-

لو مش قادر تصلي بسبب البرد.. 3 أعمال تعدل قيام

لو مش قادر تصلي بسبب البرد.. 3 أعمال تعدل قيام
(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

يرغب البعض في قيام الليل، لكنه لا يقدر على أداء صلاة قيام الليل لظروف صحية، أو لشدة البرد، ويتساءل هل قيام الليل ينحصر في أداء صلاة القيام، وفي التقرير التالي نجيبه.

3 أعمال تعدل قيام الليل

قيام الليل هو كنز عظيم لمن أدركه؛ فتتحصل فيه الطُّمأنينة والرضا، ويحصل العبد من صلاة قيام الليل على الأجر الوفير والخير الكثير حيث تشهدها الملائكة وتكتبها السَّفرة الكِرام البررة، إلا أنه مع العجز عن أدائها هناك أمور تعدل ذلك.

ويقول الشيخ محمد عبدالعظيم الأزهري، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، إن قيام الليل ليس صلاة فقط، بل إن هناك أعمال تعدل ثواب قيام الليل ومنها: «الاستغفار، الذكر، الدعاء، وقراءة القرآن الكريم»، مشددًا: «باب القيام واسع جدا وكل عبادة تعملها من بعد العشاء لحد الفجر مع النية إنك كده بتقيم الليل فـ هتاخد ثواب القيام إن شاء الله».

كما كشف الدكتور رمضان عبدالرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، عن ثلاثة أعمال تدرك بها ثواب قيام الليل.

وقال عبدالرازق من خلال فيديو على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن المسلم ليدرك بحسن خلقه ثواب قيام الليل، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمِنَ لَيُدركُ بحُسنِ خُلقِه دَرجةَ الصَّائمِ القائمِ".

وأضاف: كذلك من الأعمال التي تعدل قيام الليل؛ أن تنفع الناس، ومنها: الساعي على الأرملة، فعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - وأحسِبُه قال: - كَالقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لاَ يُفْطِرُ) متّفقٌ عليه، كذلك الالتزام بآداب يوم الجمعة من تعطر وتزين وقراءة القرآن الكريم.

10 أعمال تعدل أجر قيام الليل

فيما يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، الداعية الإسلامي، إن من رحمة الله عز وجل بعباده، أن وهبهم سبحانه أعمالا يسيرة يعدل ثوابها قيام الليل، فمن فاته قيام الليل أو عجز عنه فلا يُفوت عليه هذه الأعمال لتثقيل ميزانه، وهذه ليست دعوة للتقاعس عن قيام الليل منها:

1 - أداء صلاة العشاء والفجر في جماعة:

جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: قال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:ِ( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ ) رواه أبو داود.

لذلك ينبغي الحرص على أداء الفرائض في المساجد جماعة، وألا نفوتها البتة لِعظم أجرها، خصوصا العشاء والفجر.

2 - أداء أربع ركعات قبل صلاة الظهر:

- عن أبي صالح رحمه الله تعالى مرفوعا مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ يَعْدِلْنَ بِصَلاَةِ السَّحَرِ ) صحيح الجامع.

- ومن مزايا هذه الركعات الأربع أنها تُفتح لها أبواب السماء، لما رواه أبو أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء) السلسلة الصحيحة.

- ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص كل الحرص على أداء هذه الركعات، وإذا فاتته لأي ظرف طارئ قضاها بعد الفريضة ولا يتركها.

3 - أداء صلاة التراويح كلها مع الإمام:

جاء عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغفاري رضي الله عنه قَالَ: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا النبي صلى الله عليه وسلم، حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا، حتى ذهب نحو من ثلث الليل، ثم كانت سادسة، فلم يقم بنا ! فلما كانت الخامسة، قام بنا، حتى ذهب نحو من شطر الليل، قلنا: يا رسول الله ! لو نفلتنا قيام هذه الليلة، قال:( إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة...) أخرجه النسائي وأبي داود.

