-

أسباب البلغم

أسباب البلغم
(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

قد يُعاني الشخص المصاب بأمراض الجهاز التنفسيّ المزمنة من وجود البلغم المستمر لديه، إذ يظهر البلغم عند الشخص في معظم الأوقات، وفي بعض الأحيان قد يزداد بشكلٍ كبير، كما قد يُلاحظ وجود البلغم الزائد لدى الأشخاص الأصحاء الذين يمتلكون رئتَين سليمتَين، لكن هذه الحالة تكون مؤقتة أثناء مرض الجهاز التنفسي فقط، ويشار إلى أنّ البلغم يتكون عن طريق الخلايا الكأسية والغدد تحت المخاطية نتيجةً لتعرضها لبعض المشاكل الصحية، كالعدوى أو الالتهاب أو التهيج في الجهاز التنفسيّ.

إضافةً إلى ذلك قد يتكون البلغم المستمر لدى الأفراد الذين يُعانون من مشاكل في الأهداب التي تشكل هياكل صغيرة تشبه شعر، وتكون مسؤولة عن إخراج البلغم من الرئتين وفي حال إصابتها بتلف نتيجة التدخين أو مرض ما فإنّ البلغم يتراكم في الجهاز التنفسيّ، وقد يؤدي تضاؤل قدرة الشخص على السعال نتيجةً لضمور في العضلات المرتبطة بالسعال إلى تراكم البلغم.

وتتضمن الحالات الشائعة التي يصاحبها إفراز بلغم زائد ناجمٍ عن اضطراباتٍ في جهاز التنفس ما يأتي:


عوامل مرتبطة بنمط الحياة

توجد مجموعة من العوامل المتعلقة بنمط الحياة من شأنها تحفيز الخلايا الكأسية على إنتاج المخاط نتيجةً لتلف الأهداب والشعب الهوائية في الرئتين، ويشار إلى أن التعرض المستمر لبعض المهيجات أو المحفزات خاصةً الأفراد المصابين بأمراض الرئة يؤدي إلى تراكم مالبلغم والمخاط في الرئتين، ومن أهم المهيجات ما يأتي:

  • دخان التبغ.
  • التلوث الهوائيّ الخارجي.
  • الغبار أو شعر الحيوانات الأليفة.
  • الأبخرة الصادرة من مكان العمل.


مرض الربو

يعدُّ الربو (Asthma) من الأمراض المزمنة الشائعة التي يمكن السيطرة عليها عند معظم الأشخاص، إلا أنّ البعض قد يعاني من مشاكل ربو مزمنة لأنّ القصبات الهوائية في هذه الحالة تكون حساسةً جدًا وبمجرد التعرض لأي محفِّزٍ تتهيج الرئة وتنقبض العضلات المحيطة بالشعب الهوائية مما يؤدي إلى تراكم البلغم، إضافةً إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي تختلف من شخص لآخر، وتتمثل بالآتي:

  • السعال.
  • الصفير.
  • ضيق الصدر.
  • ضيق التنفس.


التهاب القصبات المزمن

يشكل التهاب القصبات المزمن (Chronic Bronchitis) نوعًا من أمراض الانسداد الرئوي المُزمن، والذي يسبب مشاكلًا في الخلايا المبطنة للشُّعب الهوائية، كما أنّ هذه الحالة لا تحدث بشكلٍ مفاجئ إذ تتطور بمرور الوقت، وتتميز بحدوث نوباتٍ متكررة تستمر لأشهر أو سنوات عدة، وبالتالي يتسبَّب الالتهاب المستمر في بطانة القصبات الهوائية في تراكم كمياتٍ كبيرة من المخاط اللَّزِج في منطقة الشُّعب الهوائية، ليحدّ ذلك من تدفق الهواء إلى الرئتين مما يؤدي إلى حدوث الأعراض الآتية:

  • صعوبة التنفس.
  • زيادة معدل إنتاج المخاط في الرئتين.


النفاخ الرئوي

يعد النفاخ الرئوي (Emphysema) إحدى أمراض الرئة التي ينجم عنها ضررٌ في الحويصلات الهوائية، وبمرور الوقت تضعف الجدران الداخلية لهذه الحويصلات الهوائية ثم تتمزق، وبالتالي تظهر مساحات هوائية كبيرة بدلاً من عدة مساحات صغيرة، ليؤدي ذلك إلى تقليل مساحة سطح الرئتين وانخفاض كمية الأكسجين التي تصل إلى الدم، ويشار إلى أنّ الأعراض تظهر عندما تتأثر حوالي 50% من أنسجة الرئة؛ إذ إنّ الشخص المصاب قد لا يُعاني إلّا من ضيق في التنفس وتعب عام، أما بالنسبة للأعراض الشائعة الأخرى لحالة النفاح الرئويّ ما يأتي:

  • السعال.
  • الصفير عند التنفس.
  • ضيق الصدر.
  • زيادة إنتاج البلغم.


