-

تشغيل السيدات القرآن في المطبخ دون الاستماع

تشغيل السيدات القرآن في المطبخ دون الاستماع
(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

ما حكم تشغيل السيدات إذاعة القرآن في المطبخ دون الاستماع إليه؟ سؤال يشغل ذهن كثير من السيدات اللائي يقمن بأداء واجباتهن المنزلية داخل المطبخ لساعات طويلة ويرغبن في الاستئناس بسماع القرآن الكريم لكن قد يجدن صعوبة في الإنصات والتدبر الوارد في قوله تعالى:"وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"، فهل عليهن إثم؟

تشغيل السيدات إذاعة القرآن في المطبخ دون الاستماع إليه

جاء في تفسير السعدي لقوله تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)»: هذا الأمر عام في كل من سمع كتاب اللّه يتلى، فإنه مأمور بالاستماع له والإنصات، والفرق بين الاستماع والإنصات، أن الإنصات في الظاهر بترك التحدث أو الاشتغال بما يشغل عن استماعه. وأما الاستماع له، فهو أن يلقي سمعه، ويحضر قلبه ويتدبر ما يستمع، فإن من لازم على هذين الأمرين حين يتلى كتاب اللّه، فإنه ينال خيرا كثيرا وعلما غزيرا، وإيمانا مستمرا متجددا، وهدى متزايدا، وبصيرة في دينه، ولهذا رتب اللّه حصول الرحمة عليهما، فدل ذلك على أن من تُلِيَ عليه الكتاب، فلم يستمع له وينصت، أنه محروم الحظ من الرحمة، قد فاته خير كثير. ومن أوكد ما يؤمر به مستمع القرآن، أن يستمع له وينصت في الصلاة الجهرية إذا قرأ إمامه، فإنه مأمور بالإنصات، حتى إن أكثر العلماء يقولون: إن اشتغاله بالإنصات، أولى من قراءته الفاتحة، وغيرها.

ويقول الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للإنسان بصفة عامة تشغيل إذاعة القرآن الكريم أو أي من وسائل سماع القرآن في المنزل كنوع من التبرك بالقرآن حتى وإذا كان الشخص غير منصت له، ويكون فيه تحصين للمنزل بتشغيل سورة البقرة التي تطرد الشياطين من البيت.

حكم تشغيل القرآن دون الإنصات إليه

فيما أكد الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يجوز للإنسان بصفة عامة تشغيل إذاعة القرآن الكريم أو أي من وسائل سماع القرآن أثناء القراءة أو النوم أو عمله كنوع من التبرك بالقرآن حتى وإذا كان الشخص غير منصت له.

وأضاف الوردانى، في إجابته عن سؤال «أترك الموبايل "شغال" على سورة البقرة اثناء نومى فهل آخذ أجرا بذلك؟»، أنه لو ترك الإنسان القرآن يتلو ونام فلا حرج في ذلك، إلا أنَّه ينبغي على المسلم الحرص على الإنصات عند تلاوة القرآن وعدم الانصراف عنه إلا لشغل أو حاجة؛ فهذا من تعظيم القرآن وتوقيره واحترامه.

وأشار إلى أن ما يتعلق بترك إذاعة القرآن الكريم تعمل وأنت في البيت أو خارجه، مستيقظًا أو نائمًا، فلا بأس بذلك على ألا يكون حول القرآن الكريم المتلو ما يشوّش عليه، أو يكون حولَه صَخَبٌ ولغَطٌ وخوضٌ في الكلام، أو يكون في مكانٍ غير لائق، فالأولى إغلاق الإذاعة في مثل هذه الحال ؛ فهذا من تعظيم القرآن وتوقيره المأمور به والمندوب إليه.

بدوره شدد الشيخ أحمد الصباغ، الداعية الإسلامي، ردا على سؤال من سيدة تقول: ما حكم تشغيل القرآن في البيوت 24 ساعة دون الاستماع إليه؟: هذا سؤال عامل قلق مع الناس فيوجد بعض الناس يكونون بندوة أو بداخل سيارة والقرآن شغال ويوجد البعض يقول اقفل القرآن عشان حرام لأن محدش سامعه فهل هذا جائز؟، فأجاب على نفسه وقال: هذا خطأ، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى- في سورة الأعراف "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".

وأضاف الصباغ، في لقائه، ببرنامج "اسأل مع دعاء" المذاع عبر فضائية "النهار" بأن جمهور أهل العلم قالوا إن مقصود قوله تعالى "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا" هو قراءة القرآن داخل الصلاة وأنت مأموم، إنما خارج الصلاة فلو استمعت وأنصت فهذا خير وإن لم تستمع ولا تنصت فلا حرج عليك.

وضرب الداعية مثلًا على سيدة تكون بداخل مطبخ والنار أمامها وهي مشغله القرآن لو قلت لها أنصتي للقرآن هتتحرق، ومثلًا آخر على شخص سائق سيارة والقرآن شغال ولكن التركيز يكون في السواقة فيجوز تشغيل القرآن في ذلك الأمر.

وقال الصباغ: أنا شخصيًا سايب القرآن في منزلي شغال 24 ساعة حتى ولو لم أكن موجودا في المنزل، لأنه إن لم تسمع أنت أيها العبد فهناك جنود آخرون يسمعون من الملائكة والجن، مشددًا أن تشغيل القرآن داخل المنزل 24 ساعة لا حرج فيه سواء كان الإنسان موجودًا او غير موجود لأن تشغيله بركة.