في واقعة غريبة لم نكن سنصدقها إذا شاهدناها في مسلسل درامي أو فيلم سينمائي، شهدت قرية مصرية بمحافظة الغربية حكاية لها العجب!
في إحدى المقاهي، جلس سائق برفقة أصدقائه يتسامرون ثم أعلن في فيديو كوميدي نشره على حسابه بموقع الفيسبوك وهو بجوارهم أنه سيموت وبث نعيًا له.
بعدها بدقائق، فوجئ شقيق السائق باتصال هاتفي يخبره بضرورة المجيء لأخيه لأنه توفى، ظن الشقيق في بداية الأمر أن المتصل يمزح معه إلا أنه ذهب مسرعًا له وصعق بما شاهده حيث تأكد أن الوفاة حقيقية.
الهزار قلب جد
بكل أسف، الهزار قلب جد، حيث فوجئ أهالي قرية سجين الكوم التابعة لمدينة قطور بمحافظة الغربية بسماع خبر وفاة السائق محمد طلبة رجب البالغ من العمر 64 عامًا بعد ساعتين فقط من بث الفيديو!
شعر الجميع بحالة من الذهول دفعتهم للذهاب إلى ذوي السائق للتأكد من صحة الخبر، إلا أن صدمتهم بحقيقة الأمر جعلتهم يحضرون صلاة الجنازة ومراسم الدفن الخاصة به في حالة من الحسرة وعدم التصديق.
وسط انهيار أسرته وأصدقائه، شهدت قرية سجين الكوم جنازة مهيبة للسائق مؤكدين أنه كان يتمتع بسمعة طيبة، كما أنه كان محبوبًا من الجميع ولا يتأخر عن مشاركة عائلات القرية مناسباتهم الاجتماعية.
خالي من الأمراض
وأشار أهالي القرية إلى أن السائق لم يكن يشكو من أي مرض أو يعاني من أي أزمة صحية أو نفسية. كما أكدوا مع شقيقه أنه كان زاهدًا في الدنيا ويعيش بقلب الطفل (أبيض وصافي) ويتعامل ببساطة مع الجميع، ساردين الكثير من المواقف التي تعبر عن نبل أخلاقه.
ودليلًا على مدى قربه من أهالي القرية وشعوره باليتامى والمحتاجين، قدم محمد طلبة في إحدى المرات لامرأة كانت تتجول بالشارع بصحبة طفلة صغيرة يحتاجون إلى المال أخر مبلغ لديه وهو50 جنيهًا "كان سالفهم لأنه مكانش معاه فلوس" وهو بداخله يقين أن الله سيرزقه ويرزقهم، وذلك حسبما تحدث شقيقه.
هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، فبكلمات "اللهم وإن قد حان وقت موتي، فلا تأمر ملك الموت إلا أن يقبض روحي وأنت راض عني يالله" عبر منشور على الفيسبوك، تنبأ ممرض يبلغ من العمر 22 عامًا بوفاته منذ 3 أشهر، ثم توفى بالفعل في حادث سير بعد ساعات قليلة من النشر.