-

مصر رسميا داخل البريكس.. القاهرة تنضم لأقوى

مصر رسميا داخل البريكس.. القاهرة تنضم لأقوى
(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

انطلقت الثلاثاء الماضي، الاجتماعات السنوية لتكتل "بريكس" الاقتصادي في مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، بحضور عدد من قادة الدول الأعضاء لمناقشة انضمام مجموعة من الدول التي تقدمت بطلبات للأنضمام، ويأتي الاجتماع في ظل تحديات اقتصادية عالمية، ويحظى بمستوى من الاهتمام الدولي.

البريكس

أعضاء بريكس الجدد

تعقد اجتماعات بريكس هذا العام تزامنا مع اتجاهات ظهرت في بعض الدول من أجل التخلص من هيمنة الدولار على التعاملات والتجارة بين الدول، خاصة بعد العقوبات الغربية على روسيا بعد اندلاع الحرب الأوكرانية، والتي أدت لصعوبات في بعض التعاملات التجارية لعدد من الدول خاصة فيما يتعلق بالسلع الأساسية.

وكان محل اهتمام زعماء مجموعة الدول الخمس الأعضاء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا توسيع التكتل، الذي يطمح إلى أن يصبح بديلاً جيوسياسيًا للمنتديات الأخرى التي يقودها الغرب مثل مجموعة السبع.

مصر تنضم للبريكس رسميا

وأعلن رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، اليوم الخميس، أن مجموعة قررت دعوة مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات والأرجنتين ليصبحوا أعضاء في مجموعة البريكس.

وقال رئيس جنوب أفريقيا أن الأعضاء الجدد سينضمون بداية من يناير من العام المقبل ٢٠٢٤.

وكانت وسائل إعلام برازيلية قد كشفت عنأسماء الدول التي ستقبل عضويتها في مجموعة "بريكس"، قبل الاعلان الرسمي، وهي الأرجنتين ومصر وإيران والإمارات والسعودية كأعضاء جدد في المجموعة، وتم اختيار هذه الدول لعضوية المجموعة مراعاة للتوازن الجغرافي.

وأبدت العديد من الدول اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة "بريكس"، مع انعقاد القمة الخامسة عشرة للاقتصادات الناشئة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وتقدمت أكثر من 20 دولة بطلبات للانضمام إلى المجموعة، بما فيها الجزائر والسعودية والأرجنتين وبنجلادش وكوبا ومصر وإثيوبيا وإيران وفيتنام. وأعربت أخرى مثل المكسيك وباكستان وتركيا عن اهتمامها بالعضوية.

وتمثل بلدان "بريكس" 23 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 % من سكان العالم، لكن المجموعة غير متجانسة: فالدول الخمس، الموزعة في 4 قارات، لديها اقتصادات ذات نمو غير متكافئ.ويقول مراقبون إن دخول دول جديدة إلى المجموعة قد يغير التوازنات الجيوسياسية للمجموعة وتشترك بلدان "بريكس" في المطالبة بتوازن اقتصادي وسياسي عالمي متعدد الأقطاب.

تجمع البريكس

التوسع الثاني في تاريخ المجموعة

وكانت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، قد أعلنت أمس أن دول "بريكس" اتفقت على توسيع المجموعة، التي تضم حاليا 5 دول فقط.

ونقلت "رويترز" عن الوزيرة ناليدي باندور قولها: "تبنت مجموعة دول البريكس وثيقة تحدد الخطوط التوجيهية والمبادئ لتوسيع المجموعة".

وأضافت: "سيتم تقديم المزيد من التفاصيل حول توسيع عضوية المجموعة من قبل قادة البريكس قبل اختتام القمة".

ووفق مسؤولين بجنوب إفريقيا، قدمت 23 دولة حتى الآن من أصل ما يزيد عن 40 دولة تبدي رغبتها، طلبا للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، التي تضم حاليا البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا.

وسيكون التوسع هو الثاني فقط في تاريخ المجموعة، التي تركز على التنمية الاقتصادية وزيادة صوت أعضائها في المنتديات العالمية.

وعقدت "بريكس" أول قمة لها عام 2009 مع 4 أعضاء، ثم أضافت جنوب إفريقيا في العام التالي.

