ما زالت الأراضي المصرية تكشف عن محتوياتها وثرواتها من المعادن النفيسة التي تسعى الحكومة إلى الاستفادة منها لتسهيل حياة المواطنين وتحسين الحالة الاقتصادية للبلاد.
اكتشاف منجم ذهب ضخم
وفي هذا الإطار، كشف ناجي فرج، مستشار وزير التموين لشئون صناعة الذهب، عن اكتشاف منجم جديد للذهب بمنطقة أبو مروات.
وأوضح أن منجم أبو مروات من المناجم الواعدة، حيث يحتوي على احتياطي استراتيجي يصل إلى 290 ألف طن، والذي سيكون له مردود إيجابي على الاقتصاد القومي.
وقال خلال حديثه لقناة "صدى البلد" مساء أمس، الأربعاء، إن إنتاج المنجم واعد وسيكون له مردود اقتصادي واضح، متابعا: “لدينا العديد من المناطق وتحتاج إلى العمل لكي نكتشفها”.
وشدد على أن شركات التنقيب مستمرة في عملها، معقبا: “لدينا إقبال من قبل الشركات العالمية على مجال التنقيب في الذهب، فهو مجال قوي وحيوي سيكون بمثابة بوادر خير لمصر”.
التنقيب عن الذهب
كما أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن توقيع عقد للتنقيب عن الذهب وغيره من المعادن مع شركة "أتون مايننغ" الكندية في منطقة "أبو مروات" بالصحراء الشرقية، وذلك بعد تحقيقها كشفا تجارياً للذهب بمنطقتي حمامة غرب ورودرين الواقعتين بامتياز أبو مروات في مساحة حوالي 58 كيلو مترا مربعا.
وأضافت وزارة البترول والثروة المعدنية في بيان، أمس الأربعاء، أن مصر وقعت أيضا عقدا للتنقيب عن الذهب مع شركة “إيه. كيه. إتش غولد” البريطانية للبحث عن الذهب على مساحة 350 كيلو مترا مربعا بمنطقتي بئر أسل وجبل الميت بالصحراء الشرقية، وذلك في إطار توسع الشركة البريطانية في الاستثمار في البحث عن الذهب في مصر بعد فوزها بعدد من المناطق في المزايدة العالمية للبحث عن الذهب بجولتيها الأولى والثانية.
وأكد وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا عقب التوقيع أن الإصلاحات التي تم تنفيذها في منظومة عمل قطاع التعدين المصري ساهمت في جذب استثمارات الشركات العالمية للبحث عن الذهب والمعادن الثمينة، مشدداً على أهمية الإسراع بعمليات البحث والتنقيب بهدف تحقيق نتائج إيجابية.
وبحسب بيان الوزارة، فقد أشاد مسئولو الشركتين بالاستقرار الذي تشهده مصر حالياً والمناخ الاستثماري الإيجابي بعد الإصلاحات التي شهدها قطاع التعدين كحافز مهم للاستثمار، مؤكدين على بذل الجهود للإسراع بضخ الاستثمارات والانطلاق بالأنشطة.
مكانة مصر واظهار المناجم
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حسن بخيت، رئيس المجلس الاستشاري العربي للتعدين، إن “التنقيب عن الذهب أخذ الفترة الأخيرة نشاطا ملحوظا، ونتمنى في المستقبل القريب كشفا تجاريا للمواقع التي تم إسنادها للشركات من فترة لرفع حصيلة مصر من المواقع التي تحولت من استكشاف لتعدين ومن موقعين إلى ثلاثة وأربعة”.
وأوضح بخيت، في تصريحات خاصة لـ موقع "صدى البلد"، أنه كل زادت هذه المواقع التي تتحول من التنقيب إلى الاستكشاف، كلما يكون هذا عائد ودفعة ودعم للدخل القومي، معقبا: “الذهب له بريق وسلعة تسويقها سهل جدا ومطلوبة على مستوى الدول وعلى مستوى الأفراد، وبالتالي دعم هذا القطاع وإعطاؤه الحافز للدخول الاستثمارات وطنية أو أجنبية فهي تدفع للأمام”.
وأضاف: “لتحقيق النجاح المضمون لقطاع التدين بصفة عامة والاستكشاف والتنقيب عن الذهب بصفة خاصة، لا بد من الاعتماد على أمرين، الأول الشركات المؤهلة للقيام بموضوع التنقيب والاستكشاف”.
وواصل: “والأمر الآخر الرقابة والمتابعة، فلابد من توفير الكوادر التي تتابع هذه الشركات من النواحي الفنية والمالية لضمان حق الدولة من خلال حسن استغلال الخامة وعدم إهدار الخامات التعدينية وفي نفس التوقيت الحرص على التأكد من سلامة الإجراءات الخاصة بهذه الشركات”.
واختتم: “مصر تقع في نطاق الدرع العربي النوبي (حزام الذهب) ممتد عبر البحر الأحمر يمين وشمال، وهذا الدرع العربي النوبي من النطاقات أو أحزمة الذهب المؤهلة لأن تحتل مكانة كبيرة في إظهار عدد كبير من المناجم المنتجة للذهب”.
270 موقعًا لإنتاج الذهب
وتحتضن مصر نحو حوالي 270 موقعًا لإنتاج الذهب، بينها حوالي 120 موقعًا ومنجمًا معروفين تم استخراج الذهب منهم قديمًا، وتتوزع إلى 4 قطاعات، ويتم استخراج الذهب بطريقتين، التقليدية الأولى وهي حفر المناجم وتفتيت الصخور اللماعة، والطريقة الثانية وهي الحديثة ويتم خلالها عمل دراسات جيولوجية لمناطق تواجد الذهب في طبقات الأرض الداخلية، وباستخدام آلات ضخمة وكبيرة تقوم بعمل حفر عميقة في هذه المناطق، ويتم استخراج معدن الذهب بشكله الخام مع الصخور والمعادن الأخرى التي تلتصق فيها، ثم تبدأ عملية تنقيته من الشوائب والمعادن الأخرى الموجودة معه.
جدير بالذكر أن إنتاج الذهب يتركز بمصر في 3 مواقع بالصحراء الشرقية هي جبل السكري، ومنطقة حمش، ووادي العلاقي.