قام علماء الآثار مؤخرًا باكتشاف هام في شمال غرب الجزيرة العربية، حيث أُعيد اكتشاف تحصينات ضخمة تعود إلى ما يقرب من 4000 عام.. كانت الواحات في صحراء شمال الجزيرة العربية مأهولة بسكان مستقرين في الألفيتين الرابعة والثالثة قبل الميلاد.
وقد تم الكشف مؤخرًا عن حصن يحيط بواحة خيبر، وهي واحدة من أطول الواحات المعروفة التي تعود إلى هذه الفترة، من قبل فريق من العلماء التابعين للمركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا والمجلس الملكي لمحافظة العلا في المملكة العربية السعودية.
وتُعد هذه الواحة المحصنة الجديدة، جنبًا إلى جنب مع واحة تيماء، واحدة من أكبر واحتين في المملكة العربية السعودية.
ووفقا لموقع “ارك نيوز”، على الرغم من أن العديد من الواحات المحصنة التي تعود إلى العصر البرونزي تم توثيقها سابقًا، إلا أن هذا الاكتشاف الهام يسلط الضوء على الاحتلال البشري في شمال غرب الجزيرة العربية ويوفر فهمًا أفضل للتعقيد الاجتماعي المحلي خلال الفترة القبل الإسلامية.
من خلال دراسة السمات المعمارية وتصميم التحصينات، يمكن لعلماء الآثار الحصول على رؤى حول الهيكل الاجتماعي واستراتيجيات الجيش والأنشطة الاقتصادية للسكان القدماء.. تساعد هذه المعلومات على تجميع قطع من اللغز حول حياتهم اليومية وتفاعلاتهم مع الحضارات المجاورة.
اكتشاف حصن قديم مذهل
وتجري حالياً عمليات التنقيب عن التحصينات بإشراف فريق مكرس من علماء الآثار والباحثين. وتشمل العملية إعداد خرائط دقيقة ووثائق وتحليل التحصينات لضمان الحفاظ على الهياكل وتفسيرها بدقة.
ويتم استخدام أساليب متطورة مثل الاستشعار عن بُعد والمسح ثلاثي الأبعاد لإنتاج نماذج رقمية معقدة للتحصينات، مما يمكن من فهم تقنيات البناء والعناصر المعمارية على مستوى أعمق.
قام الفريق بتقدير الأبعاد الأصلية للتحصينات بطول 14.5 كيلومتر، وسمك يتراوح بين 1.70 و 2.40 متر، وارتفاع يبلغ حوالي 5 أمتار، عن طريق مقارنة المسوح الميدانية وبيانات الاستشعار عن بُعد مع الدراسات المعمارية.
على الرغم من أن الدراسة تؤكد أن واحة خيبر كانت جزءًا واضحًا من شبكة الواحات المحصنة في شمال غرب الجزيرة العربية، إلا أن اكتشاف هذا التحصين يطرح تساؤلات حول سبب بنائه وطبيعة السكان الذين بنوه، وخاصة تفاعلاتهم مع السكان خارج الواحة.