تعمل الدولة المصرية ممثلة في وزارة البترول والثروة المعدنية على جذب استثمارات جديدة في القطاع، ويمثل هذا أهمية من حيث العائدات والصناعات وتوفير العملة الأجنبية لمصر.
وتعتبر الاكتشافات في قطاع البترول هي ثمرة الجهد المبذول في قطاع الاتفاقيات البترولية، حيث تعمل مصر حاليا مع الكثير من الشركات العالمية في مجال البحث عن البترول في البحر المتوسط ودلتا النيل والصحراء الغربية والصحراء الشرقية.
ضخ 70 مليون دولار
استقبل المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، دينيس أبو دينين، رئيسة شركة إيناب سيبترول التشيلية، حيث تم بحث أنشطة الشركة في مصر في مناطق امتيازها بالصحراء الغربية وخططها الفترة المقبلة في ضوء استحواذها على منطقة امتياز جديدة مؤخرا.
وخلال اللقاء، أكد الملا أن الأولوية الأهم لقطاع البترول هي زيادة الإنتاج المحلى من الغاز والبترول بهدف الاستمرار في توفير احتياجات السوق المحلية ومشروعات القيمة المضافة، مشيراً إلى تمتع مصر بفرص استثمارية واعدة في مجال البترول والغاز وبنية تحتية قوية تضمن مرونة جميع الأنشطة البترولية في ظل منظومة التعاون والتكامل التي يطبقها القطاع بالتعاون مع شركائه الأجانب.
وأكدت رئيسة “إيناب سيبترول” انتهاء عمليات البحث السيزمى التى أجرتها الشركة فى منطقة غرب عامر بالصحراء الغربية، والتى استحوذت عليها الشركة التشيلية مؤخرا تمهيدا لبدء عمليات الحفر خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى اعتزام الشركة ضخ استثمارات تقدر بحوالي 70 مليون دولار خلال عام 2024 لحفر 4 آبار تنموية و3 آبار استكشافية بمناطق شهد وشمال شرق شهد والزهراء.
ولفتت إلى تنفيذ مبادرة للطاقة المستدامة بمنطقة شمال رأس قطارة لتقليل الاعتماد على السولار وزيادة الاعتماد على الغازات المصاحبة فى توليد الكهرباء، كما أكدت اعتزاز الشركة بالعمل فى مصر واعتزامها الاستحواذ على المزيد من مناطق الامتياز والتوسع في أنشطتها، مشيرة إلى مشاركات الشركة للمساهمة المجتمعية في مناطق عملها من خلال توفير برامج تدريبية وورش عمل لسكان المناطق المجاورة وعمليات ترميم للمدارس والمباني السكنية، فضلا عن توفير معدات ومستلزمات طبية للمستشفيات.
ضخ استثمارات جديدة
واستقبل طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، الأسبوع الماضي، أنيا دوتزيرناث، رئيسة شركة بي بي البريطانية للغاز وخفض الكربون، والوفد المرافق، حيث تم بحث أنشطة الشركة في مناطق امتيازها بمصر والموقف الحالي لتنمية الآبار المكتشفة، بالإضافة إلى عمليات الحفر التي تنفذها الشركة في إطار برنامج العمل الجاري تنفيذه حالياً لزيادة معدلات الإنتاج من الغاز.
وأوضحت رئيسة بي بي للغاز وخفض الكربون اهتمام الشركة بضخ المزيد من الاستثمارات والتوسع في أعمالها في مصر خاصة في مجال الغاز الطبيعي بمنطقة البحر المتوسط، وأن بي بي مهتمة بتطوير سبل التعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، مشيرةً إلى أهمية مشروعات الشركة في مصر للبحث عن البترول والغاز وتنميتهما وإنتاجهما، بالإضافة إلى مجهودات خفض الانبعاثات والطاقة الخضراء والاستدامة.
وتم خلال اللقاء أيضاً استعراض أنشطة بي بي كمشغل رئيسي فى حقول أتول ورأس البر وريفين بالبحر المتوسط، بالإضافة إلى برامج العمل بمناطق امتياز شمال كينج مريوط وشمال غرب أبو قير وشمال الطابية البحرية وشمال دمياط، فضلاً عن استعراض موقف تنمية كشف نرجس في البحر المتوسط بالشراكة بين بى بى وشيفرون لسرعة وضعه على خريطة الإنتاج.
توفير الكثير من المليارات سنويا
وفي هذا الصدد، قال أستاذ هندسة البترول وخبير الطاقة الدولي، الدكتور رمضان أبو العلا، إن الاكتشافات تعطي أملا كبيرا لمصر ويوفر لمصر الكثير من المليارات سنويا التي كانت تنفق على استيراد الغاز الطبيعي.
وأضاف أبو العلا أن الاكتشافات التي تحققت في حقول الغاز الطبيعي وكان آخرها حقل ظهر، هو استعادة لمسيرة النجاح في هذا القطاع، الذي وفر لمصر 3 مليارات دولار سنويًا بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي.
وأشار إلى أن هذه الاكتشافات ساعدت على كبح جماح الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي ودخول الإنتاج وتحقيق مصر الاكتفاء الذاتي عام 2019 من الغاز الطبيعي، مؤكدًا أن الوزارة تريد أن تحقق الاكتفاء الذاتي من باقي المشتقات البترولية وخاصة البنزين والسولار.
وأكد أن هذا الاكتشاف يعطي أملا كبيرا لمصر، متابعا: “إن شاء الله يتم إعلان اكتشافات جديدة في الجانب المصري من البحر الأحمر”، معقبا: "حققنا اكتشافات كبيرة في الغاز الطبيعي خلال الفترة الماضية".
وبحسب بيان لوزارة البترول والثروة المعدنية منذ عدة أيام، تستهدف شركات القطاع العام البترولي، ضخ استثمارات بقيمة 23 مليار جنيه خلال العام المالي المقبل.
