-

كيف أنزل حرارة طفلي

كيف أنزل حرارة طفلي
(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

عادةً ما يكون ارتفاع درجة حرارة الأطفال أو الحمّى لدى الأطفال أحد الأعراض والعلامات المرافقة لمشاكل أو اضطرابات صحية أخرى، ويدل حدوثها غالبًا على محاربة الجسم لأحد أنواع العدوى، ولذا فإنه يشار إلى وجود مجموعة من الأدوية التي تساهم في خفض درجة حرارة الطفل، ولكن تجدر استشارة الطبيب قبل استخدام أيّ منها للأطفال الرضّع الذين ممن تقل أعمارهم عن شهرين، والحرص أيضًا على قراءة النشرة الدوائيّة بدقة واستشارة الطبيب أو الصيدلانيّ حول الجرعة المناسبة من الدواء.

يجب التنويه إلى ضرورة تجنّب استخدام دواء الأسبرين (Aspirin) للأطفال دون استشارة الطبيب، وذلك لما قد يكون له من تأثير سلبي برفع خطر الإصابة بمتلازمة راي (Reye syndrome) التي تعد من الاضطرابات الصحيّة النادرة والخطيرة، وفيما يأتي بيان أبرز الأدوية المستخدمة في خفض حرارة الأطفال:


الباراسيتامول

يساهم الباراسيتامول (Paracetamol) أو الأسيتامينوفين (Acetaminophen) في خفض حرارة الأطفال بما في ذلك الرضّع؛ إذ يمكن استخدامه للأطفال الرضّع من عمر ثلاثة أشهر أمّا الأطفال الأصغر سنًّا فتجب استشارة الطبيب قبل إعطائهم الباراسيتامول، ويشار إلى جرعة دواء الباراسيتامول يتمّ حسابها بناءً على وزن الطفل وليس بناءً على عُمُره كما قد يعتقد البعض، ويمكن إعطاء جرعة منه كل 4-6 ساعات بحسب الحاجة وبما لا يزيد عن 5 مرات في اليوم.

يمكن استخدام دواء الباراسيتامول في خفض حرارة الرضيع بعد التطعيم، ويتوفّر الباراسيتامول على هيئة أشكال صيدلانية مختلفة، مثل: الشراب، والتحاميل، والحبوب الفمويّة التي يمكن إعطاؤها للأطفال الأكبر سنًّا، ويجدر بالذكر أن الطفل يبدأ بالشعور بالتحسن بعد حوالي 30 دقيقة من أخذ الشراب أو الحبوب، أما التحاميل فقد تستغرق وقتًا يصل إلى 60 دقيقة حتى تعمل ويظهر مفعولها، ومن النادر جدًا أن يسبّب الباراسيتامول آثار جانبيّة أو ردّة فعل تحسسية لدى الأطفال.


الآيبوبروفين

يتمّ حساب جرعة دواء الآيبوبروفين (Ibuprofen) بناءً على وزن الطفل أيضًا وليس بناءً على العمر، كما لا ينبغي استخدامه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر إلا باستشارة الطبيب، أما الأطفال الأكبر سنًا فيمكن إعطاؤهم دواء الآيبوبروفين مرة واحدة كل 6 ساعات، ويشار إلى أنه يتوفر على شكل شراب، وكبسولات، وحبوب فمويّة، وتحاميل، بالإضافة إلى معلق يتوفر على شكل مسحوق يتم حله في الماء المعقم، وعادةً ما يبدأ الطفل بالشعور بالتحسن بعد حوالي 20-30 دقيقة من أخذ الدواء.

لا يُعدّ دواء الآيبوبروفين مناسبًا لبعض الأطفال، ولذا فإنه ينصح باستشارة الطبيب أو الصيدلانيّ قبل استخدامه للأطفال الذين يعانون من بعض المشاكل الصحية؛ كالربو واضطرابات الكبد والكلى على سبيل المثال، كما قد يؤدي الآيبوبروفين إلى ظهور بعض الآثار الجانبيّة الشائعة، مثل: حرقة المعدة وعسر الهضم، وفي بعض الحالات النادرة قد يتسبب بحدوث ردة فعل تحسسية لدى الطفل.


