-

بعد تداول فيديو فاضح للبلوجر هدير عبدالرازق..

بعد تداول فيديو فاضح للبلوجر هدير عبدالرازق..
(اخر تعديل 2024-09-09 15:44:53 )

تصدر اسم البلوجر “هدير عبد الرازق” التريند؛ وذلك بعد تسريب فيديو لها فاضح خادش للحياء، بمواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة حسابها على تيك توك، وتقوم الأجهزة الأمنية بفحص الفيديو للتأكد من الموجودين فيه ومكان وتوقيت تصويره.

إشاعة الفاحشة

وفي الفترة الأخيرة تحفل منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بفيديوهات تتضمن تفاصيل حياتية وشخصية من أجل زيادة التفاعل والربح السريع من خلال تلك المنصات، أحدهما مقبول والآخر يندرج تحت إشاعة الفاحشة.

ويقوم كثير من رواد التواصل الاجتماعي بنشر مثل هذه الفيديوهات للإشهار بفاعلها وكشف عيوبهم في ارتكاب المعاصي والآثام، فيكون الشخص المتكلم عن المذنب قد ساهم في نشر فاحشة في المجتمع.

ونَشْر الفضائح الأخلاقية على "السوشيال ميديا" للانتقام والتشفي فيه إشاعة للفاحشة في المجتمع، وهي مساوية في الوِزْر لفعلها؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «القائل للفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء».

قال الله عز وجل في كتابه الكريم { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

ويقول الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في الاشهار بعيوب الاخرين (ان للناس عيوباً فلا تكشف ما غاب عنك فأن الله سبحانه يحكم عليها وأستر العورة ما استطعت يستر الله سبحانه ما تحب ستره).

لو رأيت الفضيحة بأم عيني لسترتها بردائي

يقول الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه،" "لو رأيت الفضيحة بأم عيني لسترتها بردائي، فإن مذيع الفاحشة كفاعلها “”.

هذا أثر حسن ثابتٌ عن علي رضي الله عنه، ولفظه: القائل الفاحشةَ، والذي يَشِيعُ بها: في الإثم سواءٌ.

أخرجه البخاريُّ في "الأدب المفرد" (رقم ٣٢٤)، والبيهقيُّ في "الشعب" (رقم ٨٩٤٢)، وأبو يعلى في "مسنده" (رقم ٥٥٣)، وإسناده حسن

ما أحوجنا لهذا التوجيه الأخلاقي الخالد في زمن يبحث الناس فيه عن الفضائح، ويتسابقون لنشرها.

حكم نشر الفضائح الأخلاقية عبر مواقع التواصل الاجتماعى؟

فيما أكدت دار الإفتاء المصرية، فى فيديو جراف نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن نشر الفضائح الأخلاقية عبر مواقع التواصل الاجتماعى لزيادة التفاعل تعليقا أو مشاركة أو إعجابا حول ما نشر، هو عمل محرم شرعا ومجرم قانونا لأن فيه إشاعة للفاحشة فى المجتمع، وهى جريمة أماط بها الشرع الشريف عقوبة عظيمة، إضافة إلى ما يحويه هذا النشر بهذه الكيفية مع التعارض الكلى مع حث الشرع الشريف على الستر، وقول الله تعالى: "إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلَآخِرَةِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

وكانت دار الإفتاء، أشارت فى وقت سابق، إلى أن الإسلام حرَّم نشر الشائعات وترويجها، وتوعَّد فاعل ذلك بالعقاب الأليم فى الدنيا والآخرة؛ مستشهدة بقول الله تعالى: «إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» [النور: 19].

ونوهت الإفتاء فى إجابتها عن سؤال: "ما حكم نشر الشائعات وترويجها؟"، بأن هذا الوعيد الشديد فيمن أَحَبَّ وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل! كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس، وداخلٌ فى نطاق الكذب، وهو محرَّم شرعًا.

وأوضحت الإفتاء، تضافرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة على حرمة المشاركة فيما يعرف فى العصر الحديث بـ"ترويج الإشاعة" التى تعنى نشر الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة من غير أن يتثبت المرء من صحتها، ومن غير رجوع إلى أولى الأمر والعلم والخبراء بالأمور قبل نشرها وإذاعتها حتى وإن تثبت من صحتها، مما يثير الفتن والقلاقل بين الناس، ووصف تعالى ما يسمى الآن بترويج الإشاعات بالإرجاف، وهو ترويج الكذب والباطل بما يوقع الفزع والخوف فى المجتمع، فقال تعالى: "لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ۞ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا" [الأحزاب: 60-61].

مفتي الجمهورية: إشاعة الفاحشة عقوبتها عظيمة

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، قال إن الإسلام جعل إشاعة الفاحشة وفعلها في الوِزْر سواء؛ لعظم الضرر المترتب في الحالتين؛ فقد أخرج الإمام البخاري في "الأدب المفرد"، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "القائل الفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء"، وقال عطاء رضي الله عنه‏: "من أشاع الفاحشة فعليه النكال، وإن كان صادقًا" أخرجه ابن أبي حاتم، ورَتَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جريمة إشاعة الفاحشة عقوبة عظيمة؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «وأيُّما رَجُلٍ أشاعَ على رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِكَلِمَةٍ وهُوَ مِنْها بَرِيءٌ يَشِينُهُ بِها فِي الدُّنْيا كانَ حَقًّا على الله تَعَالَى أنْ يُدْنيَهُ يَوْمَ القيامَةِ فِي النَّارِ حَتَّى يأْتِيَ بِإِنْفاذِ مَا قالَ» رواه الطبراني كما فى مجمع الزوائد (4/ 201)، وقال الهيثمى: فيه من لم أعرفه.

