اشتهرت مصر على مدى تاريخها بفنونها التراثية وصناعها المهرة الذين أبدعوا في مجالات عدة منها الخيامية والأرابيسك والزجاج المعشق والتطعيم بالصدف والخزف والفخار والسجاد اليدوي والطرق على النحاس وغيرها، ويعد الحفاظ علي التراث المصري والصناعات الحرفية من الاندثار، وتقديم مصر للعالم من خلال الحرف التقليدية التى تُميز المحافظات المصرية المختلفة من الأهداف الرئيسية في إطار استراتيجية دعم ورعاية الحرف التراثية كجزء هام ورئيسي من المكون المادي للهوية الثقافية للشخصية المصرية.
الحرف التراثية
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، اجتماعا مع نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، جرى من خلال متابعة جهود الدولة لتعزيز الحرف التراثية والمنتجات اليدوية على مستوى الجمهورية.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية - بأن الاجتماع شهد محاور عديدة تخص أصحاب الحرف، حيث وجه الرئيس بمواصلة تقديم كافة أوجه الدعم لأصحاب الحرف التراثية، للمحافظة عليها وتنميتها، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لدعم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر لما لها من دور فعال في النمو الاجتماعي والاقتصادي، فضلاً عن المساهمة الهامة للحرف التراثية في الحفاظ على الهوية الوطنية والثراء الثقافي والحضاري لمصر.
كما وجه الرئيس السيسي بتطبيق أعلى معايير الجودة للصناعات الحرفية، بما يتناسب مع القياسات الوطنية والدولية، مع الحرص على عنصر الابتكار والمزج بين الأصالة والمعاصرة، ومراعاة تشغيل رأس المال بطرق فعالة لصالح الحفاظ على التراث الوطني، وتعزيز التنمية الإنسانية والمستدامة.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الاجتماع شهد أيضاً استعراض تجربة الرائدات المجتمعيات في مجال تعزيز وعي المرأة والأسرة والمجتمع من خلال الجهود التنموية التي تقوم بها آلية الرائدات المجتمعيات على عدة محاور تختص بالخدمات والتوعية، بالإضافة إلى التنسيق مع الجمعيات الأهلية والقيادات المحلية، حيث وجه الرئيس بمواصلة تلك الجهود لرصد وحل المشكلات المجتمعية الشائعة على أرض الواقع وبلورة أفضل السبل لتنفيذ الحلول المناسبة لها.
من جانبه، قال الدكتور محمود سرج، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير القطاع غير الرسمي باتحاد الصناعات، إنه يجب تنمية الصناعات اليدوية والتراثية وتطوير منتجاتها حتى تسهم بشكل فعال في التنمية الاقتصادية، مطالبًا بوضع آلية فاعلة للتنسيق بين الجهات ذات العلاقة في مجال الحرف والصناعات التقليدية والتنسيق مع جهات مثل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لوضع البرامج التدريبية الهادفة إلي تنمية مهارات وقدرات الحرفيين خاصة للأجيال الناشئة منهم لإيجاد مصدر دائم لتزويد هذا القطاع بما يحتاجه من أيد عاملة ماهرة تضمن استمرار وتداول الخبرات والمهارات الحرفية في مختلف الصناعات.
ولفت إلى أهمية تسويق منتجات الصناعات الحرفية داخليا وخارجيًا علي أن تشمل هذه الأنشطة داخل البلاد مراكز الحرفيين والأسواق السياحية والفنادق والمتاحف والمطارات والموانئ والحدائق العامة والمعارض والمهرجانات، أما التسويق الخارجي فيتمثل في المشاركات الخارجية في المعارض والمؤتمرات والأسواق الدولية وغيرها.
الصناعات اليدوية والتراثية هي العصب الرئيسي للاقتصاد نظرًا لأنها تتميز بقدرتها العالية على توفير فرص العمل، واحتياجها إلى رأس مال منخفض نسبيًا لبدء النشاط فيها، وقدرتها على توظيف العمالة نصف الماهرة والغير ماهرة، وما تقدمه من فرصة للتدريب أثناء العمل لرفع القدرات والمهارات.