4 - قراءة مئة آية في الليل:

جاء عَنْ تَمِيمٍ الداريّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:( مَنْ قَرَأَ بِمِئَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ ) رواه الترمذي.

كما أن قراءة مئة آية أمر سهل لن يقتطع من وقتك أكثر من عشر دقائق، ويمكن أن تدرك هذا الفضل إن كان وقتك ضيقا بقراءة أول أربع صفحات من سورة الصافات مثلا، أو قراءة سورة القلم والحاقة وإذا فاتك قراءتها بالليل فاقضها ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، ولا تكسل عنها، تدرك ثوابها بإذن الله تعالى لما رواه عمر بْنُ الْخَطَّابِ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:( مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنْ اللَّيْلِ ) صحيح الجامع.

5 - قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في الليل:

- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:( مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ ) رواه البخاري.

- قال النووي رحمه الله تعالى: قِيل: مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مِنْ قِيَام اللَّيْل، وَقِيلَ: مِنْ الشَّيْطَان, وَقِيلَ: مِنْ الآفَات, وَيَحْتَمِل مِنْ الْجَمِيع.

- إن قراءة هاتين الآيتين أمر سهل جدا ومعظم الناس يحفظونهما ولله الحمد، فحري بالمسلم المحافظة على قراءتها كل ليلة، ولا ينبغي الاقتصار على ذلك لسهولته وترك بقية الأعمال الأخرى التي ثوابها كقيام الليل ؛ لأن المؤمن هدفه جمع أكبر قدر ممكن من الحسنات، كما أنه لا يدري أي العمل سيُقبل منه.

6 - حسن الخلق:

- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ ) صححه الألباني.

- قال أبو الطيب محمد شمس الدين آبادي رحمه الله تعالى: وَإِنَّمَا أُعْطِيَ صَاحِب الْخُلُق الْحَسَن هَذَا الْفَضْل الْعَظِيم ؛ لِأَنَّ الصَّائِم وَالْمُصَلِّي فِي اللَّيْل يُجَاهِدَانِ أَنْفُسهمَا وحسن الخلق يكون بتحسين المعاملة مع الناس وكف الأذى عنهم.

7 - السعي في خدمة الأرملة والمسكين:

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:( السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ ؛ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ ) رواه البخاري.

- ويمكن أن تكسب هذا الثواب الجزيل، لوسعيت في خدمة أرملة، وهي التي مات عنها زوجها، فتقضي حوائجها، وهذا ليس بالأمر العسير، لأنك لو فتشت في أهل قرابتك ستجد البعض ممن مات عنها زوجها من عمة أو خالة أو جدة، فبخدمتها وشراء حاجياتها تكسب ثواب الجهاد أو قيام الليل.

8 - المحافظة على بعض آداب الجمعة:

- عن أوْس بْن أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:( مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ ؛ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا ) صحيح الجامع.

- فخطوة واحدة إلى الجمعة ممن أدى هذه الآداب لا يعدل ثوابها قيام ليلة أو أسبوع أو شهر، وإنما يعدل سنة كاملة، فتأمل في عظم هذا الثواب.

9- أن تنوي قيام الليل قبل النوم:

- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:( مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه النسائي وابن ماجه.

- أرأيت أهمية النية وأنها تجري مجرى العمل ؟ لذلك ندرك خطورة من ينام وهو لا ينوي أداء صلاة الفجر في وقتها، وإنما تراه يضبط المنبه على وقت العمل أو المدرسة، فهذا إنسان مُصرٌّ على ارتكاب كبيرة من الكبائر، فلو مات عليها ساءت خاتمته عياذاً بالله.

10 - أن تُعلِّم غيرك الأعمال التي ثوابها كقيام الليل:

- فإن تعليمك الناس للأعمال التي ثوابها كقيام الليل وسيلة أخرى تنال بها ثواب قيام الليل، فالدال على الخير كفاعله، فكن داعية خير وانشر هذه المعلومات تكسب ثوابا بعدد من تعلم منك وعَمِلَ به، يقول تعالى:(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين ).