هل وجود كيس على المبيض يمنع
تُعتبر المبايض (بالإنجليزية: Ovaries) من الأعضاء التناسلية الأنثوية التي تكمن وظيفتها في تخزين المبايض وإطلاقها عندما يحين الوقت المناسب لذلك، ويوجد المبيضان على جانبي الرحم، وبالاستناد إلى البحوث المُجراة وُجد أنّ حجم المبيض الواحد بحجم حبة الجوز، ويُطلق أحد المبيضين بويضة ناضجة كل شهر خلال عملية تُعرف بالإباضة (بالإنجليزية: Ovulation).
عادة ما تحدث عملية الإباضة في منتصف الشهر من كل دورة شهرية، وفي الحقيقة توجد البويضات في المبايض داخل جُريبات، وتنمو وتنضج هناك، وفي الوقت الذي يقترب فيه إطلاق البويضة يرتفع مستوى بعض الهرمونات في الجسم بما فيها هرمون الإستروجين، وذلك لغرض تهيئة بطانة الرحم لانغراس بويضة مخصبة ناجمة عن التقاء حيوان منوي من الزوج ببويضة ناضجة تمّ إطلاقها من المبيض، وفي حال نجحت هذه العملية بالحدوث تبدأ مرحلة الحمل، وفي حال عدم نجاحها فإنّ بطانة الرحم تنذرف خلال ما يُعرف بالحيض، ويُعد أول يوم لنزول الدم هو اليوم الأول في الدورة الشهرية.
ومن المشاكل التي تُحتمل مواجهتها خلال حياة المرأة وخاصة خلال سنوات الإنجاب ما يُعرف بأكياس المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Cysts)، والتي تُعرّف على أنّها أكياس مملوءة بالسوائل تتكون على مبايض المرأة، ويجدر بيان أنّ هذه المشكلة شائعة للغاية، وأنّ هذه الأكياس غالباً ما تكون حميدة وغير مؤذية، وفي الحقيقة تتعدد الأسباب المؤدية للإصابة بأكياس المبايض، ومعظم هذه الأكياس تختفي من تلقاء نفسها حتى دون تلقي المرأة العلاج، وذلك في غضون عدة أسابيع من ظهورها.
هل يحدث تبويض مع وجود كيس على المبيض؟ في الحقيقة يعتمد تأثير أكياس المبايض في قدرة المرأة على الحمل والإنجاب بالدرجة الأولى على نوع الأكياس المتكونة، فهناك بعض الأنواع التي تتسبب بانخفاض معدلات الخصوبة وتراجع القدرة على الإنجاب، في حين أنّ هناك العديد من الأنواع التي لا تؤثر أبداً في الحمل.
ومن الجدير بالذكر أنّه حتى في حال وجود نوعية أكياس تؤثر في قدرة المرأة على الإنجاب فإنّ هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة التي تزيد فرص الحمل والحصول على طفل،ويمكن بيان أكياس المبايض المختلفة وتأثيرها في الحمل فيما يأتي:
أكياس المبايض التي تؤثر في القدرة على الحمل
يمكن بيان أنواع أكياس المبايض التي تؤثر في القدرة على الحمل بشيءٍ من التفصيل كما يأتي:
- أكياس البطانية الرحمية: (بالإنجليزية: Endometriomas)، وتظهر هذه الأكياس على المبايض نتيجة المعاناة من المشكلة الصحية التي تُعرف بالانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)، والتي تُعرّف على أنّها نمو الطبقة المُبطّنة للرحم خارجه، وقد تبيّن أنّ الأكياس الناجمة عن هذه المشكلة قد تؤثر في قدرة المرأة على الحمل والإنجاب.
- أكياس ناجمة عن متلازمة تكيس المبايض: (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، يمكن أن تؤثر الأكياس المتكونة على المبيض والناجمة عن المعاناة من متلازمة المبيض متعدد الكيسات في قدرة بعض النساء على الحمل، ويمكن تعريف هذه المتلازمة على أنّها نمو عدد من الأكياس على المبايض، وما يُصاحبها من عدم انتظام في الدورة الشهرية، واضطراب مستويات بعض الهرمونات.
أكياس المبايض التي لا تؤثر في القدرة على الحمل
الأكياس الوظيفية
تُعد الأكياس الوظيفية (بالإنجليزية: Functional cysts) أكثر أكياس المبايض شيوعاً على الإطلاق، ولا تؤثر في الحمل والخصوبة، وعلى العكس عدّ الباحثون وجودها دليلاً على أنّ العمليات التي يتطلبها الحمل تجري في جسم المرأة على الوجه المطلوب، وهذه الأكياس نوعان، أمّا النوع الأول فيُعرف بالأكياس الجُريبية (بالإنجليزية: Follicular Cysts)، وأمّا النوع الثاني فيُعرف بأكياس الجسم الأصفر (بالإنجليزية: Corpus luteum cysts).
