شهدت إثيوبيا مؤخرا سلسلة من انزلاقات التربة التي خلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وأعادت إلى الواجهة المخاوف المتعلقة بسلامة سد النهضة الإثيوبي. فهل تشكل هذه الانزلاقات تهديدا حقيقيا لسلامة سد النهضة؟ وما هي التداعيات المحتملة لانهياره؟.
وقوع انهيارات أرضية وطينية في إثيوبيا مؤخرا زاد المخاوف حول احتمالات انهيار سد النهضة، خاصة أن ”أديس أبابا” لا تملك الخبرة اللازمة لتشييد السدود، بالمقارنة مع مصر التي أقامت السد العالي، بناء على خبرة، فقد سبق لمصر بناء سد أسوان، وقناطر إسنا، وقناطر نجع حمادي فضلا عن عشرات السدود الأخرى.
كشف الدكتور عباس شراقي، خبير المياه وأستاذ الجيوليوجيا في جامعة القاهرة، أسباب الانهيارات الأرضية والطينية في إثيوبيا، وتوقعاته عن الأمطار والفيضانات في السودان. وقال الدكتور عباس شراقي إن الانزلاقات الحالية لن تؤثر مباشرة على سد النهضة، لكن الأزمة تكمن في أن مياه الأمطار من هذه المناطق تحمل معها كتلًا صخرية تصل إلى السد وتترسب فيه. وأضاف أن هذه الكتل تقلل من عمر السد، إذ يقاس عمر السد بكمية الطمي التي تملأ بحيرته، وأن الحسابات أظهرت أن الطمي يقلل من السعة التخزينية للسد بمقدار مليار متر مكعب كل خمس سنوات.
وأضاف الدكتور عباس شراقي، أن سد النهضة بعيد عن الانزلاقات الأرضية الحالية في إثيوبيا، موضحًا أن هناك نوعين من الجبال في إثيوبيا، الأول يتكون من طبقات، وهو الذي تحدث فيه الانزلاقات الطميية وامتصاص المياه، ما يؤدي إلى ما يُعرف بـ"الانزلاق الأرضي" والآخر فهو جبال بركانية، ويشهد انزلاقات أو امتصاص للمياه، ولكنها قد تتعرض لتساقط كتل صخرية.
وأشار شرقي إلى أن سد النهضة يمثل خطرًا كبيرًا بسبب تصميمه الإنشائي، إذ يتألف من سد رئيسي خرساني يمتد على مجرى نهر النيل الأزرق بطول 1800 متر وارتفاع حوالي 145 مترًا، وسد مكمل السرج يمتد على طول 5 كم بارتفاع نحو 50 مترًا، وقال إن المشكلة الرئيسية تكمن في أن السد مقعر في اتجاه المياه، وهو تصميم مخالف لضوابط السدود العالمية.
من جهتها حذرت الحكومة الإثيوبية، هذا الشهر، من خطر الفيضانات والكوارث الأخرى ذات الصلة خلال موسم الأمطار المستمر، وتم إدراج منطقة جنوب إثيوبيا، إلى جانب مناطق أخرى والعاصمة أديس أبابا، كمناطق من المحتمل أن تتعرض لفيضانات شديدة.
أماكن الانهيارات الأرضية
الدكتور عباس شراقي، أشار إلى أن إثيوبيا دولة مساحتها كبيرة مثل مصر وبها مناطق مختلفة والمنطقة الموجود بها سد النهضة تختلف من الناحية الطبيعية والجيولوجية عن المنطقة التي بها الانهيارات الحالية.
وأضاف الدكتور عباس شراقي في تصريحات خاصة إلى “صدى البلد” أن المناطق التي بها الانهيارات عبارة عن مناطق مرتفعة وفيها الأخدود الإفريقي وبها مناطق جبلية وبيها طبقات طمي، وتابع حينما تسقط أمطار غزيرة الطبقة الطبقة الطينية تزداد ثقلا وتنزل وتحتها قرى من السكان الفقراء التي لا يصل لها الحكومة وهذا العام العدد الذي توفى كثير لذلك اهتم بها الإعلام لكن العام السابق مات نحو 50 شخصا.
عدد الضحايا
جدير بالذكر إن عدد الضحايا قد تجاوز 250 شخصا، وتم نقل 12 شخصا آخرين إلى المستشفيات، ولا تزال عمليات البحث مستمرة عن الضحايا.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أن عدد الوفيات بعد الانهيارات الأرضية في منطقة جيزي جوفا في جنوب إثيوبيا قد وصل إلى 500 شخص حتى الآن.
وقال رئيس لجنة الاستجابة للطوارئ بالمنطقة هابتامو فتينا، إن فرق الإنقاذ انتشلت 157 جثة حتى الآن، مضيفًا أن من بين المتوفين 105 رجال و52 امرأة، بينهم أطفال. فيما أكد مسئولون محليون أن حصيلة القتلى قد ترتفع مع تواصل عمليات الإنقاذ.
موسم الأمطار
إثيوبيا بدأت موسم الأمطار في يوليو، ومن المتوقع أن يستمر حتى منتصف سبتمبر المقبل، وتتسبب الأمطار المستمرة أحيانا في حدوث انهيارات أرضية في بعض أجزاء الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
عدد سكان إثيوبيا
وتشهد إثيوبيا أسوأ انزلاق للتربة ، وهي تعد ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في القارة الإفريقية (120 مليون نسمة) والواقعة في القرن الإفريقي. كما أكدت الأمم المتحدة ضرورة إجلاء أكثر من 15 ألف شخص معرضين للخطر والموت؛ بسبب احتمال حدوث انهيارات أرضية جديدة في إثيوبيا.