعالى مخاطبًا إياه: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام: 162)، فمقام العبودية لله (عز وجل) هو الذي سما بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أعلى الدرجات ونيل المكرمات.

وذكر وزير الأوقاف، أن هذا المقام يعلو بأمرين: الذكر واليقين في الله, حيث يقول سبحانه وتعالى: "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28)، ويقول سبحانه في شأن التمكين لأهل الصبر واليقين في الله (عز وجل): "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ" (السجدة:24).

وتابع: ولقد أسرى رب العزة عز وجل بنبينا (صلى اللّه عليه وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليربط بين المسجدين المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد الأقصى بالقدس الشريف برباط وثيق، ليظل هذا الرباط الوثيق حاضرا في وجدان أمة الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن الأقصى كان المعراج بنبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلا، حيث رأى (صلى الله عليه وسلم) ما رأى من آيات ربه الكبرى.

وأوضح، أنه لابد أن نتعلم من هذه الرحلة المباركة ألا نجزع عند الشدائد, إنما نتقي ونصبر ونتذلل ونتضرع لله (عز وجل) مع أخذنا بكل أسباب العلم والعمل، وإعلاء قيمة التوكل ونبذ كل ألوان التواكل.

كما أن علينا أن ندرك ونتيقن أن الأمر كله لله، وأَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، ويقول سبحانه وتعالى: "مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (فاطر: 2)، ويقول الحق سبحانه: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْهُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ" (الزمر: 38).