يعد استخدام كمّادات الماء الفاترة إحدى الطرق الشائعة لخفض درجة حرارة الجسم المرتفعة خصوصًا في حال كانت ناجمة عن التعرّض لبعض العوامل الخارجية، كممارسة الرياضة أو البقاء خارج المنزل لفترة طويلة في الأوقات الحارّة، ويتمّ تطبيق الكمّادات الفاترة على مناطق محدّدة من الجسم، مثل: منطقة الإبط ومنطقة الأربية أو أعلى الفخذ، ولكن يجدر بالذكر إمكانيّة عودة الارتفاع في حرارة الجسم بعد إزالة الكمّادات، بالإضافة إلى ضرورة تجنّب استخدام كمّادات أو أكياس الثلج لخفض الحرارة.


يمكن اللجوء إلى وضع الطفل في حمام ماء فاتر للمساعدة على خفض حرارة الجسم بالتزامن مع استخدام الأدوية أو بشكلٍ منفرد في حال تقيؤ الطفل وعدم قدرته على إبقاء الدواء في معدته؛ إذ يشار إلى أن وضع الماء الفاتر على جسم الطفل يساعد على التخفيف من حرارة الجسم عند تبخّر الماء من على بشرة الطفل المصاب، وبالتالي يساهم في تبريد الجلد وخفض الحمى، وفي هذا السياق يُنصح باستخدام ماء ذي درجة حرارة تتراوح بين 29-32 درجة مئويّة، والحرص على تجنّب استخدام الماء البارد لما قد يكون له من تأثير سلبيّ من خلال تسبّبه بالرجفة أو الرعشة للطفل، والتي بدورها قد تساهم في رفع درجة حرارة الجسم.

في حال عدم قدرة الطفل المصاب على الجلوس في حوض الاستحمام يمكن وضع الماء الدافئ على جسم الطفل باستخدام منشفة ووضعها على معدة الطفل ومنطقة الأربية وتحت الذراعين وخلف العنق، وذلك مع ضرورة التنويه إلى تجنب إضافة الكحول الطبي إلى الماء بهدف خفض الحرارة؛ إذ قد يؤدي امتصاص الجلد للكحول أو استنشاق الكحول إلى إصابة الطفل بمشاكل صحية خطيرة.


على عكس ما يعتقده العديد من الأشخاص فإنّ الطفل لا يحتاج إلى المزيد من الملابس خلال إصابته بالحمّى؛ إذ إنّ التعرّق الناجم عن ارتداء ملابس إضافية لا يعد وسيلة صحيحة وفعالة في خفض حرارة الجسم وإنّما على العكس من ذلك فقد يؤدي إلى انزعاج الطفل؛ لذا يُنصح بالتخفيف من ملابس الطفل أثناء إصابته بالحمّى، بالإضافة إلى أن ارتداء المزيد من الملابس سوف يمنع خروج الحرارة من الجسم وبالتالي قد يساهم في رفع درجة حرارة الجسم.


يُنصح بخفض حرارة غرفة الطفل المصاب بالحمّى وحرارة المنزل للمساعدة على تجنّب فرط الحرارة، وذلك مع تجنّب خفض درجة حرارة الغرفة بشكل كبير؛ وإنما محاولة الاعتدال وجعلها مناسبة للطفل.


يجب الحرص على حصول الطفل المصاب بالحمّى على الراحة الكافية وشرب كميّات كافية من السوائل لتجنّب الإصابة بالجفاف، وفي حال كان الطفل رضيعًا ينصح بمحاولة زيادة عدد مرات الرضاعة، أمّا بالنسبة للأطفال الآخرين فيجدر الحرص على شرب كميات كافية من الماء، وتقديم الشوربات والجيلاتين المنكّه ومشروبات تخفض الحرارة؛ كالعصائر المخففة، وذلك بهدف المحافظة على رطوبة الجسم وتعويض ما يتم فقده من السوائل من خلال التعرق.


