كيف أعرف أن الحمل خارج الرحم
في حال وجود الحمل خارج الرحم (Ectopic Pregnancy) فإن البويضة المخصبة تلتصق وتنمو بشكل غير طبيعي في أماكن غير الرحم، كقناتي فالوب، أو عنق الرحم، أو تجويف البطن.
إنّ الطريقة المؤكدة للكشف عن الحمل خارج الرحم هي مراجعة الطبيب لإجراء التشخيص المناسب كما سنقف على ذلك أدنى المقال، ويمكن الاستدلال على احتمالية حدوث حمل خارج الرحم من بعض الأعراض.
أعراض الحمل خارج الرحم
في حالة الحمل خارج الرحم تحصل المرأة على نتيجة إيجابية لفحص الحمل، كما أنّها قد تلاحظ ظهور بعض الأعراض الطبيعية للحمل كغياب الحيض والشعور بالغثيان وألم الثدي، إلا أن الأعراض التي تدل على حدوث الحمل خارج الرحم عادةً لا تكون واضحة إلا عند زيادة نمو البويضة المخصبة في مكان غير الرحم،
ومن أهم هذه الأعراض ما يأتي:
- ألم في البطن: قد تشعر المرأة بألم دائم أو متقطع في البطن، والذي يظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي على جانب أو جهة واحدة من أسفل بطن، مع التنبيه إلى أنّ أسباب الشعور بآلام البطن أثناء الحمل كثيرة ولا تعني بالضرورة وجود حمل خارج الرحم؛ ومن أمثلتها الغازات.
- نزيف مهبلي: (Vaginal Bleeding) يختلف النزيف المهبلي في هذه الحالة عن نزيف الحيض، ففي هذه الحالة يكون غير مستمر، ويميل لونه إلى البني الداكن، وقد يكون ذا قوام شبيه بالماء، ومن الجدير بالذكر أن النزيف يعد أمرًا شائعًا خلال الحمل ولا يعني بالضرورة وجود مشكلة بالحمل، ولكن تجدر مراجعة الطبيب في حال حدوثه.
- الشعور بألم أعلى الكتف: تشعر المرأة في هذه الحالة بألم غير معتاد عند نقطة التقاء الكتف بالذراع، وعلى الرغم من كون السبب غير معروف إلا أنه قد يدل على نزيف داخلي ناجم عن وجود حمل خارج الرحم، وفي هذه الحالة تجب مراجعة الطبيب على الفور.
- عدم الشعور بالراحة عند الذهاب للحمام: ويحدث ذلك بسبب بعض التغيرات الطبيعية في حركة الأمعاء والمثانة خلال الحمل، مما يؤدي إلى الإحساس بألم عند التبول أو الإخراج، أو الإصابة بالإسهال، مع التأكيد أنّ هذا العرض قد يرتبط بحالات أخرى لا علاقة لها بالحمل خارج الرحم، مثل التهاب المسالك البولية.
أعراض انفجار وتمزق قناة فالوب
في بعض الحالات قد ينمو ويكبر الحمل خارج الرحم مما يؤدي إلى تمزق في إحدى قناتي فالوب (Fallopian Tube Rupture)، ويجب التنبيه إلى أن ذلك أمرًا خطيرًا يستلزم إجراء الجراحة بسرعة لمحاولة إصلاح الضرر في قناة فالوب، ومن أبرز الأعراض التي قد تدل على حدوث التمزق:
- الشعور بألم شديد بشكل مفاجئ في البطن.
- الشعور بالغثيان.
- الإحساس بالدوار أو الإغماء.
- شحوب الوجه.
في حال وجود حمل خارج الرحم سيجري الطبيب فحصًا للحوض، لتحديد موضع الألم أو الكتلة في إحدى قناتي فالوب أو في المبيض، إلا أن ذلك غير كافٍ لتشخيص الإصابة، ولتأكيد وجود حمل خارج الرحم قد يحتاج لإجراء فحوصات كثيرة أخرى، من أبرزها ما يأتي:
- اختبار الحمل بالدم: يصاحب الحمل زيادة معدل هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (Human Chorionic Gonadotropin)، المعروف بهرمون الحمل، ولتشخيص الحمل خارج الرحم قد يطلب الطبيب فحص هذا الهرمون، ثم إعادة إجرائه خلال 48 ساعة، ومتابعة مستوى الهرمون لعدة مرات، وذلك إلى حين القدرة على تأكيد التشخيص عبر الموجات فوق الصوتية (حوالي 5-6 أسابيع من الحمل).
- استخدام الموجات فوق الصوتية:
- الموجات فوق الصوتية عن طريق المهبل: يستخدمها الطبيب للتشخيص والتأكد من وجود حمل خارج الرحم، وذلك عن طريق إدخال أداة الفحص بسهولة في المهبل دون الحاجة لاستخدام التخدير الموضعي، وبذلك سيتمكن المختص في أغلب الأحيان من معرفة ما إذا كانت البويضة المخصبة قد انغرست في أي من قناتي فالوب، على الرغم من صعوبة اكتشاف ذلك في بعض الحالات.
- الموجات فوق الصوتية للبطن: يحرك الطبيب أداة الموجات فوق الصوتية على البطن، وذلك لتأكيد التشخيص أو لمتابعة النزيف الداخلي إن وُجد.
- فحوصات دم أخرى: يطلب الطبيب في بعض الحالات إجراء مزيد من الفحوصات كفحص تعداد الدم كامل؛ وذلك للتحقق من وجود أي علامة تدل على النزيف، بالإضافة إلى ضرورة معرفة فصيلة دم المريضة تحسبًا لاحتياج إجراء نقل الدم.
قد تساعد الأعراض في الاستدلال على وجود حمل خارج الرحم، إلا أنّ فحص الموجات فوق الصوتية واختبارات الدم هي الطرق المؤكدة التي تُشخص هذه الحالة، وفي حال الشك بوجود حمل خارج الرحم يجب طلب الرعائية الطبية الطارئة تفاديًا لتمزق إحدى قناتي فالوب التي يحدث فيها الحمل غالبًا في مثل هذه الحالات.