وحسب المنصة الرسمية لفعاليات القمة الـ 15 لدول "بريكس"، ونظرا للمصالح المتزايدة، فإن الأعضاء المؤسسين على استعداد لفتح أبواب المجموعة لتوسيع عضويتها، وسيطلق عليها اسم "بريكس بلس" أو "بريكس +"، على غرار مجموعة "أوبك بلس".

وتحتضن مدينة جوهانسبرغ قمة بريكس للاقتصادات الناشئة، بمشاركة قادة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

ويشار إلى أن مجموعة "بريكس" تمثل نحو 40% من سكان العالم.

وزيرة خارجية جنوب إفريقيا

فوائد انضمام مصر للبريكس

وجذبت قمة بريكس 2023 الاهتمام الدولي والإقليمي بشكل كبير، لما تمثله من أهمية على المستوى الدولي نظرًا لحجم الدول التي يضمها تكتل قمة بريكس 2023 في عضويته، وما تشكله من قوى دولية تُعد من أقوى الاقتصادات العالمية، حيث يبلغ حجم اقتصادات بريكس حتى نهاية عام 2022، نحو 44 تريليون دولار.

كما تسيطر مجموعة بريكس على 17% من التجارة العالمية، وفق بيانات منظمة التجارة العالمية، كما تسيطر أيضا على 27% من مساحة اليابسة في العالم، بمساحة إجمالية 40 مليون كيلومتر مربع.

أما عن مكاسب مصر بعد الانضمام لمجموعة بريكس فهي كثيرة، أبرزها أنها ستمكنها من التواصل من خلال انضمامها لتكتل البريكس لتوقيع اتفاقيات تجارية باستخدام العملات المحلية بين الدول الأعضاء.

وهو ما يساعد في تقليل ضغط الدولار، ويتيح فرص للمشاركة في صفقات استثمارية بين الدول المنضمة في تكتل البريكس.

ويتيح لمصر الانضمام البريكس الحصول على قروض من بنك التنمية التابع لتكتل البريكس التي ساهمت مصر في رأس ماله خلال العام الجاري، وهو ما يتيح قنوات جديدة لمصر بخلاف صندوق النقد والبنك الدولي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، إن انضمام مصر لمجموعة بريكس يعمل علي زيادة الاستثمارات الواردة الى مصر خاصة أن مصر بوابة إفريقيا يجعل ذلك منها شريكا وحليفا قويا لدول التحالف.

اجتماعات بريكس

تأمين احتياجات البلاد من السلع

وأوضح الإدريسي ـ في تصريحات له، أن الاعتماد في التبادل التجاري على عملات أخرى مثل اليوان الصينى والروبل الروسي سيخفف الضغط على الدولار الذى تعانى الدولة صعوبات كبيرة فى توفيره حاليا خاصة مع ارتفاع الدولار بشكل غير مسبوق.

وتابع:ويمثل انضمام مصر للبريكس أهمية في تأمين احتياجات البلاد من السلع الضرورية كالقمح من روسيا والأجهزة الإلكترونية من الهند والصين، وكذلك البن والشاي من دول أخرى كالبرازيل والمواد الخام وغيرها من دول التحالف، وكذلك سيكون هناك معاملة تفضيلية في التعامل التجاري مع تلك الدول.

وأشار إلى أن تحالف بريكس هو أحد أهم التكتلات الاقتصادية فى العالم خلال الفترة الحالية، ولذلك فإن بالانضمام للتحالف يساعد مصر في تجاوز الأزمات الحالية، ومع مرور الوقت سيكون للعملة المصرية دور وقد تتمكن من تجاوز أزمتها مع الدولار قريبا، لافتا إلى أن التعامل بالروبل الروسى والكروت الائتمانية في بعض المعاملات هو بداية لترسيخ مبادئ الاتفاق مع التحالف.

واختتم: من المتوقع أن يكون لمصر دور هام في التحالف خاصة أن مصر نافذة دول التحالف على أفريقيا باعتبارها من أكبر الأسواق في المنطقة ولديها اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول وبالتالي ستكون نافذة دول التحالف التي يعاني بعضها من عقوبات تحد من تواصلها مع العديد من الدول.

الدكتور علي الإدريسي