أصبحت مصر بيئة واعدة للاستثمارات الإيطالية خاصة في محور التنمية بـ قناة السويس والعاصمة الإدارية وغيرهما من المشروعات القومية المنتشرة في كافة أنحاء مصر، وهناك اتفاقات عديدة بين البلدين في مجالات الطاقة التجارة والاستثمار والنقل وغيرها.
إنتاج 10 تريليونات قدم مكعبة من الغاز قريباً
وتتنوع مجالات التعاون بين مصر وإيطاليا خاصة في مجال الطاقة والصناعات التحويلية، حيث تتواجد الكثير من الشركات الإيطالية الرائدة في مجال البحث والتنقيب العاملة داخل السوق المصرية، وعلى رأسها شركة إيني عملاق الطاقة.
ومن جانبه، قال مسؤول إن شركة إيني الإيطالية للطاقة، التي تعد من كبار المستثمرين في مصر، تتوقع بدء الإنتاج من بئر غاز أوريون-1 إكس في شرق المتوسط بمصر باحتياطي قدره 10 تريليونات قدم مكعبة خلال ثلاث سنوات وبتكلفة استثمارية 130 مليون دولار.
وتابع المسؤول أن التقديرات الصادرة عن الشركة بشأن البئر الاستكشافية الواقعة بمنطقة امتياز شمال شرق حابي البحرية، ما زالت أولية.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الأربعاء، أن إيني حركت معدات إلى موقع البئر للوصول إلى أعماق أكبر في عملية الاستكشاف، مقارنة مع ما قامت به شركات سابقة تولت التنقيب في الموقع.
وأشار المسؤول إلى أن حقوق الاستكشاف في منطقة امتياز شمال شرق حابي البحرية تتوزع بواقع 70% لصالح إيني و30% لشركة إنرجين للنفط والغاز التي تتخذ من لندن مقرا، وتسعى لتقليص حصتها بنسبة 12% قبل بدء أعمال الحفر.
استئناف صادرات الغاز الطبيعي المسال
قال المسؤول إن الحكومة المصرية توجه استفسارات للشركات النفطية العاملة في البلاد، بشأن مستجدات عمليات الإنتاج من الحقول الجديدة في عدة مواقع سعيا منها لوضع خطة تنفيذية سريعة لتعويض ما فقدته البلاد من واردات الغاز.
ومن جانبه قال مدير عام مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، الدكتور عادل عامر، إن شركة إيني من الشركات الهامة جدا التي تعاقدت معها مصر من أجل الاكتشافات البترولية والغاز في سيناء وخاصة في العريش.
وأضاف عامر في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن شركة إيني هي واحدة من الشركات العالمية المتخصصة في عمليات الاكتشاف والبحث والتنقيب عن البترول والغاز بالإضافة إلى المعادن.
ولفت إلى أن العلاقات المصرية الإيطالية تتميز بالتطور الاقتصادي باعتبار إيطاليا شريكا تجاريا مهما لمصر حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6 مليارات يورو، وكذلك توافر الاستثمارات الإيطالية الضخمة في مصر خاصة في قطاع النفط والغاز.
وتابع: "تعد شركة إيني الإيطالية أحد أبرز المستثمرين في قطاع الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط مؤكدا أن استثمارات الشركة داخل حقل ظهر ساهمت في تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة والغاز".
وذكر أن صادرات الغاز المسال المصرية استؤنفت خلال أكتوبر الجاري، وخرجت الـ 3 شحنات غاز مسال من محطات الإسالة المصرية منذ بداية الشهر الجاري، وهناك أولوية لصادرات الغاز المسال المصرية، خلال هذه الأيام، في ظل حاجة البلاد إلى تأمين العملة الصعبة.
وبلغ متوسط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي 5.06 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير حتى نهاية أغسطس، مقابل 5.62 مليار متر مكعب في المدة المقابلة من 2022.
تركّز الحكومة المصرية على ترشيد الاستهلاك مع استئناف صادرات الغاز المسال المصرية لأجل تأمين موارد مالية لموازنة البلاد التي تعاني آثار التضخم. ودفعت أزمة انقطاع الكهرباء في مصر الحكومة إلى اتخاذ قرار بوقف تصدير الغاز طوال أشهر الصيف، بسبب زيادة حجم الاستهلاك، على أن يُستكمل في باقي فصول السنة تصدير الفائض.
وعادت صادرات الغاز المسال المصرية إلى الأسواق العالمية، خلال أكتوبر؛ وبلغت صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال هذا العام 3.38 مليون طن فقط، مقارنة بـ7.1 مليون طن لعام 2022 بأكمله، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال النصف الأول من عام 2023، انخفضت صادرات مصر من الغاز المسال إلى 2.9 مليون طن من 3.9 مليون طن في عام 2022، بانخفاض 25% على أساس سنوي، وفقًا لبيانات تتبّع السفن التي جمعتها شركة "إنرجي أوتلوك أدفايزرز".