توجد مجموعة من الطرق الطبيعية التي شاع استخدامها بين عامة الناس والمتمثلة باستخدام مكونات طبيعيّة أو أعشاب لخفض الحرارة، ويُنصح بتجنّب اتّباع هذه الطرق خصوصًا لخفض حرارة الأطفال بسبب عدم وجود دراسات كافية تؤكد فاعليّة أو أمان هذه الطرق، وممّا يشتهر من هذه الطرق ما يُعرَف بتقطيع البصل ووضعه داخل الجوارب عند الإصابة بأنواع من العدوى؛ كالرشح أو الإنفلونزا، وعلى الرغم من إجراء عدّة دراسات حول الموضوع فإنّ النتائج النهائيّة غير مؤكدة ولم تظهر تأثيرًا واضحًا لفاعليّة البصل في التخفيف من العدوى، أما الطرق الأخرى التي تمّ دراسة فاعليّتها في خفض الحرارة ما يأتي:

  • نبتة المورينجا: تحتوي نبتة المورينجا (Moringa) على العديد من العناصر الغذائيّة المهمّة، مثل: المعادن والفيتامينات، بالإضافة إلى امتلاكها خواص مضادّة للأكسدة ومضادّة للبكتيريا، وقد أظهرت نتائج إيجابيّة عند استخدامها لعلاج الحمّى مخبريًا، كما أظهرت دراسة أجريت على طفلة تلبغ من العُمُر 18 شهرًا فاعليّة محلول مكون من مستخلص المورينجا في خفض درجة الحرارة المرتفعة لديها، ونُشرت هذه الدراسة عام 2018 م في المجلة الكنديّة للتغذية السريريّة (The Canadian Journal of Clinical Nutrition).
  • جذر كودزو: (Kudzu root)، وهو أحد النباتات المستخدمة في الطبّ الصينيّ الشعبيّ، وله خصائص مضادة للالتهابات وقد يساعد على تقليل الألم، وقد بينت دراسة مخبرية نشرت عام 2012 م في مجلة Ethnopharmacology فاعليّتها في خفض الحرارة المرتفعة، ولكن مع الحاجة إلى المزيد من التجارب والدراسات التي تؤكد فاعليتها وأمانها على البشر، كما يشار إلى أن هذه النبتة قد تتفاعل مع العديد من الأدوية العلاجيّة ممّا يستدعي استشارة الطبيب قبل استخدامها.


يجب الحرص على تجنب الأمور الآتية عند ارتقاع درجة حرارة الطفل:

  • استخدم أدوية البالغين للأطفال.
  • التأخر في مراجعة الطبيب في حال ملاحظة المرض الشديد على الطفل أو ارتفاع حرارة الأطفال حديثيّ الولادة.
  • تغطية الطفل بملابس أو بطانيات سميكة، وذلك حتى في حال ملاحظة الرجفة أو القشعريرة عند الطفل.
  • استخدام أدوية الزكام والرشح دون استشارة الطبيب.
  • استخدام الكحول الطبي لخفض الحرارة، فكما ذكر سابقًا قد يكون للكحول تأثير سلبيّ وقد يؤدي إلى تسمّم الطفل بالكحول، بالإضافة إلى عدم فاعليّته في خفض الحرارة.


يتضح وجود العديد من النصائح والتدابير المنزليّة التي تساهم في خفض حرارة الأطفال، مثل: استخدام خافضات الحرارة، ووضع الطفل في حمام ماء فاتر، والحصول على الراحة الكافية، وشرب كميّة كافية من السوائل، بالإضافة إلى الكمّادات الفاترة والتخفيف من ملابس الطفل، وذلك مع ضرورة استشارة الطبيب عند ملاحظة عدم انخفاض حرارة الطفل أو عند ارتفاع حرارة الأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى ضرورة الحرص على تجنّب بعض الطرق غير الآمنة في خفض حرارة الطفل المصاب.


لمزيد من المعلومات يمكنكم مشاهدة فيديو تتحدث فيه الدكتورة فداء الغرابلي عن ارتفاع درجة حرارة لدى الاطفال.