كيف اعرف لون عيون طفلي
العامل الوراثي
يعد العامل الوراثي من الأمور المهمة في تحديد لون عيون الطفل، حيث يوجد قرابة 16 جين مختلف مسؤول عن تحديد لون العيون، ومن الجينات المسؤولة عن تحديد اللون البني والأزرق للعين هو الجين (OCA2)، أما بالنسبة الجينات المسؤولة عن اللون الأخضر والعسلي هو الجين (HERC2)، إلّا أنّ لون العيون النهائيّ يعتمد على مجموعة من الجينات التي تنقتل من الوالدين للأطفال وليس على جين واحد كما هو الاعتقاد السائد بين الناس.
صبغة الميلانين
تُعدّ صبغة الميلانين (Melanin) من الأمور التي تُساعد على تحديد لون عيون الطفل إذ تُعطي العين اللون الأصفر المائل للبني، ومن الشائع امتلاك الأطفال أصحاب البشرة الفاتحة لون عيون زرقاء مائل للرمادي، بينما يمتلك أصحاب البشرة الأغمق لون عيون غامق، ويُعزى السبب في ذلك إلى الخلايا الصبغية المعروفة بالميلانوسايت (Melanocytes) الموجودة في قزحية العين، وتقوم هذه الخلايا على إفراز صبغة الميلانين وأنواع أخرى من الأصباغ مسؤولة عن تحديد لون العين يمكن توضيحها كالآتي:
- صبغة فيلوميلانين (Pheomelanin): تُعطي اللون الأحمر إلى البرتقالي.
- صبغة إيوميلانين (Eumelanin): تُعطي اللون الأسود المائل للبني، إضافةً لدورها في مدى تركيز اللون في العين.
يعتمد لون العيون بشكل عام على خليط هذه الأصباغ مع بعضها البعض، إضافةً إلى كثافة وشدة اللون من كل صبغة، ويشار إلى أنّ إفراز الخلايا الصبغية لكمية قليلة من صبغة الميلانين سوف ينتج عنه لون عيون مائلة للأرزق، بينما في حال إفرازها لصبغة الميلانين بكميات متساوية ينتج عنها لون عيون خضراء أو عسلية، وينتج لون العيون البنية عند إنتاج الخلايا الصبغية لصبغة الميلانين بكميات كبيرة جدًا.
يُعدّ من الصعب توقع لون عيون الطفل قبل الولادة، وذلك لعدم تطور العلم بكشل كاف لفهم آلية عمل الجينات المسؤولة عن لون العيون بشكلٍ كامل، إلّا أنّه توجد بعض التوقعات التي يمكن أخذها بعين الاعتبار في تحديد لون عيون الطفل والتي تسمى حاسبة لون عيون الطفل:
- عند امتلاك كلا الأبوين عيون زرقاء تزداد احتمالية أن تكون لون عيون الطفل أزرق غامق أو فاتح.
- عند امتلاك كلا الأبوين عيون بنية، على الأغلب سوف يمتلك الأطفال لون عيون بنية، لكن إن وُجد أحد من أفراد عائلة الأم أو الأب يمتلك عيونًا زرقاء أو فاتحة اللون، فيزيد احتمال امتلاك الأطفال للون عيون غير البني.
- عند امتلاك أحد الأبوين لون العيون الأزرق، وامتلاك الآخر لون العيون البنية، فاحتمال ظهور لون العيون البنية أو الزرقاء للطفل تكون 50%.
- عند امتلاك أحد الأبوين أو كليهما للعيون الخضراء أو العسلية، قد يحصل الطفل على لون العيون الخضراء أو البنية لكن لا يوجد ما يضمن ذلك.
لا توجد دراسات تضمن متى أعرف لون عيوني طفلي بدقة، حيث تحتاج الخلايا الصبغية إلى قرابة السنة لإفراز كمية الميلانين المُفترض إفرازها، مما يجعل من الصعب تحديد لون عيون الطفل قبل إتمامه لعامه الأول تقريبًا، وبالرغم من أن تغير لون عيون الطفل يقل ويبدأ بالثبات بعد عمر 6 أشهر، إلّا أنّه توجد العديد من التغيرات التي يمكن أن تحدث وتغير من لون عيون الطفل، كما أن بعض الدراسات أثبتت إمكانية استمرار تغير لون عيون الطفل إلى عمر الثلاث سنوات.
إضافةً إلى ذلك، يتغير لون العيون عادةً من اللون الفاتح إلى الغامق، لذا إذا ظهر لون العيون الزرقاء للطفل بدايةً، فقد يتغير اللون فيما بعد ليصبح أخضر، أو عسلي، أو بني، لكن إذا ظهر لون العيون البني في البداية، فغالبًا سوف يثبت ولن يتغير ليصبح أزرق اللون.
تختلف العوامل التي تؤثر على لون عيون الطفل، ومنها العامل الوراثيّ، وصبغة الميلانين، وفي الحقيقة لا يوجد جين واحد مسؤول عن تحديد لون عيون الطفل، وإنما يعتمد على مجموعة من الجينات التي تنتقل من الوالدين، إضافةً لدور صبغة الميلانين في تحديد لون العيون، وننوه إلى أنّ إنتاج كميات كبيرة من صبغة الميلانين يُعطى لونًا بنيًا بينما يؤدي إنتاج الصبغة بكميات قليلة إلى ظهور العيون بلون أزرق، وبالنسبة لكيفية معرفة لون عيون الطفل فلا توجد طريقة علمية واضحة، وتعتمد الخيارات على النسب، وننوه إلى أنّ لون عيون الطفل يتغير بعد الولادة، وذلك لأنّ الخلايا الصبغية تحتاج عامًا لإفراز صبغة الميلانين التي تُعطي لونًا واضحًا للعيون.