الورم الغديّ الكيسيّ
يُعرف الورم الغدي الكيسي (بالإنجليزية: Cystadenoma) على أنّه أكياس تتكون من الطبقة السطحية للمبايض، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأكياس لا تؤثر في الخصوبة ولكن يجدر علاجها من قبل طبيب مختص.الكيسات الجلدانية
لا تؤثر الكيسات الجلدانية (بالإنجليزية: Dermoid cysts) في خصوبة المرأة وقدرتها على الإنجاب، وتتكون في العادة من أشياء غير السوائل، مثل الشعر، أو الجلد، أو حتى الأسنان.
بالنسبةلأعراض وعلامات أكياس المبايض، فيمكن القول أنّ أغلب الحالات التي تُعاني فيها المرأة من وجود أكياس على المبايض لا يُرافقها ظهور أية أعراض أو علامات، وفي الحالات التي تظهر فيها الأعراض فعادة ما تتشابه مع أعراض مشاكل صحية أخرى مثل الانتباذ البطاني الرحمي سابق الذكر، وعليه فإنّ الطبيب المختص لا يعتمد على الأعراض والعلامات التي تظهر على المرأة عند تشخيص الإصابة بهذه المشكلة.
لتمييز الفرق بين أعراض الحمل والكيس على المبيض يمكن تلخيص أهمّ أعراض وعلامات أكياس المبيض وأكثرها شيوعاً فيما يأتي:
اضطرابات الدورة الشهرية
هل وجود كيس على المبيض يمنع نزول الدورة؟ غالباً ما تُعاني النساء المصابات بأكياس المبايض من عدم انتظام الدورة الشهرية، وقد تكون كذلك كمية الدم التي يذرفها الجسم خلال الحيض غير منتظمة، فتُصبح الدورة أكثر أو أقل غزارة من الوضع السابق، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض النساء اللاتي يُعانين من هذه الأكياس تكون آلام الدورة الشهرية لديهنّ شديدة للغاية.
الشعور بألم في الحوض
يمكن أن تشعر النساء اللاتي يُعانين من مشكلة أكياس المبايض من ألم في الحوض يمتدّ حتى الأفخاذ وأسفل الظهر، وذلك عند بداية أو نهاية الحيض في كل مرة.
اضطرابات الجهاز الهضميّ
تشمل اضطرابات الجهاز الهضميّ المرتبطة بكيس على المبيض ما يأتي:
- الشعور بألم عند الإخراج.
- كثرة الحاجة للتبرز
- المعاناة من ألم أو انتفاخ أو ثقل في البطن.
اضطرابات بولية
تشمل الاضطرابات البولية المرتبطة بكيس على المبيض ما يأتي:
- كثرة الحاجة للتبول
- عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل تامّ.
اضطرابات هرمونية
يمكن أن تتسبب أكياس المبايض بإحداث اضطرابات على مستوى هرمونات الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى مواجهة مشاكل على مستوى شعر الجسم ونموّ الأثداء، ولكن تُعدّ هذه الاضطرابات نادرة الحدوث.
بالحديث عن أضرار الكيس على المبيض، فيمكن القول أنّ أكياس المبيض لا تُسبب أيّ مخاطر على الحمل في الغالب، ولكن في بعض الحالات خاصةً في حال استمرار نمو وزيادة حجم الكيسة المبيضيّة فقد يرتفع خطر الإصابة ببعض المضاعفات أثناء الحمل، لذلك يقوم الطبيب بمراقبة أكياس المبيض بشكلٍ دوريّ عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتيّة أو التصوير بالرنين المغناطيسيّ، وقد يفضل الطبيب في بعض الحالات علاج الأكياس المبيضية تجنبًا للمضاعفات، ومن المخاطر التي ترتفع أثناء الحمل في حال استمرار زيادة حجم الكيس على المبيض ما يأتي:
- التواء المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Torsion).
- التواء الكيسة المبيضيّة.
- تمزّق الكيسة المبيضيّة.
- مضاعفات الولادة في حال تسبّب الكيسة بانسداد في منطقة الحوض أو البطن.
الفرق بين كيس على المبيض وكيس الحمل كبير جدًا فكيس الحمل هو الكيس المحتوي على السائل الأمينوسيّ (بالإنجليزية: Amniotic fluid) وعلى الجنين ويتشكّل بين الأسبوع 5-7 من آخر دورة شهريّة تقريبًا قبل الحمل، وهو أحد العلامات المبكّرة التي يبحث عنها الطبيب عند أول تصوير بالموجات فوق الصوتيّة بعد تأكيد الحمل، أمّا بالنسبة لأكياس المبيض فقد تمّ الحديث عنها سابقًا في المقال.