دعم أصحاب الحرف
وأيد أيمن محسب عضو مجلس النواب، توجيهات الرئيس السيسي التي تجلت في مواصلة تقديم جميع أوجه الدعم لأصحاب الحرف التراثية، لافتا إلى أنه قام بتقديم طلب إحاطة خلال الاونة الاخيرة بشأن إحياء الصناعات اليدوية المصرية، وإنشاء مجلس قومي للحرف اليدوية لزيادة الاستفادة من القطاع في الوصول إلى حلم الـ100 مليار دولار صادرات مصرية.
وأكد محسب - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الدولة المصرية تشتهر بالصناعات اليدوية المميزة والتي لا يوجد مثيلها في العالم، على رأسها صناعة السجاد اليدوي والفخار والخزف والجلود والمنسوجات والخرز والخوص والكورشيه والحصير والتطريز وصناعة الملابس التراثية، معقبا: "كلها حرف مهمة تستوعب مئات الأسر خاصة في الريف المصري وتمثل مصدر دخل أساسيا لهم".
وأشار محسب إلى أنه خلال العام الماضي ومع تصاعد الأزمة الاقتصادية العالمية، شهدت الصناعات الحرفية التي تصنف من المشروعات الصغيرة والمتوسطة تراجعا شديدا، رغم قدرة هذا القطاع الحيوي على المشاركة الفاعلة في الوصول إلى حلم الـ 100 مليار دولار صادرات، خاصة أنه لا يحتاج فترة طويلة لزيادة فعاليته،"فقط مدة من 6 أشهر إلى عام"، كذلك لا يحتاج مصادر تمويل ضخمة، لافتا إلى أنه يعمل في القطاع الحرفي نحو 2 مليون حرفي في مختلف القطاعات و140 تكتلا حيث إن القرية تصنع منتجا واحدا.
وأوضح محسب، أن القطاع يواجه تحديات كبيرة ربما كانت سببا في تراجع الصناعات الحرفية بشكل ملحوظ، منها أنه لا يوجد حصر شامل للحرف والعاملين بالمنظومة، وعدم وجود أكواد لمنتجات الحرف اليدوية، وغياب قواعد البيانات التي يمكن الاستناد عليها في وضع سياسات صحيحة، كذلك ارتفاع تكلفة الاشتراك في المعارض الخارجية رغم كونها أحد أهم آليات التسويق، كما يعاني القطاع من محدودية المواد الخام والأولية المتوافرة لعدد من أنواع الصناعات الحرفية.
فيما قال الدكتور وليد جاب الله، خبير اقتصادي، إن الصناعات اليدوية والتراثية لها تأثير كبير على الاقتصاد، يتمثل في إتاحة فرص عمل للشباب عن طريق تخصيص موارد أقل مقارنة بمتطلبات الصناعات الأخري، مشيرا إلى حرص القيادة السياسية على الاهتمام بكافة أوجه التنمية في مصر سواء من الجانب الجغرافي بالمحافظات أو إقامة المشروعات القومية العملاقة أو مشروعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف جاب الله - في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا يهذه الصناعات مما يشجع رواد الأعمال للاستثمار في هذه الصناعات ما سيُقلل من استيراد المنتجات من الخارج، لافتا الى أن الصناعات اليدوية والتراثية تسهم بشكل كبير في توفير فرص عمل وتشغيل الشباب مما يُحد من البطالة، مشيرًا إلى أن هذه الصناعات لا تحتاج لرأس مال كبير، وبالتالي فإنها تدعم الاقتصاد المصري.
وتابع: الصناعات اليدوية والتراثية لها تأثير كبير علي الاقتصاد ويتمثل في إتاحة فرص عمل للشباب، وتشغيل أعداد كبيرة من القوي العاملة بمؤهلات تعليمية منخفضة، مشددا على ضرورة دعم تلك الصناعات اليدوية وتطويرها لضمان استمراريتها واستدامتها والاستفادة من ضم هذا القطاع الذي يعتبر من الأنشطة التي تدخل في إطار الاقتصاد غير الرسمي إلي الاقتصاد الرسمي للدولة من خلال تقديم حوافز ضريبية وفنية وتسويقية.