توسّع القصبات

يعدُّ توسع القصبات (Bronchiectasis) من الأمراض المزمنة التي تحدث نتيجة توسع المجاري الهوائية في الرئتين بشكلٍ غير طبيعي، إذ يؤدي ذلك إلى تراكم كميةٍ كبيرة من المخاط، وجعل الرئتين عرضة للإصابة بالعدوى، كما يصاحب ذلك مجموعة من الأعراض المختلفة في شدتها من شخص لآخر، والتي تتفاقم عند الإصابة بعدوى في الرئتين، لتتضمن ما يأتي:

  • سعال مستمر، يصاحبه البلغم.
  • ضيق التنفس.


الوذمة الرئوية

يشار إلى الوذمة الرئوية (Pulmonary Edema) باحتقان الرئة أو مياه الرئة، والتي تحدث عندما تمتلئ الرئتين بكميةٍ كبيرة من السوائل، ليكافح الجسم حينئذٍ للحصول على كميةٍ كافية من الأكسجين، ويحدث ذلك نتيجة إصابة الشخص بقصور القلب الاحتقاني المتمثل بعدم قدرة القلب على ضخّ الدم بكفاءة، وبالتالي عودة الدم إلى الأوردة عبر الرئتين، ومع زيادة الضغط في الأوعية الدموية فإنّ السوائل يتم دفعها إلى الحويصلات الهوائية لينجم عن ذلك ضيق التنفس، وظهور البلغم بشكل رغويّ وبلون ورديّ بسبب اختلاطه بالدم.


العوامل الوراثية

توجد العديد من العوامل الوراثية التي من شأنها التسبُّب بوجود البلغم المستمر، إذ تؤثر بعض الحالات بشكلٍ مباشر في الرئتين، بينما ينجم عن البعض الآخر إضعاف العضلات المُشاركة في عملية التنفس، ومن ضمن هذه الأمراض الوراثية ما يأتي:

  • التليف الكيسي (Cystic fibrosis) الذي يؤثر في أجهزةٍ متعددة في الجسم، بما في ذلك الجهاز التنفسيّ، والجهاز الهضميّ، ويعدُّ البلغم المستمر إحدى السمات المميزة المصاحِبة لهذه الحالة.
  • خلل الحركة الهدبية الأوَّلي (Primary ciliary dyskinesia) وهو اضطرابٌ يتميز بالتهاباتٍ مزمنة في الجهاز التنفسيّ، بالإضافة إلى عدم وجود الأعضاء الداخلية في مكانها المعتاد، كما يسبِّب هذا الخلل الإصابة بالعقم وعدم القدرة على الإنجاب، وتنتج أعراض هذه الحالة بسبب الحالات غير الطبيعية للأهداب والأسواط، نتيجة طفرات أو خللٍ في العديد من الجينات المسؤولة عن الآتي:
    • توفير تعليمات خاصة بصنع البروتينات التي تتكون منها الأهداب.
    • إنتاج القوة اللازمة التي تقوم بوظيفة انحناء الأهداب.


تجب مراجعة الطبيب المختص على الفور في حال المعاناة من مجموعة من الأعراض المصاحبة لظهور البلغم، والتي تتضمَّن ما يأتي:

  • استمرار إنتاج البلغم بصورة زائدة ومتكررة.
  • زيادة كمية المخاط التي يتم إفرازها بدرجةٍ كبيرة.
  • مصاحبة البلغم الزائد لأعراض مَرضية أخرى.


توجد العديد من الأسباب التي ينجم عنها ظهور البلغم بشكلٍ زائد ومستمر عند بعض الأفراد خاصةً الأفراد الذين يُعانون من أمراض الجهاز التنفسيّ، ويستدعي ذلك مراجعة الطبيب المختص، وهو المسؤول عن تشخيص الحالة وإيجاد العلاج المناسب لها، ومن أبرز أسباب هذه الحالة التعرُّض المستمر للمُهيِّجات بسبب نمط الحياة، أو الإصابة بعدة أمراض تنفسية منها الربو، والوذمة الرئوية، وتوسع القصبات، والنفاخ الرئوي، والتهاب القصبات المزمن، كما قد تلعب العوامل الوراثية دورًا في التسبب بهذه الحالة نتيجةً لخللٍ وراثي.


قد يدل إفراز البلغم على مرضٍ ما أو إصابة معينة في الرئتين، فما هي الأسباب التي تؤدي لظهوره؟ :