ولفت إلى أَنَّ نشر وبَثَّ مثل هذه المقاطع المصورة التي لا يصح إِطْلاع الغير عليها يتنافى كليًّا مع حَثِّ الشرع الشريف على الستر والاستتار؛ لأنَّ أمور العباد الخاصة بهم مبنية على الستر؛ فلا يصح من أحد أن يكشف ستر الله عليه ولا على غيره؛ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» رواه مسلم، وفي رواية لابن ماجه: «منْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ». قال الإمام أبو عمر ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 337، ط. مؤسسة قرطبة): [وفيه أيضًا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة وواجب ذلك عليه أيضًا في غيره] اهـ.

وبين المفتي أن "اليوتيوبرز: Youtubers" مصطلح عصري يُطْلَق على صانعي المحتوى المرئي في موقع "يوتيوب: YouTube"، وتزداد شهرة "اليوتيوبر" من خلال المحتوى الذي يُقَدِّمه من حيث نوعه، وجودة إخراجه، والمخاطَب به؛ حتى إنَّ بعض الأشخاص لشهرتهم على اليوتيوب قد امتهنوا هذا الأمر؛ نظرًا لما يدره عليهم من ربحٍ نتيجة التفاعل على ما يُقَدِّمونه بالتعليق، أو الإعجاب، أو المشاركة من الآخرين.

ومن المحتوى الذي لوحظ تقديمه من قِبَل "اليوتيوبرز": نَشْر بعضهم الشؤون اليومية الخاصة به وبأسرته؛ كأماكن جلوسه في بيته مع زوجته، ومواضع نومه، ومقر اجتماعه للأكل والشرب مع عائلته؛ حتى وصل الهوس لنشر كواليس نومه واستيقاظه، وتحركات أطفاله، بل ودخوله للخلاء، مبيناً أن البَثُّ والبَسْط للشؤون الشخصية ومشاركة الآخرين لمشاهدة ذلك يفرق فيه بين حالين؛ أولهما: ما يصح إِطْلاع الغير عليه. وثانيهما: ما لا يصح إِطْلاع الغير عليه.

وأشار المفتي إلى أن عناية الشرع الشريف بالستر والاستتار؛ فقد حَثَّنا على أنَّه مَن ابتلي بمعصيةٍ ألا يُخبر بها، بل يُسرها ويستغفر الله منها ويتوب إليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئا، فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللهِ»، أخرجه مالك في "الموطأ"؛ حتى نَصَّ الفقهاء -بناء على ذلك- أنه يستحب لمن ارتكب معصية أن يستر على نفسه وعلى الغير، قال شمس الدين البابرتي الحنفي في "العناية شرح الهداية" (10/ 471، ط. دار الفكر): [الستر واجب والإشاعة حرام] اهـ، إضافة لذلك: فإنَّ نشر هذه الخصوصيات بهذه الكيفية المذمومة هو مِن طلب الشُّهْرة الذي كَرِهه السلف الصالح، ويندرج تحت قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ» رواه أحمد.

وشدد المفتي على أنَّ إفشاء مثل هذه الخصوصيات الشخصية بهذه الصورة المعيبة هو أيضًا جريمة قانونية يُعاقَب عليها وفق القانون رقم (175) لسنة 2018م، والخاص بـ"مكافحة جرائم تقنية المعلومات"؛ فقد جَرَّم المُشَرِّع المصري في هذا القانون نشر المعلومات المُضَلِّلة والمُنَحرفة، وأَوْدَع فيه مواد تتعلق بالشق الجنائي للمحتوى المعلوماتي غير المشروع؛ ففي المادة (25) من القانون المشار إليه نَصَّ على: [يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين: كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة ..].

كما شدد على أن بَثُّ ونَشرُ "اليوتيوبرز" المقاطع المصورة عن تفاصيل حياتهم الشخصية لهم ولأسرهم لزيادة التفاعل –تعليقًا أو مشاركةً أو إعجابًا- حولها؛ إن كان مما يصح إطلاع الغير عليه فلا مانع منه شرعًا، وإن كان مما لا يجوز للغير الإشعار به مما يُعَيَّب به المرء؛ فنشره عَمَلٌ محرَّم شرعًا، وهو مُجَرَّم قانونًا أيضًا؛ وذلك لما فيه من إشاعة الفاحشة في المجتمع، وهي جريمة أناط بها الشرع الشريف عقوبة عظيمة؛ إضافة لما يحويه هذا النشر بهذه الكيفية من التعارض الكلي مع حَثِّ الشرع الشريف على الستر والاستتار.

حكم التربح من المنصات الإلكترونية

ورد إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالاً حول حكم أرباح التيك توك؟، مؤكداً أن حكم الأرباح من البرنامح يقع على كافة برامج التواصل الاجتماعي التي تعرض الفيديوهات ويشاهدها الناس.

قال الشيخ محمد العماوي عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، في إجابته على السؤال خلال البث المباشر للمركز عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "إن هذا البرنامج وغيره من البرامج التي تقوم على التربح ويكون فيه ذلك التربح عن طريق كشف العورات والأفعال المحرمة فهو محرم".

وتابع العماوي، قائلاً: "أي شيء أو أي برنامج يعرض للناس أشياء محرمة، ويقوم على كشف العورات وانتهاك المحرمات فهو محرم بربحه وبذاته"، مشدداً أنه لا يجوز التربح من تلك البرامج مطلقاً قائلاً: "هناك أشياء جيدة في تلك البرامج لكنه لا يبيح لك التربح منه لأن قائم على انتهاك المحرمات فهو محرم".