مازالت منصات مواقع التواصل الاجتماعي والشارع المصري يتحدث عن مأساة الشابة حبيبة الشماع المعروفة باسم "فتاة الشروق"، التي ألقت بنفسها من سيارة تابعة لشركة توصيل شهيرة، خشية تعرضها للاختطاف من السائق.
حادث فتاة الشروق
وبدأت القصة عندما استقلت "حبيبة" سيارة الأجرة من مدينة الشروق متجهة إلى مدينتي، وأثناء الرحلة حاول السائق التعدي عليها، الأمر الذي دفعها للقفز من السيارة أثناء سيرها بسرعة على الطريق.
وقالت والدة فتاة الشروق في تصريحات تلفزيونية، إن ابنتها استقلت سيارة أجرة تابعة لأحد التطبيقات الذكية يوم الأربعاء الماضي، من مدينة الشروق متجهة إلى مدينتي، وفي تمام الساعة السابعة قامت بالقفز من السيارة، وقام السائق بإلغاء الرحلة فورًا وأكمل طريقه.
وتابعت: في شخص اتصل بيا وقالي حبيبة في مستشفى الشروق العام. ولما وصلت لقيتها على الأرض وغرقانة في الدم وقاطعة النفس وبيخيطوا دماغها من غير بنج.
وأوضحت الأم أن شاهد العيان الذي قام بإنقاذ ابنتها أخبرها أن حبيبة قفزت من السيارة، وقالت له إن السائق كان ينوي خطفها ثم أصيبت بتشنجات وأفرغت ما في معدتها وفقدت الوعي.
وأضافت أن ابنتها فاقدة للوعي منذ يوم الأربعاء الماضي، ونسبة إدراكها 3 من 15 درجة، نتيجة لنزيف في المخ.
تطورات الحالة الصحية
من جانبها، كتبت داليا الشماع، شقيقة فتاة الشروق منشورا عبر فيسبوك، كشفت خلاله تطورات الحالة الصحية لحبيبة.
وقالت داليا: حبيبة فقدت الوعي وتعاني من نزيف في المخ، وموضوعة على جهاز التنفس الاصطناعي.
وأكدت أن حبيبة استقلت سيارة من التجمع الأول وكانت متوجهة إلى مصر الجديدة، ووالدتي اتصلت بها ولم تكن تسمعها بشكل جيد بسبب صوت (الكاسيت) في السيارة، وحبيبة طلبت من السائق إخفاض الصوت فرفض، وانتهت المكالمة.
وتابعت: أصدقاء حبيبة تواصلوا معها لمعرفة أين وصلت، وفوجئوا برد شخص ما وأبلغهم أن صاحبة هذا الهاتف سقطت من السيارة وارتطمت بحاجز إسمنتي.
تدخل الرئيس السيسي
وأمرت النيابة العامة في القاهرة بحبس سائق سيارة تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة معاكسة فتاة الشروق والشروع في خطفها، كما قرر قاضي المعارضات، مد فترة الحبس الاحتياطي لـ 15 يومًا.
وألقت الجهات الأمنية القبض عليه، (له معلومات جنائية، مقيم بمحافظة الجيزة)، وبمواجهته قرر أنه حال إغلاق نوافذ السيارة ورش معطر فوجئ بقفز المذكورة من السيارة، فاستكمل سيره ولم يتوقف خشية تعرضه للإيذاء، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية.
وفي أحدث تطور للحادث، فقد تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في القضية، واتصل بأسرة الفتاة للاطمئنان على حالتها.
وشكرت والدة الضحية دينا إسماعيل الرئيس لتواصله الشخصي مع الأسرة وإعلانه تقديم كافة المساعدات اللازمة لعلاج ابنتهم، مشيرة إلى أن السيسي أبلغهم بإمكانية نقلها للعلاج في الخارج إذا تطلب الأمر.
أتى ذلك بينما أكد الأطباء المعالجون للفتاة حسب ما قال عمها، أن وضعها الصحي ما زال صعبا، مشددين على أنهم لن يتمكنوا من إجراء جراحة عاجلة لها لأن المخ تحرك من مكانه، وهناك نزيف داخلي ورشح.
طلب إحاطة لرئيس الوزراء
وفي وقت سابق، علق المتحدث الرسمي للشركة على الواقعة بأنها تشعر بحزن عميق حول ما حدث وتتعاون مع سلطات التحقيق للتأكد من اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة.
وأضاف أن الفريق المختص بالاستجابة للحوادث لديها على تواصل مع أسرة الراكبة، مردفاً أن الشركة تلتزم دائماً بتوفير رحلات آمنة وموثوقة للركاب، وتحظر إرشاداتها أي عنف أو سلوك غير لائق، ويتم التعامل مع أي تصرف من هذا النوع بكل جدية.
إلا أن عائلة الضحية رفضت بيان الشركة واعتبرته "كذبا وادعاءات لا أساس لها من الصحة".
وتقدمت النائبة أمل سلامة، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عن حزب الحرية المصري، بطلب إحاطة عاجل إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب؛ موجه إلى رئيس الوزراء؛ بشأن تشديد الإجراءات والقواعد اللازمة لتشغيل السائقين في تطبيقات وسائل النقل الذكي العاملة في مصر (أوبر - إن درايف - ديدي)، وما يستجد من شركات.
وقالت النائبة أمل سلامة، إن وسائل النقل الذكي لم تعد آمنة؛ بعد تكرار الاتهامات بالتحرش ومحاولة الاختطاف؛ رغم أنها تعد أحد وسائل النقل الرئيسية لقطاع عريض من المواطنين.
وأضافت أنه نظرًا لغياب الرقابة؛ فإن تطبيقات وسائل النقل الذكي لم تعد تلتزم بتنفيذ قرار رئيس الوزراء رقم 2180 لسنة 2019 بشأن القواعد والإجراءات اللازمة لتطبيق أحكام قانون النقل البري للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات الخاصة بحصول السائقين على تراخيص العمل بتلك الشركات؛ حيث تسمح تلك الشركات بتشغيل من لديهم أحكام جنائية ويتعاطون المواد المخدرة.
وطالبت النائبة أمل سلامة، بضرورة تشديد الرقابة على شركات وسائل النقل الذكي للتأكد من التزامها بالقواعد والإجراءات التي حددها قرار رئيس مجلس الوزراء؛ الخاصة بقواعد التشغيل واختيار السائقين؛ بما في ذلك صحيفة الحالة الجنائية وتحليل المخدرات بشكل دوري؛ للتأكد من حسن السير والسلوك لجميع العاملين في وسائل النقل المختلفة.
وشددت على ضرورة مراعاة حرمة الحياة الخاصة التي يقرها القانون والدستور، مع ضرورة إتاحة المعلومات الخاصة بالعاملين لديها إلى جهات الأمن لممارسة اختصاصها وفقا للقانون.
كما شددت النائبة أمل سلامة، على ضرورة التزام الشركات المرخص لها بأداء الخدمة بتأمين قواعد البيانات والمعلومات بما يحافظ على سريتها وعدم استغلال بيانات المواطنين.
وتوجهت النائبة أمل سلامة بالشكر والتقدير لأجهزة الأمن التي نجحت في القبض على السائق المتهم بمحاولة التحرش واختطاف فتاة الشروق.